قال الكاتب الصحفي بن لينفيلد إنّه يفترض بإسرائيل وحماس أن تكون لديهما الأسباب الكافية لتجنب التصعيد الذي يحمل خطورة تحوله لاجتياح بري شامل لقطاع
غزة، جاء ذلك في معرض حديثه حول التصعيد
الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة.
وأضاف لينفيلد في مقالته، بصحيفة
الإندبندنت، أنّ ذاكرة حماس لا تزال طرية من عملية "عامود السحاب" عام 2012، عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية مدينة غزة. وبالنسبة لإسرائيل فإنها تريد تجنب سيل من الصواريخ التي ستمطر القدس وتل أبيب.
وأشار إلى أنّ السبب بعدم تحقق هذه المصالح المتضاربة للطرفين هو أن حماس لديها مصلحة في تصعيد محدود، ولهذا لم تقم بوقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل. أما بالنسبة للأخيرة فعلى ما يبدو ليست معنية فقط بحماية مواطنيها من الصواريخ ولكنها تريد تحقيق انتصار واضح على حماس.
ويرى الكاتب أن القصف المدمر الذي قامت به الطائرات الإسرائيلية على غزة، والصواريخ التي انطلقت ضد إسرائيل، هما نتاج لما حدث من مواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل في الضفة الغربية، حيث ردت إسرائيل على اختطاف الإسرائيليين الثلاثة، بحملة اعتقالات واسعة ضد حماس "بدون إثبات" مسؤولية الأخيرة عن قتل الإسرائيليين، وتم استهداف بنية الحركة المدنية هناك.
وأكد الكاتب أنه مع مقتل 6 فلسطينيين لم تكن حماس مستعدة للوقوف متفرجة، ففي البداية تركت الآخرين يطلقون الصواريخ ومن ثم انضمت لعمليات الإطلاق. وردت إسرائيل بقصف جوي شديد لأن الحكومة لا تريد الظهور بمظهر الضعيف، على حد وصفه.
وتساءل الكاتب عن السبب الذي جعل حماس تواصل الهجمات الصاروخية حتى بعد أن أظهرت إسرائيل إشارات عن استعدادها لوقف الهجمات الجوية حالة أوقفت حماس الصواريخ.
وأجاب على تساؤله بالقول إن حماس اعتادت على الأزمات الصغيرة، وبحساباتها فإن إسرائيل لن تقوم بعملية واسعة وهجوم بري. ونوه إلى أنّ الحركة في وضع سيء واتفاق الوحدة الوطنية مع فتح الذي وقعته في أيار/ مايو في نهاية الطريق. ولم تكن حماس قادرة على دفع رواتب 40.000 موظف حيث اعتقدت أنها ستأتي من المصالحة، كما خسرت الحركة حليفها العربي الوحيد في مصر، "وتعتقد والحالة هذه أن مواجهة محدودة مع إسرائيل قد تعيد ترتيب أوراق اللعبة"، وفقا للكاتب.
ونقل ما قاله المحلل السياسي بصحيفة "الأيام" الفلسطينية طلال عوكل "تحاول حماس الضغط على عباس ومصر والمجتمع الدولي لتحسين وضعها".
وشدد على أنّ هناك دافعا آخر وهو حرص حماس على الظهور بمظهر من يدافع عن الشعب الفلسطيني وعن الشاب الفلسطيني الذي قتل في القدس.
ويخلص إلى أنّ المشكلة الأكبر تكمن في أن هذه السياسة تجعل من الصعب الحفاظ على مواجهة محدودة.