أجمع معلقون عسكريون
إسرائيليون على أن فشل الجيش والمخابرات "الإسرائيلية" في إحباط عملية خطف المستوطنين الثلاثة والفشل بعد ذلك في تحديد مكانة احتجاز المخطوفين يدلل على أن حركة
حماس حققت تقدماً على إسرائيل في كل ما يتعلق بـ "حرب الأدمغة".
وفي مقال نشره في صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الجمعة أوضح المعلق العسكري أمير أورن أن عملية الخطف أثبتت أن مقاتلي حماس درسوا أنماط التحرك الاستخباري والعسكري "الإسرائيلي" بشكل جيد، وتجاوزوا كل مواطن الخلل التي كان يمكن أن تستغلها المخابرات الداخلية "
الشاباك" في الكشف عن مكان الخاطفين.
وأشار أورن إلى أن هناك ما يدعو للاعتقاد أن "الشاباك" استلب للهالة التي بناها لنفسه كطرف يعرف كل شيء عن
الفلسطينيين، وقصر في أداء الواجب، منوهاً إلى أن خلية حماس قامت بخطف المستوطنين واخفائهم في مناطق تحظى فيها "إسرائيل" بسيطرة عسكرية واستخبارية كاسحة.
وأضاف: "كان يمكن للمرء أن يتفهم نجاح حماس في إخفاء الجندي جلعاد شاليط في قطاع غزة لمدة خمس سنوات، لكن لا يمكن تفهم نجاح الحركة في تنفيذ عملية خطف ذات أبعاد استراتيجية على هذا النحو دون أن يتمكن الشاباك من كشف مكان الاختفاء".
ودعا أورن إلى تشكيل لجان للتحقيق في أوجه التقصير الاستخباري والميداني، كما كشفت عنه عملية الخطف.
ومما يعكس حالة اليأس من إمكانية الكشف عن مكان الخاطفين، طالب يورام كوهين، رئيس "الشاباك" دوائر صنع القرار السياسي في تل أبيب بإعداد الرأي العام "الإسرائيلي" لأن يستمر لغز الخطف لفترة طويلة جداً.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى مساء أمس الجمعة عن كوهين قوله في لقاء مغلق مع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزراء آخرين: "من الواضح أن خلية حماس قد قامت بعمل جذري عندما استعدت لعملية الخطف وأخذت الكثير من الاحتياطات الأمنية مما جعل مهمة إحباط عملية الاختطاف مهمة مستحيلة، علاوة على أن هذه الاحتياطات جعلت مهمة الكشف عن مكان احتجاز المخطوفين أمراً صعباً جداً على الرغم من توفر الكثير من المعلومات حول ظروف عملية الخطف".
وفي سياق متصل، أكد أمير بارشالوم المعلق العسكري لقناة التلفزة الإسرائيلية الأولى أنه بخلاف الانطباع الأولي، فإن الجيش "الإسرائيلي" قرر مواصلة إجراءاته العسكرية ضد الفلسطينيين خلال شهر رمضان.
وخلال مشاركته في برنامج "يومان"، الذي بثته القناة الليلة الماضية، قال بارشالوم إن محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب خشيت في البداية أن يؤثر تواصل العملية العسكرية في الضفة الغربية خلال رمضان إلى إثارة حنق المواطنين الفلسطينيين والمخاطرة بالتالي بتفجر الأوضاع، منوهاً إلى أن عدم الكشف عن مكان المخطوفين قلص هامش المناورة أمام القيادة العسكرية، ويدفعها لحملة خلال رمضان.
من ناحية ثانية، تسود في أوساط النخب "الإسرائيلية" الحاكمة خيبة أمل كبيرة جراء عدم تفاعل المشاركين في مؤتمر مجلس حقوق الإنسان -التابع للأمم المتحدة والذي انعقد أواخر الأسبوع الماضي- مع أمهات المستوطنين المخطوفين، اللاتي شاركن في اجتماعاته.
وفي تقرير نشرته في عددها الصادر أمس الجمعة، نوهت صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من ديوان نتنياهو إلى أنه على الرغم من أن والدة أحد المخطوفين قد ألقت كلمة أمام المؤتمر إلا أن أحداً من الحاضرين لم يتقدم لمواساتها بعد أن أنهت كلمتها، مشيرة إلى أن دوائر صنع القرار في تل أبيب هي التي دفعت الأمهات الثلاث للمشاركة في المؤتمر ضمن حملة دولية تشنها إسرائيل ضد حركة حماس وحكومة الوفاق الفلسطينية الجديدة.