قال البروفيسور في دائرة العلاقات الدولية في جامعة حيفا، أوري بار يوسيف، إن رئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين
نتنياهو، جبان مقارنة بغولدا مائير، كما أنه يمتنع عن الخوض في أي مخاطر وإن كانت صغيرة، الأمر الذي يعرض "إسرائيل" للخطر.
وأضاف الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس الثلاثاء، أنه لم يكن من المعجبين بغولدا مائير، إلا أنها كانت بنظر الكاتب المسؤولة الرئيسة عن السلوك الإسرائيلي الرافض في الاتصالات مع مصر في السنوات ما قبل حرب يوم الغفران، السلوك الذي شهدنا نتائجه في تلك الحرب.
وقارن الكاتب بين سلوك نتنياهو في
المفاوضات مع الفلسطينيين بسلوك غولدا مائير، ليخرج بنتيجة هي أن نتنياهو لا يزال زعيما عديم الرؤية.
ويضيف: "غولدا، مثل كل رفاقها في القيادة، ومثل معظم الجمهور الإسرائيلي في حينه، لم تصدق بأن العرب سيكونون مستعدين لأن يسلموا في أي وقت من الأوقات بوجود إسرائيل؛ ولهذا فقد رفضت كل خطوة سياسية، كان من شأنها برأيها أن تؤدي إلى انسحاب إلى خطوط 67".
ويتابع: "البحر هو ذات البحر، والعرب هم ذات العرب"، إلا أنه عمليا يتصرف مثل إسحق شمير، وكأنه لم يطرأ أي تغيير في مواقف العالم العربي منذ 1967. سياسة الرفض لديه أكثر تطرفا وهي أقل منطقية وعقلانية من سياسة غولدا".
ويشير الكاتب إلى أن التهديد العربي الذي تصدت له غولدا كان مبنيا على آلاف الدبابات، المدافع والطائرات، التي في ظروف معينة يمكنها أن تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل، أما لنتنياهو فثمة القليل فقط من الكوابيس الاستراتيجية، ورغم التهديد الصاروخي من جانب حزب الله وحماس، إلا أنه بعيد عن أن يكون تهديدا وجوديا.
وعن استمرار الجمود في العملية السياسية قال يوسيف إنه عندما اختارت غولدا تجميد الوضع القائم على التقدم السياسي، كانت تعرف بأن الثمن قد يكون الحرب. ولكنها اعتقدت، تماما مثل الجميع، بأن الحرب التالية ستكون بمثابة اليوم السابع لحرب الأيام الستة، أما نتنياهو، فليس لديه أوهام كثيرة في هذا الشأن، وعلى جدول الأعمال تقف عقوبات سياسية واقتصادية، وتقليص الدعم الأمريكي، وانتفاضة مسلحة أو غير مسلحة في
الضفة الغربية، ويضيف: "ليس واضحا إذا كانت كل هذه التهديدات ستتحقق، ولكن من المعقول الافتراض بأننا سندفع ثمنا غير قليل على الفشل السياسي المحدق أمامنا".