قتل خمسة أشخاص الجمعة جراء اعتداء قوات الأمن والبلطجية على مسيرة مناهضة للانقلاب بمنطقة عين شمس بالقاهرة، كان من بينهم صحفية شابة قتلت برصاص الشرطة أثناء تغطيها للأحداث.
وأثار مقتل ميادة أشرف الصحفية بجريدة الدستور موجة من الغضب في الوسط الصحفي بعد تكرار اعتداء الشرطة على الصحفيين منذ
الانقلاب الذين سقط منهم العشرات بين قتيل وجريح ومعتقل.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لميادة إلى جانب ضباط الجيش والشرطة أثناء تغطيتها الاستفتاء على الدستور وهي ترفع العلامة المميزة لأنصار السيسي، وصورة أخرى وهى تحمل لافتة مكتوب عليها "الكاميرا لا تزال فى أيدينا يا حسيني ومكملين"، في إشارة إلى الصحفي الحسينى أبو ضيف أحد ضحايا أحداث الاتحادية التي يحاكم الرئيس محمد مرسي وقيادات الإخوان بتهمة قتله، مؤكدين أن رصاص الشرطة لا تفرق بين مؤيد للانقلاب ومعارض له.
الداخلية تتهم الإخوان
واتهمت وزارة الداخلية متظاهري الإخوان بقتل الصحفية، حيث قال مصدر أمني إن القتلى سقطوا برصاص أنصار الإخوان الجمعة، مؤكدا القبض على تسعة من أنصار الإخوان المشتبه في إطلاقهم النار على المواطنين وبحوزتهم أسلحة نارية وخرطوش.
لكن زملاء الصحفية نفوا تلك الإتهامات، وأكدوا أن الشرطة هي من قتلت ميادة بعدما فتحت النار على المتظاهرين.
وقال مينا نادر مراسل قناة إم بي سي مصر، في شهادته من مكان الحادث، إن محررة الدستور قُتلت برصاصة في الرأس أطلقتها الشرطة وأن الاخوان لم يكونوا يحملون السلاح.
وكتب نادر على حسابه على فيس بوك "مشوفتش أسلحة نارية مع الإخوان، الشرطة كانت بتضرب بجنون"، مضيفا "دي مش أول مرة يموت صحفيين فى اشتباكات الشرطة طرف فيها ولدينا حالات تعذيب وضرب لصحفيين من الشرطة بسبب تغطيتهم الميدانية".
وأكد عبد اللطيف صبح مراسل صحيفة "اليوم السابع" أن الداخلية هي السبب الرئيسي وراء مقتل "ميادة أشرف" بإصابتها بطلقين ناريين في الرأس.
وقال عبر مداخلة مع قناة "التحرير" إن ما قيل من أن الإخوان هم من قاموا بقتل الصحفية هو كلام عار عن الصحة، موضحا أن ميادة كانت تؤدي عملها وليس لها أي انتماء لجماعة أو حزب.
وكتب علاء القصاص، مصور موقع مصراوي على حسابه على فيس بوك، وأحد شهود العيان "الرصاص اتضرب علينا من ناحية الداخلية، هذه شهادتي".
وقالت سحر علي الصحفية بجريدة "فيتو" إنها كانت مرافقة للقتيلة وإنهما كانتا في الصفوف الخلفية من المسيرة وأن الرصاص أطلق عليهم من الخلف بعدما هاجمت الشرطة المسيرة بشكل مفاجئ.
وأكد الصحفي عادل صبري رئيس تحرير موقع "مصر العربية" -الذي تعمل به الضحية أيضا- أن الأمن أطلق النار عليها عندما رفعت "كاميرتها" لتصوير الأحداث.
دمها في رقبة الداخلية
من جهتها، قالت حركة "صحفيون من أجل الإصلاح" إن الشهيدة ميادة أشرف، هي ضحية جديدة للداخلية.
