يواجه نظام الرئيس السوري بشار
الأسد معركة حاسمة تقترب من العاصمة دمشق، وهذه المعركة ليست قادمة من الشمال أو من نواحي دمشق التي كانت حتى وقت قريب تحت سيطرة المقاتلين، ولكن من الجنوب بحسب المعلق في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، إيهود
يعاري.
وقال الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يعاري -ذو التوجهات اليمينية- في مقال له إن النظام السوري يخسر مواقع أمام تقدم القوات التابعة للمعارضة، التي تتحالف حينا وتتنافس في الحين الآخر.
وأضاف يعاري أن الرئيس الأسد يخسر مدينة
القنيطرة التي لم تعد قواته فيها قادرة على صد المقاتلين وهجماتهم.
ويعتقد الكاتب أن سقوط القنيطرة بمثابة هزيمة رمزية للنظام الذي يحاول التمسك بالمدينة، وسلسلة من القرى الواقعة حولها، "وتعني خسارة القنيطرة تهديدا لمواقع الفرقة التاسعة التي تتمركز في الكسوة وقطنا وكناكر في ريف دمشق".
وقال يعاري إن الأسد يواجه معضلة في الجنوب "فلا هو قادر على تعزيز قواته بقوات جديدة من الشمال والوسط، لأن هذا يعني كشف مواقعه لهجمات
المعارضة، ولا يستطيع إرسال تعزيزات جديدة من قوات الاحتياط لأن الجيش السوري يعتمد الآن على المتطوعين من أتباع الميليشيات وحلفاء النظام الشيعة، وتحديدا حزب الله".
ويرى يعاري أن نجاح المعارضة في الجنوب يظل رهن قرارات المعارضة وقدرتها على الاحتفاظ على المواقع التي تسيطر عليها، وعدم خسارتها، وقرار الولايات المتحدة والدول الغربية والعربية الداعمة للثورة السورية، وتزويد المقاتلين بالسلاح والعتاد النوعي، وحصلت بعض وحدات المقاتلين على أسلحة أمريكية الصنع من نوع "تي أو دبليو".
وأشار أيضا إلى أهمية دعم المعارضة في الشمال للحملة، ولهذا الغرض قامت قيادات الجنوب بإعلان وضحت فيه أغراض الحملة الحالية التي أطلق عليها "شام الرسول" والتي تعمل على محورين للهجوم على دمشق، من درعا والقنيطرة.
ويقول الكاتب إن المنطقة الجنوبية لسوريا وهي الواقعة بين دمشق والحدود الأردنية والإسرائيلية مع
سوريا ستحدد مصير الحرب إن تحقق الأمران.
والمهم في دراسة يعاري هي توقعاته حول تحقيق المعارضة إنجازات جديدة على الجبهة الجنوبية في الأسابيع المقبلة مما سيهدد الأسد وقدرته على الاحتفاظ بالعاصمة. التي لا تبعد عن الحدود الأردنية والإسرائيلة سوى 100 كيلو متر.
وأشار يعاري إلى أن قوات الجيش السوري قليلة العدد، وفي مناطق معزولة، ويعيش الجنود غير المدربين جيدا حالة معنوية متدنية.
واستغرب يعاري عدم تفكير المعارضة منذ بداية الانتفاضة بفتح جبهة في الجنوب تتقدم منها للعاصمة.
"ويبدو أن الوضع تغير، وهذا بسبب عدم قدرة قوات النظام حماية مواقعها في المناطق الممتدة من دمشق إلى الحدود الأردنية في الجنوب ومرتفعات الجولان في الغرب وحتى جبال الدروز في الشرق".
وأشار يعاري إلى قوات النظام في الجنوب حيث أشار للخسائر الفادحة التي تكبدتها الكتيبتان 61 و 90 بشكل أضعفهما ولم تعودا قادرتين على مواجهة هجمات المقاتلين.
كما ومنيت الكتيبة 61 بهزيمة في تل الجابية قرب بلدة نوى ومناطق أخرى. وفقدت الكتيبة 90 السيطرة على معظم المنطقة الحدودية مع إسرائيل بما فيها تل الأحمر.
وفي مدينة درعا تسيطر المعارضة على جنوب المدينة القريب من الحدود الأردنية، وتسيطر قوات النظام بما فيها الفرقة الثالثة والوحدات التابعة لها على شمال المدينة. وفي القنيطرة سيطرت المعارضةعلى معظم منطقة القنيطرة مما يهدد العاصمة.
وأشار الكاتب إلى أن عدد المقاتلين في الجبهة الجنوبية يصل إلى 20 ألف مقاتل موزعين على عدد من الفصائل معظم ينتمون إلى جبهة ثوار سوريا التي يقودها جمال معروف، وهناك وجود لمقاتلي جبهة النصرة الموالية للقاعدة وجماعات سلفية مقاتلة.
ويتمركز المقاتلون الإسلاميون في بلدة جاسم وإنخل وخان الشيخ.
ولاحظ الكاتب أن "المعارضة في الجبهة الجنوبية تحاول في عملياتها استفزاز إسرائيل. ولم يعد للأسد القدرة على حماية المنطقة الجنوبية التي تبدو نقطة ضعفه وليست لديه القدرة على إرسال تعزيزات لحماية المنطقة.. ويعرف الأسد أيضا تجنب المقاتلين مواجهة مع إسرائيل مع أن بعض المعارك تحصل قرب خط الفصل بين البلدين".