قالت مجلة "
نيوزويك" إن
إسرائيل تنصت على لقاء دبلوماسي حساس عقده الرئيس الأمريكي السابق بيل
كلينتون مع الرئيس السوري الراحل حافظ
الأسد في جنيف قبل 15 عاما. وكتب جيف ستين أن المخابرات الإسرائيلية تنصتت على مكالمة لوزير الخارجية السوري في نيويورك عام 1990 عندما كان يهاتف دمشق كي يطلع المسؤولين على ما جرى في لقاء له مع مسؤولين أمريكيين. وجاء هذا في كتاب لأهارون بريغمان "النصر الملعون: تاريخ إسرائيل في الأراضي المحتلة".
ويعتمد بريغمان وهو إسرائيلي- بريطاني ومؤلف لعدد من الكتب عن الدولة اليهودية والعرب على "مصادر خاصة" والتي زودته بنسخ عن المكالمات والمحادثة الخاصة في عام 1999 بين كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك. وحصل بريغمان على نسخة من رسالة وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت، لسلف باراك، بنيامين نتنياهو والتي كتب عليها عبارة "سري" والتي وعدت فيها إسرائيل بالتشاور معها قبل أن تعرض سلاما على العرب.
وكتبت أولبرايت في 24 تشرين الثاني /نوفمبر 1998 "اعترافا برغبة وتجنب تقديم مقترحات لا ترضى عنها إسرائيل". وأضافت "ستقوم الولايات المتحدة بالتشاور وبعمق مقدما مع إسرائيل فيما يتعلق بالأفكار التي تعرض على الأطراف للتفكير بها.." أي "فيما يتعلق بالموضوعات الأمنية وقضايا الأراضي". ورفضت أولبرايت أو مساعدي الرئيس كلينتون أو السفارة الإسرائيلية في واشنطن التعليق على المعلومات.
ويقول محللون إن الكشف عن عمليات التنصت الإسرائيلية ستحدث عاصفة في إسرائيل، خاصة أنها تبدو مسربة؛ مما يقترح وجود إدوارد سنودين إسرائيلي حسب ستاين.
ويقول رونين بيرغمان، المحلل في الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أكثر الصحف الإسرائيلية توزيعا أن هذه المعلومات تتساوق مع ما كان معروفا عن المفاوضات التي كانت جارية بين إسرائيل وسوريا بوساطة أمريكية" ولكنه تساءل عن الجهة التي كانت تتنصت. "هل كانت إسرائيل التي تتنصت؟ هذا سؤال صعب" كما قال للمجلة، مضيفا أن إسرائيل كانت مهتمة للتنصت على الأسد أو أي رئيس سوري، ولكنه تساءل إن كان تنصتها قد شمل محادثات كلينتون مع الأسد، وهل كان إيهود باراك يدير عملية جواسيس في واشنطن. ويشكك بيرغمان بحدوث هذا على الرغم من حصول المؤلف بريغمان على نسخة من نص التنصت.
وبحسب وثيقة داخلية لمجلس الأمن القومي نشرها الصحافي غلين غرينولد وقال إن الوحدة الإسرائيلية 8200 للتنصت "استهدفتنا لمعرفة موقفنا من الشرق الأوسط. وفي تقدير لوكالة الإستخبارات الأمريكية – سي أي إيه- نشر حول التهديد السايبري لعام 2013 وضع إسرائيل في مقدمة ثلاث دول فاعلة ضد أمريكا" بعد الصين وروسيا. وكانت المجلة قد نشرت قبل فترة تقريرا عن حجم التجسس الإسرائيلي على المصالح الأمريكية، لكن بيرغمان قال "حسب علمي بعد حادث بولارد توقفت إسرائيل التنصت على أمريكا والمصالح الأمريكية".
ولكن حصول بريغمان على نصوص ووثائق التجسس سواء من مصدر أمريكي أم إسرائيلي تؤكد أن سنودين ليس وحيدا.
ورفض بريغمان مناقشة مصادره وإن كانت صحيحة حيث قال "أعتقد أن افتراضك يجب أن يكون هو كيف تقوم مؤسسة نشر معروفة بنشرها بدون أن تفحصها أو تتأكد من صحتها" في رد عبر البريد الألكتروني من لندن، حيث يعيش منذ عام 1998 بعد أن رفض الخدمة العسكرية في الضفة الغربية وغزة.
وأكد بريغمان أن إسرائيل بلا شك كانت تتنصت على المفاوضات الأمريكية- الإسرائيلية مما أعطى إسرائيل ميزة كبيرة كي تكون متقدمة في أية محادثات سلام، وتوقع المناورات والمحادثات بناء على هذا.
وفي الوثيقة التي حصل عليها بريغمان تظهر كيف كان كلينتون يحاول إقناع الأسد بالمصاعب التي تجعل إسرائيل تنسحب من الجولان. ويقول كلينتون في حديثه مع الأسد يوم 24 آب/أغسطس 1999 "ثغراتك ليست كافية". وكان كلينتون يعرف بالوعد الذي قدمه إسحاق رابين الذي اغتيل عام 1995 للرئيس السوري "ولكن رسالة كلينتون للأسد أن إيهود باراك لم يكن قادرا على الخروج علنا خوفا من رد فعل سلبي، ويمكن عمل أمر بهذا الشان كما يقول كلينتون". وقال "(باراك) يعتقد أنك رجل صاحب كلمة وأعرف أنه لا يلعب "ولا توجد إجابة للأسد في الوثيقة التي حصل عليها بريغمان.
وفي الوثيقة يقول كلينتون"سيدي الرئيس، دعني أحاول وأكمل" "باراك" خائف من التحدث بصراحة عن خط الرابع من حزيران/يونيو، لأن الموضوع سيسرب للإعلام ولن يكون خطأك سيدي الرئيس، لأن طبيعة إسرائيل هو أن كل شيء يسري، وهو خائف أنه مع مرور الوقت، فالرأي العام الإسرائيلي، قبل التصويت للاستفتاء فلن يسمع عن 4 حزيران/يونيو بدون معرفة ما هو، وسواء كانت هناك رد على المصالح الأمنية الإسرائيلية أم لا هذا هو الموضوع".
كما وتنصتت إسرائيل على مكالمة بين الدبلوماسي السوري رياض الداودي ورئيسه وزير الخارجية فاروق الشرع بعد لقائه الأول مع مبعوث سري إسرائيلي في سويسرا". ويقول الداودي "سيدي الوضع الآن متوتر نوعا ما" بعد لقائه مع الجنرال المتقاعد أوري ساغوي والذي أكد على كلام باراك إنه لن يتراجع عن عهدة رابين ولكنه لا يستطيع الإعلان عن ذلك علنا".
وفي 29 إيلول/سبتمبر 1999 تنصت الجواسيس الإسرائيليين على مكالمة فاروق الشرع من نيويورك لإخبار المسؤولين في دمشق عن لقائه مع مادلين أولبرايت، وقال الشرع "لقد أظهرت نوعا من التفهم..." و"شرحت لها أن موضوع – الأرض حساس وكل متر مهم لسوريا وفهمت هذا ولكنها قالت الإسرائيليون مصرون وهو ما يريدونه، وقلت لها "حاولي إقناعهم". وأخبر الشرع أولبرايت أن الأسد غاضب من كلام الإسرائيليين العنصري في المحادثات "الإسرائيليون يقولون إنهم لن يسمحوا للسوريين بتغطيس أصابعهم في بحيرة طبريا وقلت هذا كلام عنصري. وأجابت "أنت مصيب".