وأوضح حسن قباني منسق الحركة في مداخلة مع قناة "الجزيرة مباشر مصر" مساء الجمعة أن شهود عيان، أكدوا أن الرصاصة التي أودت بحياة ميادة كانت من جانب قوات الأمن.
ونعى حمدين صباحي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، ميادة أشرف، وأعلن تحميل مسؤولية مقتلها للدولة".
كما أدانت حركة شباب 6 إبريل في بيان لها مساء الجمعة استهداف الصحفيين، مطالبة الجهات المسؤولة بتمكين الصحفيين والإعلاميين بأداء عملهم ونقل الحقيقة دون تعريض حياتهم للخطر.
وحملت حركة "صحفيون من أجل الإصلاح"، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية عبد الفتاح السيسي وقوات الداخلية، مسؤولية قتل ميادة.
وطالبت الحركة مجلس نقابة الصحفيين، بتجميد أعماله فورا وتقديم النقيب استقالته، بعد فشلهم في وقف إراقة دماء الصحفيين على يد سلطات الانقلاب، مؤكدة أن دماء الصحفيين والصحفيات ستظل لعنة تلاحق القتلة وأعداء الصحافة.
كما أدانت حركة "نساء ضد الانقلاب" مقتل الصحفية ميادة أشرف، وقالت الحركة في بيان تلقى "عربي 21" نسخة منه: "أصبح لدى نساء مصر ثأر جديد مع الانقلاب والسيسي بعد يوم واحد من إعلان ترشحه، وتوعدت السيسي بالقصاص".
وقال حاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط، إن "إنجاز الساعات ا?ولى لترشحه قتل الصحفية الشابة ميادة أشرف، لن تستطيع قتل الحقيقة مهما أهرقت من دماء".
طرد النقيب ومدير الأمن
ونعى ضياء رشوان نقيب الصحفيين، الصحفية ميادة أشرف معلنا منحها عضوية النقابة الشرفية -حيث لم تكن قد حصلت على العضوية بعد- مطالبا بتطبيق أقصى عقوبة على قاتلها.
وشدد "رشوان" - خلال مداخلة على قناة "أون تي في"- على أن النقابة ستستخدم كل ما لديها من قدرات للضغط على جميع الأطراف لبدء تحقيق عاجل في الواقعة بحضوره هو ومحامي النقابة، قائلا "مفيش راجل فى مصر هيقدر يضغط علينا".
لكن تلك الكلمات لم تكن كافية لإطفاء غضب الصحفيين الذين شنوا هجوما شرسا على رشوان واتهموه بالتقاعس عن حماية الصحفيين بعد تكرار حالات الاستهداف والقتل.
وقال حسن قباني منسق حركة "صحفيون من أجل الإصلاح" - في مداخلة مع قناة "الجزيرة مباشر مصر" مساء الجمعة أن ميادة أشرف ضحية جديدة للداخلية.
وانتقد قباني دور نقابة الصحفيين، مشيرا إلى أن 10 صحفيين قتلوا حتى الآن منذ الانقلاب دون أن يتحرك مجلس نقابة الصحفيين للحفاظ على حقوقهم".
وقال قباني: "دم الشهيدة ميادة في رقبة النقيب ضياء رشوان، مطالبا نقيب الصحفيين بتقديم استقالته بعد أن سقطت شرعيته،على حد قوله".
وتجمع عدد من الصحفيين أمام المستشفى المحتجز به جثمان ميادة وطردوا النقيب ضياء رشوان من المكان بعد حضوره لتقديم العزء، ورددوا: "انت بايع دمنا".
كما تعرض اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة هو الآخر للطرد من قبل الصحفيين الغاضبين بعد محاولته تحميل مسؤولية مقتل زميلتهم للإخوان، لكن الصحفيين هاجموه وقالوا له: "انتو اللي قتلتوها وخلى رجالتك يا باشا تعرف هي بتقتل مين".