بدأ
النظام السوري بتنفيذ مشروع يقتضي
الفصل بين توأمي الغوطة الغربية لمدينة دمشق مدينتي معضمية الشام وداريا المحاصرة منذ ما يقارب 600 يوم قدمت خلالها ما يزيد عن 1100 قتيل والاف من الجرحى والمشردين. وذلك من خلال رفع سواتر ترابية في المنطقة الواصلة بين المدينتين.
وأكد مصدر عسكري لـ "عربي 21" ان هذه العملية تهدف لقطع أوصال المدينتين وإضعاف الأعمال العسكرية المشتركة بينهما ,حيث اوضح أنه بعد دخول الهدنة في مدينة المعضمية حيز التنفيذ وإثرعودة الالاف من الأهالي للمدينة بدأ النظام السوري بالضغط على أهالي المعضمية لرفع
ساتر ترابي للفصل بين المدينتين
وقال إنه طلب من الموفد من قبل كتائب المعارضة العاملة في المدينة البدء برفع الساتر الترابي للضغط على ثوار مدينة
داريا المحاصرين لقبول الهدنة التي طرحت سابقا والتي انتهت جولة المفاوضات فيها برفض الثوار لشروط النظام المطروحة.
فيما أكد المصدر أن نتائج الفصل بين المدينتين ستكون "كارثية" بالنسبة للمحاصرين داخل داريا من
مقاتلين ومدنيين حيث تعتبر معضمية الشام منفذ داريا الوحيد ضمن الحصار المطبق المفروض عليها.
من جانب آخر فقد أكد ناشط ميداني في المركز الإعلامي لمدينة داريا أن موضوع الهدنة لايزال مطروحا حتى الان وأن النظام لا يزال متمسكا بطرح الهدنة بعد فشل التوصل للاتفاق عدة مرات ,حيث أن النظام السوري يسعى للسيطرة على المدينة بشتى الطرق المتاحة فهو يعمل اختراق صفوف الثوار وبث الخلاف بين الفصائل العاملة في المدينة.
وأضاف أن "تسمية الهدنة ليست إلا خدعة لزرع بذور الخلاف وإبقاء باب اللاتفاوض مفتوحا والاستمرار في الضغط للوصول إلى الشروط التي يريدها " حسب تعبيره .
كما أكد أن أغلبية الفصائل المقاتلة في المدينة ترفض الهدنة باعتبارها " ضررا محضا " في العمل الثوري وسببا في تأخير سقوط النظام في الوقت الذي تريد فيه بعض الفصائل التفاوض أملا بتحصيل شروط جيدة للمدينة، ودفعا للنزاع بين الكتائب تم الاتفاق على فتح باب التفاوض مرة أخرى معذرة للذين صدقوا إشاعات النظام.
أما عن أهم أسباب فشل الاتفاق خلال المفاوضات الماضية فقد تحدث عن عدم جدية النظام في طرحه لموضوع الهدنة فهو يريد السيطرة لا التفاوض.
كما ان عدم الاتفاق على موقف سياسي واضح في الداخل كان سببا رئيسا في فشل المفاوضات.
وفي سياق منفصل فقد بين المصدر أن الإمكانيات العسكرية لفصائل المعارضة العاملة في المدينة ضعيفة كما أن الموارد محدودة لكن صمود المدينة الأطول في تاريخ الثورة السورية سجل بفضل المقاتلين الصامدين حتى الان رغم قساوة الظروف الإنسانية فيها , ولجوئهم إلى طرق متعددة للحفاظ على المدينة
ففي بداية المعارك سجلت تراجعات متتالية في بعض خطوط الجبهات وبعد مرحلة معينة استطاع المقاتلون تثبيت خطوط دفاعهم مما دفعهم للبدء بمرحلة الهجوم ,وبسبب إمكانياتهم المحدودة فقد لجأوا لاستخدام "عنصر المباغتة " في عملياتهم حيث كان استخدام الأنفاق أفضل الحلول المطروحة لمفاجأة جيش النظام حيث أدت إلى نتائج إيجابية في أكثر من عملية وإن كانت فقدت بعد مدة من الزمن كثيرا من عنصر المفاجأة فيها الأمر الذي أدى لقلة فعاليتها في الآونة الأخيرة .
أما من جهة النظام فلم تستطع قواته تحقيق أي تقدم يذكر عبر استخدام الأنفاق فصبت جهودها في التركيز على رصد أنفاق الثوار وتفجيرها. من جهة أخرى فقد ارتبط اسم المدينة مع براميل النظام المتفجرة حيث يغطي النظام عدم قدرته على التقدم داخل المدينة بإمطار القاطنين فيها بالبراميل المتفجرة الأمر الذي أدى لتغير الواجهة المعمارية للمدينة تغييرا جذريا فبات الدمار يطغى على المشهد فيها ورغم كل ذلك فإن ذلك لم يؤثر على الجبهات في المدينة حيث يسعى المقاتلون فيها بكل ما يملكون من قوة للحفاظ على المدينة التي باتت أيقونة صمود في ثورة
سوريا.