اتهم الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين الخميس السلطات الأوكرانية بقيادة البلاد نحو "الهاوية" متمنيا ألا يضطر إلى استخدام "حقه" في إرسال قوات إلى الدولة الجارة، وأكد أن الأزمة مرتبطة "بضمانات" حقوق الناطقين بالروسية.
وفي لقائه التلفزيوني السنوي للرد على أسئلة الجمهور، أكد بوتين أن "الحوار" هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة.
وأمل الرئيس الروسي ألا يضطر إلى استخدام "حقه" في إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا. وقال "آمل بشدة ألا أكون مجبرا على اللجوء إلى هذا الحق"، مذكرا بأن البرلمان الروسي خوله في بداية آذار/مارس إرسال قوات إلى الأراضي الأوكرانية.
واعتبر أن تسوية الأزمة التي تشهدها أوكرانيا مرتبطة "بالضمانات" التي يمكن أن تعطى لاحترام حقوق الناطقين بالروسية في شرق البلاد.
وقال إن المسألة "لا تتعلق بمعرفة ما إذا كان الاستفتاء سيحدث قبل الانتخابات الرئاسية أو بعدها". وأضاف أنها "ضمان للحقوق والمصالح المشروعة للمواطنين الروس والناطقين بالروسية في جنوب شرق أوكرانيا".
وكانت
روسيا حشدت حوالى أربعين ألف جندي، بحسب حلف شمال الأطلسي، على حدود المنطقة الشرقية لأوكرانيا، وحيث سيطر انفصاليون موالون لروسيا على مبان عامة، ما عزز الخشية من تفجر الأوضاع.
وخلال المقابلة قال بوتين "لا يمكن فرض النظام في البلاد سوى بالحوار وفي إطار إجراءات ديموقراطية، وليس من خلال القوات المسلحة والدبابات والطائرات".
وأضاف "من المهم جدا اليوم البحث في كيفية الخروج من هذا الوضع" و"عرض على الناس حوارا حقيقيا"، مشيرا إلى أن المحادثات الرباعية التي تعقد في جنيف اليوم "مهمة جدا".
وبدأت صباح الخميس محادثات رباعية بين الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في جنيف لمحاولة حلحلة الأزمة الدولية.
واتهم الرئيس الروسي الحكومة الأوكرانية التي وصلت إلى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش بقيادة البلاد نحو "الهاوية"، مضيفا "آمل أن يدركوا إلى أي هاوية تتجه سلطات كييف، ساحبة معها البلاد كلها".
ووصف الحملة التي تقودها كييف من أجل إجراء انتخابات رئاسية في 25 أيار/ مايو بـ"المرفوضة كليا"، مؤكدا أن موسكو لن تعترف بشرعيتها في حال تعرض مرشحون من المنطقة الشرقية لمضايقات.
وانتقد بوتين بشدة العملية العسكرية التي أطلقتها كييف ضد الانفصاليين في شرق البلاد ووصف ذلك "بجريمة جدية جديدة تقوم بها سلطات كييف الحالية".
ووصف الادعاءات بوجود قوات روسية في شرق أوكرانيا بـ"الكلام الفارغ"، مشيرا إلى أن هؤلاء الذين يشاركون في الحراك الاحتجاجي "جميعهم مواطنون محليون". وأكد أنه "في شرق أوكرانيا لا وجود لوحدات روسية، ليس هناك قوات خاصة ولا مرشدون"، أما الذي يؤكد على ذلك بحسب قوله هو أن الناشطين "أزالوا أقنعتهم".
وتابع "لقد قلت لشركائنا الغربيين إنهم لن يذهبوا إلى أي مكان.. إنهم أصحاب هذه الأرض، ويجب التحدث معهم".
وأقر بوتين وللمرة الأولى بأن القوات الروسية كانت موجودة في شبه جزيرة
القرم قبل وخلال إجراء الاستفتاء حول انضمام شبه الجزيرة الأوكرانية إلى روسيا.
وقال "هدفنا كان ضمان شروط حرية الاقتراع". وأضاف "وقف جنودنا خلف قوات الدفاع المحلية. تصرفوا بشكل صحيح، بحزم ومهنية. كان علينا حماية الناس من احتمال استخدام السلاح"، مشيرا إلى وجود الكثير من الأسلحة في القرم في ذلك الوقت كان من الممكن أن تستخدم من قبل موالين لكييف ضد السكان.