كشفت وسائل الإعلام الصهيونية الليلة الماضية النقاب، عن أن الجيش
المصري دفع بقوات جديدة إلى مدينة "طابا" المصرية ومحيطها، للحيلولة دون تمكين الحركات الجهادية من استهداف ميناء إيلات
الإسرائيلي المجاور.
وذكرت صحيفة "هآرتس" وموقع "وللا" الإخباري، أن
الجيش المصري دفع على الأقل بكتيبة مشاة جديدة من قواته المتمركزة في
سيناء إلى محيط "طابا" لتأمين مطار "إيلات" القريب.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر مطلعة قولها إن الخطوة التي أقدم عليها الجيش المصري تمت بالتنسيق مع الجيش "الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن الخطوة جاءت لإحباط أية محاولات يمكن أن تقدم عليها الحركات الجهادية لاستهداف الطيران المدني بإيلات.
ويذكر أن السياحة الأجنبية لإيلات سجلت رقماً قياسياً هذا العام، حيث تخشى "إسرائيل" أن يفضي استهداف طائرة تقل سياح أجانب إلى تعريض الموسم الحالي لخطر كبير.
وأكد عاموس هارئيل، المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" أن التعاون الأمني بين الجيشين المصري و"الإسرائيلي" تعاظم خلال العام الأخير بشكل غير مسبوق، وذلك في أعقاب الانقلاب العسكري، الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي.
وأكد هارئيل أن وتيرة العمليات العسكرية التي يشنها الجيش المصري ضد "الجهاديين" في سيناء قد تعاظمت بشكل كبير، مشدداً على أن أهم خطوة أقدم عليها الجيش المصري تمثلت في إغلاق الأنفاق بين قطاع غزة وسيناء، والتي كانت توظف في إيصال السلاح لحركات المقاومة في غزة، مما قلص من قدرتها على مواجهة الجيش "الإسرائيلي" مستقبلاً.
وأوضح هارئيل أن قادة المؤسسة الأمنية في تل أبيب يخرجون عن طورهم في كيل المديح لقادة الجيش المصري، في أعقاب الجهود التي يقوم بها في سيناء والتي حسنت البيئة الأمنية في المكان.
وأشار هارئيل إلى أن "إسرائيل" وافقت على أن تتجاوز مصر ما جاء في الملحق الأمني في اتفاقية "كامب ديفيد" وتدفع بقوات إضافية من أجل مساعدتها في ضرب الحركات الجهادية، ولتقليص المخاطر الناجمة عن الربيع العربي.
ونوه هارئيل إلى أنه منذ أن تم خلع الرئيس حسني مبارك تعاظمت محاولات الحركات الجهادية للمس بالأهداف "الإسرائيلية" مشيراً إلى عملية التسلل التي نفذها عدد من منتسبي السلفية الجهادية في آب/ أغسطس 2011 إلى محيط إيلات، حيث قاموا بقتل ثمانية ضباط وجنود صهاينة، علاوة على قيام "الجهاديين" بإطلاق صواريخ على إيلات ومحيطها.
وفي سياق متصل، قال الجنرال عاموس جلبوع، القائد الأسبق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي "أمان" أن فوز عبد الفتاح السيسي برئاسة مصر وبشار الأسد برئاسة سوريا يعني "دفن" الربيع العربي.
وفي مقال نشره في صحيفة "معاريف" قال جلبوع: "بدأت الهزة في مصر بإسقاط الرئيس مبارك الديكتاتوري ثم حل حكم الإخوان المسلمين، في حين يحكم الآن حكم ديكتاتوري جديدة مرة أخرى".
وعلى الرغم من تشديده على الطابع الديكتاتوري لنظام السيسي ،إلا أن جلبوع يشيد به بسبب طابع التعاون الأمني الذي يبديه في التعاون مع الكيان الصهيوني.