يعيش تنظيم "القاعدة في بلاد
المغرب الإسلامي" على صفيح ساخن، بسبب الموقف من التطورات الأخيرة التي تعيشعا العراق و سوريا، عكسه بيان للتنظيم يدعو "
داعش" إلى توحيد العمل الجهادي، أياما بعد تسجيل صوتي يعلن فيه محسوبون على قاعدة المغرب بيعتهم "للدولة".
وقال بيان قاعدة المغرب الإسلامي، اطلعت عليه "عربي21": "ندعو إخواننا المجاهدين في العراق وعلى رأسهم إخواننا في الدولة الإسلامية في العراق والشام، إلى اغتنام هذه الفتوحات وهبوب رياح النصر، للألفة والاجتماع وتناسي ما مضى من التصادم والنزاع، وفتح صفحة جديدة مع إخوانهم، ليكونوا صفا واحدا".
وناشد البيان الصادر قبل إعلان "داعش" قيام "
الخلافة"، من سماهم بـ"كل الجماعات الجهادية الصادقة في الشام، إلى إعلان وقف الاقتتال والصلح، من أجل بداية مرحلة جديدة عنوانها الاجتماع والتعاون على البر والتقوى".
وقال محمد مصباح تعليقا على ما جاء في بيان
تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي: "تعبيرا صريحا على وجود انقسام داخل قاعدة المغرب".
وكشف الباحث محمد مصباح زميل الأبحاث في "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية"، في تصريح لـ"عربي21"، أن "تطورات العراق، قد تهدد وحدة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، خاصة بين تياري "دروكدال" المؤيد لـ"داعش"، و تيار "
بلمختار" المؤيد للتنظيم القاعدة الذي يتزعمه الظواهري".
وقال محمد مصباح: "أتوقع أن يحصل انقسام بين تيار "دروكدال" وتيار "بلمختار"، حيث قد يتجه الأول أكثر في اتجاه دعم الدولة الإسلامية وربما مبايعة البغدادي، في حين قد يتشبث "بلمختار" بتنظيم القاعدة المركزي ويساند جبهة النصرة".
ويعيش التيار الجهادي في الساحل والصحراء صراعا محتدما بين عبد المالك دروكدال الذي يقود تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ومختار بلمختار الذي يرفض العمل تحت إمرته مفضلا الحصول على التزكية من التنظيم الأم بهدف قيادة العمل الجهادي في المنطقة، لذلك فقد قام بدمج كتيبته "الموقعون بالدم" مع "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" وتشكيل تنظيم "المرابطين"، بحثا عن تزكية القاعدة ليكون ذراعها المسلح في الساحل.
واعتبر مصباح أن "البيان من لغته لكن يبدو أنه تيار "دروكدال" داخل القاعدة، مشددا على أن القاعدة بالمغرب الإسلامي منقسم بين هذين التيارين، واحد يدعم النصرة وواحد يدعم داعش"، معتبرا أن "الانقسام حاصل وسيتعزز".
ونبه مصباح إلى أن البيان "وعبر لغته التوفيقية يحاول إمساك العصا من الوسط، من دون الحسم في الموقف بشكل نهائي، والرغبة في الظهور كطرف محايد يسعى إلى التقارب بين الأطراف".
وشدد مصباح على أن "بيان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لن يكون له تأثير في التقارب بين "جبهة النصرة" و"داعش" لأن الانقسام عميق لم يستطع الظواهري نفسه حله، ومن ثمة يبقى محدود التأثير وذا دلالة رمزية فقط".
بيان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، جاء بعد أيام من صدور "كلمة صوتية من مجاهدي مغرب الإسلام للدولة الإسلامية في العراق والشام" على قناة محسوبة على تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، على موقع "يوتيوب"، في مؤشر على أن "القاعدة" بالمغرب الإسلامي تعيش انقساما في علاقة بموقفها من "داعش" ومن ثم "الخلافة".
وحمل التسجيل الصوتي الذي لم تتجاوز مدته 4 دقائق و52 ثانية، إعلان "بيعة" صريحة لتنظيم الدولة من قبل مجموعة قدمت نفسها على أنها من "أعضاء" تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وقال الشريط إن أعضاء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي "ساءهم" صمت "الأمراء" عن الاستجابة لدعوة "أبي محمد
العدناني الشامي" المتحدث باسم "داعش"، وهي الكلمة التي شكك فيها بمشروعية أيمن الظواهري أمير تنظيم القاعدة الدولي واعتبره منحرفا عن "نهج" الجهاد.
ولم تخل رسالة البيعة من "جند تنظيم القاعدة" من انتقادات وجهت لأمراء التنظيم الإقليمي لاسيما أبو عبيدة يوسف العنابي وأبو حيان عاصم عضوي الهيئة الشرعية، والى أمير التنظيم "مختار بلمختار"بسبب إعلانهم الولاء ولا بيعة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
إلى ذلك ناشد البيان "المجاهدين في العراق والشام إلى التلاحم والتراحم والتواصل مع العلماء العاملين، رموز التيار الجهادي، لأن حال الأمة لا يصلح إلا بصلاح العلماء والأمراء، ولا يصلح حال الأمراء إلا بتوجيه العلماء".