رصدت مؤسسة حقوقية
فلسطينية 135 انتهاكا إسرائيليا لحرية الصحافة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الخمسة عشر شهرا الماضية، وذلك في تصعيد خطيرة من قبل قوات الاحتلال بحق وسائل الإعلام.
جاء ذلك في تقرير أصدره "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان"، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف في الثالث من أيار/ مايو، من كل عام وهو السادس عشر في سلسلة تقارير "إخراس الصحافة"، والتي توثيق
انتهاكات قوات الاحتلال
الإسرائيلي بحق الطواقم الصحفية العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة".
ويغطي التقرير الفترة ما بين الأول من كانون ثاني/ يناير 2014، وحتى 31 آذار/ مارس الماضي حيث شهدت هذه الفترة تصعيداً ملحوظاً في انتهاكات قوات الاحتلال التي تمارسها ضد الصحفيين العاملين في الأرض الفلسطينية المحتلة. بحسب التقرير.
ويتضمن هذا التقرير توثيقاً مفصلاً لما تمكن طاقم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من الوصول إليه من معلومات ذات صلة، والتي تكشف حقائق عن تلك الاعتداءات، وهي مبنية على إفادات ضحايا وشهود عيان وتحقيقات ميدانية.
وتدحض تحقيقات المركز الكثير من ادعاءات قوات الاحتلال بشأن جرائم محددة، بما فيها جرائم قتل أو إطلاق نار على الصحفيين، لتظهر بما لا يقبل الشك أن تلك الجرائم اقترفت عمداً وأنه تم استخدام القوة بشكل مفرط دون مراعاة لمبدأي التمييز والتناسب، وعلى نحو لا تبرره أية ضرورة عسكرية.
ويوثق التقرير (135) اعتداءً على الصحافة، تشمل: جرائم انتهاك الحق في الحياة والسلامة الشخصية للصحفيين؛ تعرض صحفيين للضرب وغيره من وسائل العنف أو الإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية؛ اعتقال واحتجاز صحفيين؛ منع الصحفيين من دخول مناطق معينة أو تغطية أحداث؛ مصادرة أجهزة ومعدات ومواد صحفية؛ منع الصحفيين من السفر إلى الخارج؛ مداهمة منازل صحفيين، وتحطيم أدوات، معدات أو سيارات خاصة بالصحفيين خلال عملهم.
وأشار المركز إلى أن جرائم انتهاك الحق في الحياة والاعتداء على السلامة الشخصية تعتبر من أبرز الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون على أيدي قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي منذ بداية انتفاضة في 28 سبتمبر 2000.
ورصد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى 31 مارس 2014، 15 جريمة قتل اقترفتها قوات الاحتلال بحق الصحفيين خلال تنفيذهم واجبهم وعملهم المهني.
وخلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، رصد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اعتداءات مختلفة بحق الصحفيين ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث كان من بينها (39) حالة إطلاق نار أدت إلى إصابة (31) صحفياً بجروح مختلفة.
و(22) حالة تعرض خلالها صحفيون للضرب والإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة. (46) حالة تعرض فيها الصحفيون للاعتقال والاحتجاز. (15) حالة تم فيها منع صحفيين من ممارسة عملهم وتغطية الأحداث.
تسع حالات تم فيها مصادرة بطاقات صحفية أو أجهزة ومعدات ومواد صحفية. أربع حالات مداهمة لمنازل صحفيين.
وأوضح المركز أنه بذلك يرتفع مجمل الاعتداءات والانتهاكات التي نفذتها قوات الاحتلال بحق الصحفيين، منذ اندلاع الانتفاضة بتاريخ 28 سبتمبر 2000، وحتى تاريخ 31 مارس 2014، وفقاً لما وثقه التقرير إلى (1641) اعتداء، مشيرا إلى أن هناك عشرات الاعتداءات الأخرى غير الموثقة.
ويشار إلى أن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قد دأب دائما على مراقبة وتوثيق ونشر انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين.
ولكن مع تصاعد حدة تلك الانتهاكات، والتي أخذت منحى خطيراً منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، وما رافقها من انتهاكات وجرائم منظمة ضد المدنيين الفلسطينيين، وانتهاكات واسعة النطاق ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، بدأ المركز بإصدار سلسة تقارير خاصة بعنوان "إخراس الصحافة"، توثق انتهاكات قوات الاحتلال ضد الصحفيين.
وقد صدر التقرير الأول من هذه السلسلة في فبراير 2001.