وزّع
الحرس الثوري الإيراني وثيقة على الموظفين وطلاب المدارس والجامعات في بعض المحافظات الإيرانية لجمع
التبرعات المالية لتسديد نفقة تدخل الحرس الثوري الإيراني في
سوريا، كما ذكر في الإستمارات التي تم توزيعها في إيران.
وتعد هذه الوثيقة -التي حصلت صحيفة "عربي "21 على نسخة منها من مصادرها الخاصة من داخل إيران- أول وثيقة رسمية إيرانية تعكس عجز ميزانية الحرس الثوري الإيراني لتسديد نفقة الحرب في سوريا منذ بداية انطلاق الثورة السورية في 26 شباط/ فبراير 2011.
وتحتوي الوثيقة التابعة للحرس الثوري الإيراني لجمع التبرعات في إيران على حديث نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم: "من سمع مسلما ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس مسلما". وفي القسم الآخر ذكر في الوثيقة تقديم المساعدات لمقار جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا. وفي الزاوية الأخرى كتب: "سوريا حصن المقاومة".
كما أن قائد فيلق "محمد رسول الله" في الحرس الثوري الإيراني، قال مؤخرا إن كل محافظة من محافظات إيران شاركت بدعم قوات الحرس والدفاع التي شكلتها إيران في سوريا، الأمر الذي تحدث فيه القائد السابق في الحرس الثوري حسين همداني عن تشكيل قوات شعبية في المدن السورية على غرار قوات التعبئة الإيرانية "الباسبج" وبإشراف ودعم مباشر من إيران.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني في هذه الوثيقة أنها اعتراف صريح ورسمي من قبل الحرس الثوري الإيراني بالتدخل في سوريا، ومن جانب آخر أيضا تعكس حجم الأزمة المالية التي يعاني منها، ويمر فيها الحرس الثوري الإيراني بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضت على إيران ومؤسسات وبنوك وشركات الحرس الثوري الخارجية والداخلية منها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، بسبب ملف إيران النووي، وأيضا استنزافه العسكري في سوريا.
وينقسم الشارع الإيراني ما بين مؤيد للحرس الثوري الإيراني وتدخله العسكري في سوريا وهم الفئة المرتبطة مصالحها ببقاء الحرس الثوري على سدة الحكم، ومابين مخالف لهذا التدخل الذي يستنزف الاقتصاد الإيراني شهريا أكثر من مليار دولار أمريكي، والمواطن الإيراني البسيط هو الذي وحده يدفع هذه التكلفة الباهضة لحسابات الحرس الثوري الإيراني الخاطئة في سوريا، والمنطقة بشكل عام، وهم يمثلون الأكثرية التي تعاني من الفقر والحصار الاقتصادي والبطالة في إيران.