دعا المعلق الأمريكي ديفيد إغناتيوس رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو لتحقيق وقف إطلاق نار دائم وبدء مرحلة لتعزيز من أسماهم الكاتب "المعتدلون" الفلسطينيون، وتعبيد الطريق من "جحيم
غزة".
وقال إغناتيوس في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم: "الكثيرون وأنا واحد منهم انتقدوا وزير الخارجية جون كيري قبل أسبوع لمحاولته تحقيق وقف سريع لإطلاق النار وهو ما كان سيؤدي لتقوية ساعد
حماس وحلفاءها القطريين والأتراك، ولم تستجب حماس، واستؤنف القتال وهو ما أدى إلى إضعاف الرئيس الفلسطيني المعتدل محمود
عباس، وهوجم كيري بشدة في إسرائيل".
ويضيف الكاتب "لم يعد كيري المشكلة اليوم، فهو يعمل منذ الأسبوع الماضي على تحقيق وقف لإطلاق النار لتحقيق الإستقرار في غزة تحت قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية، فبعد الهدنة المؤقتة ستجتمع الوفود الفلسطينية في القاهرة لمناقشة مستقبل غزة، وسيقوم عباس باختيار أعضاء الوفد الفلسطيني وسيكون للسلطة الوطنية وبدعم دولي المسؤولية الكاملة لإعادة تأهيل غزة. والوفد الفلسطيني موجود في القاهرة ينتظر بداية المحادثات، وهو بقيادة عزام الأحمد، زعيم فتح والرجل الذي توسط لتحقيق المصالحة بين فتح وحماس".
ويضيف "أبدت إسرائيل صمتا حيال غزة وعلى ما يبدو لم تقرر فيما إن كانت ستتفاوض حول اتفاق سلام واسع أم لا، فقد وافق الإسرائيليون على وقف إطلاق النار يوم الاثنين، وهناك تقارير تتحدث عن موافقة على هدنة مدتها 72 ساعة، لكن الحكومة المصغرة قررت نهاية الإسبوع عدم المشاركة في محادثات القاهرة، ويأمل نتنياهو بتحقيق اتفاق واسع يمنع من تكرار النزاع في المستقبل".
ويقول الكاتب إن خطة كيري تقوم على الإستفاة من اتفاق المصالحة بين حماس وفتح وتعهد الأولى بنقل السلطة في غزة للسلطة الوطنية. وكخطوة أولى ستبدأ قوات أمن السلطة المدربة أمريكيا بالإشراف على معبر رفح من غزة لمصر وكذا معبر لإسرائيل، وسيكون هذا اتفاق كبير وسيعطي مسؤول امن السلطة ماجد فرج السيطرة على معظم المناطق الاستراتيجية في غزة".
وبعد ذلك "ستبدأ السلطة بدفع رواتب الموظفين المدنيين في غزة، حيث سيتم الإتفاق على التفاصيل، وقد يتجه الإتفاق نحو عملية نزع سلاح كل الجماعات الإرهابية في غزة بناء على وعد قطعته حماس في عام 2011 والذي قالت فيه إن أجهزة أمن السلطة ستكون هي الجهة التي تحمل السلاح في القطاع وهو ما يؤكد عليه عباس (حكومة واحدة، قانون واحد، وسلاح واحد)".
ويرى الكاتب أن كيري في كل هذه الخطوات "يتجه بالاتجاه الصحيح بعيدا عن تقوية حماس وباتجاه تعزيز قوة المعتدلين يعتمد عليهم أمن واستقرار غزة".
وهنا يقول الكاتب "السؤال يتعلق فيما إذا كان نتنياهو لديه الشجاعة والتأثير السياسي كي يتحرك بهذا الاتجاه، باتجاه إطار جديد لغزة بدلا من العودة للوضع القائم- حيث تستمر فيه حماس بالسيطرة والعودة للحروب التي وصفتها إسرائيل (بجز العشب)".
ويعتقد أن دعم نتنياهو لهذا الإطار الجديد "سيكون صعبا لأن هذا يعني التراجع عن معارضته الأولى لاتفاق المصالحة بين حماس وفتح والذي شجبه واتهم عباس بمد يده للإرهاب. ويعني أيضا استعداد نتنياهو لفتح المعابر لغزة، وتدفق الناس والبضائع إليها مقابل نزع سلاح الجماعات الإرهابية".
ويعتقد الكاتب أن رفض إسرائيل المشاركة في محادثات القاهرة يعني العودة للوضع القائم بانتظار الجولة القادمة من القتال ويتابع: "سيكون هذا خطأ، فبإمكان نتنياهو فتح الباب أمام فرص جديدة ويتعامل مع عباس كشريك حقيقي، ويبدأ بمساعدته في السيطرة من جديد على غزة".