قال صحيفة "الشروق"
المصرية إنها تواصلت مع عدد من الشباب المصري المنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"
داعش"، وحاولت إجراء حوارات صحفية معهم، إلا أنهم رفضوا بحجة أنهم ممنوعون من الحديث إلى الإعلام، ولابد من حصولهم على تصريح من "وزارة إعلام التنظيم" أولا.
وقالت إن "أبو خالد المصري" وافق على الحديث للصحيفة ليحكي لها قصة انضمامه إلى التنظيم.
وكان "أبو خالد" بحسب الصحيفة سلفي الهوى والرأي، قبل أن ينضم إلى حركة "حازمون"، المؤيدة للشيخ السلفي المحبوس حاليا، حازم صلاح أبو إسماعيل، وهو من إحدى محافظات دلتا مصر، عمل في بعض الأعمال الخاصة بعد تخرجه في الجامعة، وينتمى لأسرة مصرية عادية، ليس لها أي انتماءات سياسية معينة، بحسب ما قال.
ويتابع: "تعرفت على أخ عائد من
سوريا، في أحد دروس الشيخ أبو إسحق الحويني، وطلبت منه مساعدتي في السفر إلى سوريا، ولأن أوراقي الخاصة بالجيش والسفر لم تكن مكتملة، دفعت 20 ألف جنيه لإنهائها، على الرغم من أن الرحلة لا تتكلف أكثر من تذكرة الطيران".
واعتبر أبو خالد أن خروجه من مصر لـ"الجهاد في سوريا" كان استجابة لفرض العين، وهو قتال العدو الذى استباح أراضي المسلمين، رافضا الربط بين إسقاط الإخوان من الحكم والسفر للقتال في سوريا.
وأضاف: "سافرت من مطار القاهرة إلى إسطنبول بشكل رسمي، ومن هناك لأنطاكيا التركية ثم توجهت إلى الحدود السورية، رغم أن هناك طريقا آخر عبر الحدود اللبنانية، لكنه أكثر صعوبة وخطورة، لأنه مكشوف من أكثر من جهة".
وتابع: "خرجنا في مجموعة حوالى 15 شخصا، وكل منا يحمل تزكية مكتوبة من الشخص العائد من سوريا، موجهة لأحد أمراء جبهة النصرة، حيث لم تكن الدولة "داعش" قد تأسست بعد".
قال: بعد عودة الشخص صاحب التزكية، إلى سوريا، التقينا به وتعرف علينا، أما الأمير فكان رجل أعمال مصريا، باع كل أملاكه وصفى كل تجارته وسافر بأسرته إلى سوريا في بدايات الثورة السورية.
وتابع: "في أثناء انتظاري للأمير، طلبت التحاقي بأي عمل جهادي بدلا من الانتظار بلا طائل، فالتحقت بدورة تدريبية في ورشة لتصنيع وتعبئة العبوات الناسفة قضيت فيها مدة شهر تقريبا، بعدها عاد في الوقت الذى كانت المشكلات قد بدأت تتفجر بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وأعلنا رغبتنا في الانضمام للدولة، وبعد أن فشلت قيادات الجبهة في إقناعنا بعدم الانضمام لـلدولة، سحبوا منا السلاح، وأخرجونا من معسكراتهم، بعدها حضر أمراء عسكريون من
العراق وأخذونا لمعسكرات "الدولة" وأخضعونا لمعسكرات أولية شرعية وفقهية وعسكرية وأمنية وطبية للإسعافات الأولية".
وقال: "بعد ذلك خضعنا لمعسكرات متخصصة، بناء على نتيجة تقييم ودرجات المتدربين في المعسكرات الأولية، فهناك من التحق بدورة مخابرات، ودورة قناصة، ودورة للرمي على الدبابات، والهاون والآر بى جيه والكلاشينكوف، ودورة لياقة بدنية -وهي قاسية جدا- يشرف عليها أحد أشهر لاعبي الكرة السابقين في مصر، رفض بشدة الإفصاح عن اسمه غير أنه ذكر أنه كان لاعبا بالزمالك".
وأوضح: "تستمر مدة المعسكر 50 يومًا، يكون الإفطار فيها تمرة واحدة، والغداء أربع تمرات ورغيف خبز، والعشاء تمرة واحدة، فيما يكون العقاب في المعسكر عن طريق الجلوس "عاريا" داخل حمام السباحة في شهور الشتاء القارس مددا تصل في أقصاها لأربع ساعات".
وقال: "كنا نخضع للتدريب على المهام اليومية وهى "المرابطة" وتعنى العمل كفرق استطلاع لمراقبة خطوط وإمدادات العدو، والوقوف في الأكمنة والحواجز، كما أن هناك تدريبات أخرى، قبل القيام بأي عملية نوعية كبيرة للهجوم على مطارات أو قواعد عسكرية وخلافه، قد تستمر لشهر قبل تنفيذ العملية".
واستطرد: "بعد انتهاء المعسكرات التدريبية أول معركة شاركت فيها، هي المعركة التي تم فيها الاستيلاء على كتيبة الدفاع الجوي في اللواء 66، واستعان فيها تنظيم الدولة بقادة عسكريين عراقيين أشرفوا على المعركة، التي قادها على الأرض أبو عمر الشيشاني. وثاني معركة شاركت فيها هي معركة الاستيلاء على مطار مينغ في حلب، وأصبت فيها وتم علاجي في المستشفى الميداني، ووصل نصيب كل من شارك في المعركة، من الغنائم إلى 100 ألف ليرة سورية.
وأوضح أن توزيع الغنائم التي يحصلون عليها من المعارك، طبق لفترة بعد جدال شرعي كبير داخل صفوف تنظيم الدولة، قبل أن توقف الدولة تطبيقه مرة ثانية لأن المعركة طويلة، مقدرا حجم الغنائم في المعركة بـ170 كجم من الذهب الخالص، وآلاف البنادق والآليات والمدافع الرشاشة والآر بى جيه، والأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وقال: بعد انتهاء فترة العلاج طلبت من الأمير خطبة الفتاة التي أشرفت على علاجي، وخطبها لي الأمير بعد أن زكاني لها ووافقت، وبعد شهر تقريبا تم عقد القران، وبحسب القواعد المرعية في هذه الحالات توفر الدولة مساكن خاصة للمتزوجين، لكن سكنت في بيت خاص بأهل زوجتي وهى امرأة مقاتلة، تحمل السلاح وتدخل المعركة ولها كتيبة خاصة بها. وأوضح أن التنظيم يدفع راتبا شهريا يقارب 150 دولارا، له ولأسرته المكونة من أربع أشخاص، بعد إنجابه طفلين.
الآن يقضى أبو خالد يومه في الكتيبة أو في أي عمل منوط به كرجل "عسكري مقاتل"، وبالليل يعود إلى منزله، أما في أيام المعارك فيقضى فترة التدريب والتحضير والقتال، كاملة في المعسكر دون العودة إلى المنزل.
ويتواصل أبو خالد مع أهله على فترات لإخبارهم بالأمور المهمة كزواجه وإنجابه، حتى لو قتل في أي معركة يكون أهله على علم بأحواله أو يمكنهم الوصول إلى أولاده. واختتم كلامه قائلا: "الحالة الوحيدة التي يمكن أن أعود فيها لمصر هي القتال ضد نظام
الانقلاب".