ينظم نشطاء أقباط مساء الأربعاء المقبل، وقفة داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، احتجاجا على قرار أصدره الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ ودمياط بمنع ارتداء "
البنطلون والبلوزة" ووضع الماكياج، من قبل السيدات والفتيات اللاتي تجاوزت أعمارهن 11 عاما، في أثناء حضورهن "القداس" والصلوات الكنسية.
وقال مايكل أرمانيوس، مؤسس حملة "صرخة" القبطية، في تصريحات صحفية الأحد: "إن الهدف الأساسي من الوقفة أن يتدخل البابا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذكسية، لمنع أساقفة الكنيسة من الإدلاء بأي فتاوى تحد من الحقوق الاجتماعية والسياسية للأقباط".
وكان الأنبا بيشوى عمم قرارا على الكنائس التابعة لمطرانيته يقول: "تنفيذا لتوجيهات الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ.. على من يتقدمن للتناول من الآنسات فوق 11 سنة، والسيدات عدم ارتداء البنطلون والبلوزات، وأن يرتدين ملابس تتسم بالحشمة والوقار مع عدم وضع المكياج وعلى ابن الطاعة تحل البركة".
وعلى أثر صدور القرار ثار جدل واسع في الأوساط القبطية حوله. وفيما أيدت الغالبية القرار، استنادا إلى ضرورة أن تكون ملابس السيدات محتشمة داخل الكنائس تقديرا واحتراما للأماكن المقدسة، بحسب رأيها، فقد رأت فيه أقلية تدخلا سافرا من رجال الدين في الحياة الشخصية للأقباط، وأنه يحمل إهانة للنساء القبطيات المترددات على الكنائس.
من جهتها، حاولت الكنيسة الرسمية النأي بنفسها عن هذا الجدل. وقال القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسمها إن كل أسقف مسؤول عن إدارة إيبراشيته بالطريقة التي يراها طالما تمت وفقا للتعاليم الأرثوذكسية.
ودافع فريق عن القرار. وقالت مارجريت عازر البرلمانية السابقة في مداخلة هاتفية لبرنامج "
مصر الجديدة" على فضائية "الحياة 2"- إن رجال الدين لهم الحق في اختيار الزي المناسب داخل الكنيسة سواء للرجال أم للنساء، وإن الكنيسة لها قدسيتها، ويجب التواجد فيها بملابس محتشمة، على حد قولها.
وقال الناشط الحقوقي، روماني جاد الرب منصور، نائب رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان، إن قرار الأنبا بيشوي بعدم ارتداء الفتيات للبنطلون ووضع الماكياج أثناء التناول ليس قرارا جديدا على الكنيسة، ولكنه متبع في الكنيسة منذ نشأتها، وقراره جاء للتذكير بتعاليم الكنيسة وقوانينها.
في المقابل هاجم فريق من الأقباط القرار بشدة. وقال الناشط القبطي مجدي خليل على صفحته الشخصية على "فيسبوك" إن "الأنبا بيشوى السكرتير السابق للمجمع المقدس يخوض معركة جديدة تافهة ورجعية بشأن عدم لبس البنطلون في الكنيسة للسيدات، وغير ذلك من الأمور المتخلفة، الخالية من المحبة المسيحية".
وأضاف خليل أن الأنبا بيشوي يرسل برسالة كأن نساء الأقباط متبرجات منفلتات برغم أن بناتنا ونساءنا على أعلى مستوى من الانضباط والمسؤولية، بحسب تعبيره.
وخاطب خليل الأنبا بيشوي بقوله: "اتهد شوية.. بقى".
في السياق نفسه، قال الناشط القبطي، بيتر النجار، إن تعليمات الأنبا بيشوي جاءت في غير أوانها، وإن المرأة المسيحية تعلم جيدا قدسية التقدم والأسرار المقدسة، وإن هذه التعليمات التي تم نشرها قديمة، ويزيد عمرها على عشرين عاما أو أكثر، والهدف من إعادة نشرها هو تأجيج الخلافات بين الكنيسة والشعب، على حد تعبيره.
وفي الأثناء التزم فريق ثالث من الأقباط، ينضوي تحته آباء مطارنة وأساقفة بعدم التعليق على القرار بسبب صدور تعليمات من الكنيسة بعدم الإدلاء بتصريحات حول هذا الموضوع، والرجوع إليها في هذا الشأن..
إلى ذلك، ذهبت مواقع إخبارية إلى أن السبب الحقيقي وراء هذا القرار هو تزايد حالات التحرش داخل الكنائس والأديرة، التي وصلت إلى حد الاغتصاب في بعض الحالات، وتحرش القساوسة والرهبان بالفتيات والسيدات داخل الكنائس والأديرة أو في الرحلات السياحية التي تقوم بها الكنائس إلى الشواطئ والقرى السياحية المختلفة، بحسب تلك المواقع.