يعتزم أكثر من 18 ألف معتقل في سجون
مصر الدخول في
إضراب جماعي عن الطعام، الأربعاء المقبل، معلنين بدء "
انتفاضة السجون"، للضغط على السلطات للإفراج عنهم ووقف
الانتهاكات ضدهم.
وتشمل الانتفاضة أيضا الامتناع عن الخروج للزيارات أو المثول أمام المحاكم والنيابات، التي تحقق معهم وتجدد حبسهم، والاعتصام داخل الزنازين وعدم الخروج للرياضة.
ويحتج المعتقلون على سوء المعاملة من سلطات الانقلاب، والتي تشمل احتجازهم بشكل غير قانوني وتعذيبهم، وتكديسهم في زنازين ضيقة "غير آدمية"، ومنع الزيارات عنهم وقطع المياه معظم اليوم.
ويطالب المعتقلون بالإفراج الفوري عنهم، وعرض المرضى منهم على الأطباء، وفتح الزنازين فترات كافية "للتريض"، والسماح لذويهم بزياراتهم وللطلاب بأداء الامتحانات.
وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ مصر التي تشهد إضرابا جماعيا لآلاف المعتقلين في أربعة عشر سجنا.
حفلات تعذيب
من جانبه قال مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، هيثم أبو خليل/ إن المعتقلين في السجون المصرية يتعرضون لموت بطيء، مشيرا إلى أن هناك نحو 60 حالة وفاة داخل المعتقلات.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده التحالف الوطني لدعم الشرعية في اسطنبول، تحت عنوان "انتفاضة السجون"، دعا أبو خليل المصريين إلى مشاركة المعتقلين إضرابهم عن الطعام، كما دعا "الشرفاء في العالم" لإعلان التضامن مع انتفاضة السجون والضغط على النظام لوقف "حفلات" التعذيب الجماعية داخل السجون، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف المحاكمات "الهزلية".
وأكد وجود تنسيق بين المعتقلين فى السجون من أجل تنظيم الإضراب، مشيرا إلى أن عددا من المؤسسات الحقوقية أعلنت تضامنها مع الانتفاضة.
وكان معتقلون وحقوقيون متضامنون معهم قد أصدروا - في وقت سابق - بيانا تحت شعار "انتفاضة السجون"، دعوا فيه إلى احتجاجات عارمة وإضراب عن الطعام داخل السجون.
وأعلنت قوى سياسية وحركات ثورية مشاركتها في "انتفاضة السجون"، حيث قال عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل، محمد كمال، إن الحركة تنسق مع القوى الثورية والسياسية من أجل تنظيم إضراب مفتوح عن الطعام لمعتقليها.
وكان بعض السجناء قد بدأوا أضرابهم عن الطعام بشكل فردي، مثل القيادي الإخواني محمد البلتاجي، ومحمد نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان، ومراسل قناة الجزيرة عبد الله الشامي.
اغتصاب وقتل
وأصدرت مجموعة "معتقلى الحرية فى سجون مصر" بيانا ثانيا، حول انتفاضة السجون، الاثنين، أكدت فيه إصرارهم على البدء في الإضراب في مواجهة "جلّادي الانقلاب العسكري وميلشياته"، احتجاجا على الممارسات القمعية الغاشمة التي تمارس في حقهم، مثل الاعتقالات العشوائية، وتلفيق التهم، واصدار الأحكام الهزلية والمسيّسة، وتعذيب المعتقلين داخل "سلخانات التعذيب" في السجون ومقار الاحتجاز.
وطالب البيان من وصفهم بالأحرار في شتى بقاع الأرض، بالتضامن معهم، والضغط على النظام الانقلابي لوقف حفلات التعذيب الجماعية داخل السجون، وإطلاق سراح الأبرياء المقيدين بقيود الاستبداد، ووقف المحاكمات الهزلية "المسلطة كالسيف على رقاب أبناء مصر".
وأكدوا تلقيهم رسائل تضامن من عدد كبير من المنظمات الحقوقية، والقوى السياسية والشخصيات الوطنية، بشكل رفع من معنويات المعتقلين، مشيرين إلى أن المعتقلين في سجون الانقلاب بمصر اتفقوا على اختيار مركز "ضحايا" لحقوق الانسان، كمنسق عام لحملة التضامن مع المعتقلين، ومتحدثا باسم "الأحرار القابعين خلف القضبان" لدى جميع المنظمات الحقوقية، على حد قولهم.
وقال منسق منظمة "إنسانيات" للحقوق والحريات، حذيفة فتوح، إن عدد المعتقلين بالسجون المصرية يبلغ نحو 22 ألفا منهم 1500 إمرأة وفتاة، مؤكدا أن المعتقلات يتعرضن لتعذيب ممنهج، حيث وصلت الانتهاكات بحقهن إلى الاغتصاب والقتل.
دعوات للتصعيد
ودعا رئيس حزب "الفضيلة"، محمود فتحي، إلى أن تكون انتفاضة السجون بمثابة موجة ثورية جديدة للضغط على السلطات حتى تفرج عن المعتقلين.
وطالب فتحي من خلال حسابه على "فيسبوك" أهالي كل قرية أو مدينة بقطع الطرق الرئيسية على مستوى مصر في وقت واحد يوميا بشكل سلمي، رافعين لافتات وصور المعتقلين من أبنائهم، حتى يعرف العالم أن هناك مشكلة فى سجون مصر.
وأضاف: "سوف تتحدث وسائل الإعلام عن قطع الطرق بين المحافظات، ويعرف المصريون أن هناك آلافا من الأبرياء داخل السجون".
وتزامنا مع "انتفاضة السجون"، أعلنت رابطة أهالي المعتقلين بسجن طنطا عن بدء إضراب جزئي عن الطعام، بدءا من الأحد، ليتحول إلى إضراب كامل الأربعاء المقبل، بسبب سوء المعاملة، وتجديد حبس ذويهم دون اتهامات.
وقالت الرابطة فى بيان لها عبر صفحتها في "فيس بوك": "نظرا لما يتعرض له معتقلو سجن طنطا من سوء المعاملة، ومنع الزيارة عنهم، قررنا التضامن معهم في إضرابهم حتى يأخذوا حقوقهم الإنسانية داخل المعتقل، وإثبات أي أدلة عليهم لاعتقالهم".
وتابع البيان: "سنبدأ إضرابنا بصيام يوميا بنية مختلفة مثل فك كرب المعتقلين، وثم الإفطار على تمر أو أي سوائل فقط".
واختتم البيان: "سنتحول إلى إضراب كامل الأربعاء المقبل، بالإضافة إلى عزمنا الوقوف أمام السجن لإعلان إضرابنا".