تساءل الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي عن كيفية تصديق التداوي في هذا العصر ببول الإبل وجناح الذباب، في إشارة منه إلى أحاديث الرسول عليه السلام في هذا الجانب.
وكتب حجازي عبر مقال له نشره في صحيفة الأهرام اليومي تحت عنوان "نحتاج للدين ونحتاج للدنيا" : "كيف نستطيع فى هذا العصر أن نتداوى بأبوال الإبل؟ وكيف نصدق البخارى الذى أورد هذا الحديث المنسوب للرسول فيما سمى صحيح البخاري؟ وكيف نصدق أبا هريرة فيما رواه ونسبه للرسول عن الذباب الذى يجب أن نغمسه فى آنيتنا إن سقط فيها حتى نحصل على ما فى أحد جناحيه من دواء بعد أن اختلط بطعامنا ما فى الجناح الآخر من داء؟".
وأردف قائلا: "إذا كان أبوهريرة قد روى هذا الحديث وابن ماجة أخرجه والبخارى أثبته فى صحيحه هل نصدقهم ونتداوى بالذباب وأبوال الإبل؟ أم نراجعهم ونحتكم للطب الحديث ولعقولنا ونخلص تراثنا من هذا الذى يجب أن يتخلص منه؟ ومن هم المطالبون قبل غيرهم بالقيام بهذه المراجعة والمؤهلون لها؟ أليسوا هم علماء الأزهر الشريف وشيوخه الأفاضل؟!".
وتابع في مقاله: "ولاشك فى أننا نحتاج لتراثنا القديم نرجع اليه وننتفع به ونستفيد، لكن دون أن نستسلم له أو نمتثل لكل ماجاء فيه، وإنما نقرؤه ونحن مزودون بما نعرفه من حقائق العصر ومانؤمن به من مبادئه".
وأشار الكاتب إلى أن "الأحزاب الدينية عندنا حلت محل الأحزاب الوطنية، وتطبيق الشريعة أى الجلد والرجم وبقية العقوبات البدنية هو الهدف الأول فى برامجها الانتخابية، والمسيحيون المصريون فى نظر هذه الأحزاب أنصاف مواطنين، والنساء أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا عورات وناقصات عقل ودين والحضارة المصرية القديمة أوثان وأصنام، والأرض ليست كروية، والجامعات المصرية تعقد مؤتمرات تشتم فيها طه حسين وتتهمه بالعمالة".
ويعتبر
حجازي شاعر وناقد
مصري، ولد عام1935 بمحافظة المنوفية بمصر، أسهم في العديد من المؤتمرات الأدبية في كثير من العواصم العربية، ويعد من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر، ترجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والإيطالية والألمانية.
حصل على جائزة كفافيس اليونانية المصرية عام 1989، جائزة الشعر الأفريقى، عام 1996 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1997.
حفظ القرآن الكريم، وتدرج في مراحل التعليم حتى حصل على دبلوم دار المعلم عام 1950م، ثم حصل على ليسانس علم الاجتماع من جامعة السوربون الجديدة عام 1978م، وشهادة الدراسات المعمقة في الأدب العربي عام 1969م.
عمل مدير تحرير مجلة صباح الخير، وسافر إلى فرنسا حيث عمل أستاذاً للشعر العربي بالجامعات الفرنسية، ثم عاد إلى القاهرة ليعمل بتحرير جريدة الأهرام. ويرأس تحرير مجلة إبداع التي تصدر عن الهيئة المصرية للكتاب.
وهو عضو نقابة الصحفيين المصرية ولجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، وله الكثير من المؤلفات والدواوين.