قال محافظ الجوف
اليمنية، محمد سالم الشريف، إن قوات الجيش اليمني والمسندة بمسلحين قبليين خاضت الجمعة،
معارك عنيفة مع المسلحين الحوثيين، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى في صفوف الطرفين.
وأكد أن الاشتباكات، هدأت ليلة الجمعة، لكن الحشود من الطرفين، لازالت تصل إلى مناطق التماس بين الجانبين والموقف قابل للانفجار في أي وقت.
وتأتي هذه المواجهات المسلحة في محافظة الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء، بعدما قاطع
الحوثيون اجتماع الهيئة المكلفة بمراقبة تنفيذ قرار مؤتمر الحوار بعد أن أطلق الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي البدء بتنفيذ قرارات المؤتمر.
وأوضح الشريف في تصريح خاص لــ"عربي 21" أنهم شكلوا لجانا شعبية "لمساندة قوات الجيش ضد الحوثيين، بتوجيهات من هادي، منذ ستة أشهر تقريبا، ولم تكن وليدة اللحظة، وقد قاموا بتشكيلها على غرار ما حدث في أبين، وشبوة، عندما شنت قوات الجيش اليمني حملة عسكرية على معاقل تنظيم القاعدة التي سيطرت على محافظة أبين وأجزاء من شبوة شرق البلاد، في 2011، بينما لا تزال اللجان الشعبية في أبين تمارس مهام قوات الأمن والجيش".
ونفى ما نقلته بعض الصحف العربية على لسانه من أن هادي أمر بتشكيل لواء عسكري من المسلحين القبليين، للقتال ضد ميليشيات الحوثي، التي تحاول السيطرة على محافظة الجوف الحدودية مع السعودية ".
وقال الشريف إن "هادي وجه وزير الدفاع لإرسال تعزيزات عسكرية لقوات اللواء 15 المتمركزة في محافظة الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء، وأرجع سبب عرقلة وصول الوحدات عسكرية التي من المفترض أن تساند القوات الحكومية في قتالها مع الحوثيين، إلى ظروف هيكلة وزارة الدفاع" حد قوله.
وتتواصل لليوم الخامس على التوالي المعارك العنيفة بين قوات الجيش المساندة بمقاتلين قبليين، والمسلحين الحوثيين في مديرية الغيل القريبة من مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، مخلفة عشرات القتلى والجرحى وسط نزوح من السكان المحليين.
وأشار إلى أن "وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان لقوات الجيش اليمني، قد وجهوا بتعزيز وحدات الجيش المرابطة في محافظة الجوف، بقوات اللواء العاشر من محافظة الحديدة غرب البلاد، وهو الآن في طريقه إلى المحافظة القريبة من الحدود مع السعودية".
واتهم الشريف الحوثيين بمحاولة السيطرة بالقوة على محافظة الجوف الغنية بالنفط، والتي تقع على الحدود اليمنية السعودية، مشددا على أنها "ستكون عصية عليهم" حسب وصفه.
وقال الشريف إنه "لا يخشى، من تكرر سيناريو سقوط محافظة عمران بيد الحوثيين، في الجوف، وذلك لأن وضع الجوف يختلف عنها كثيرا، فقوات الجيش وأبناء المحافظة لن يسمحوا بذلك ".
وكانت لجنة الوساطة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في الجوف سحبت عناصرها من جميع المواقع التي سبق وتمركزت فيها في وقت سابق من هذا الشهر، بعد احتدام الصراع المسلح بالدبابات والرشاشات الثقيلة.
هذا ويواجه الجيش اليمني، تمدد الحوثيون في الشمال، وعناصر تنظيم القاعدة في وجنوب وشرق البلاد.
وفي سياق آخر أعلنت اللجنة الأمنية في محافظة حضرموت، حظر التجوال في ساعات الليل بمدينة المكلا عاصمة المحافظة، والمدن الرئيسية الأخرى.
وقالت اللجنة في بيان لها، إنها ستتخذ جملة من الإجراءات للحفاظ على أمن واستقرار المحافظة، التي تعاني من تدهور في الأوضاع الأمنية، بفعل الهجمات التي تشنها عناصر يعتقد أنها من تنظيم القاعدة، ضد مقار ومؤسسات حكومية أعقبها معارك كر وفر بينها وقوات الجيش، أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين.
وقد شمل البيان حظر حمل السلاح في مدينة المكلا عاصمة المحافظة، وعدد من المدن الرئيسية، مع إلزام سائقي السيارات بمختلف أنواعها على حمل وثائق إثبات هوية مالكيها، بالإضافة إلى حظر حركة السيارات التي لا تحمل لوحات وأرقام.
وتسعى السلطات المحلية في حضرموت اليمنية من وراء هذه الإجراءات، إلى إعادة الهدوء لمدن المحافظة، بعد أن شهدت انهيارا أمنيا جراء هجمات عناصر القاعدة على مقار حكومية، بحسب اتهام السلطات.