بدأت محافظة شمال
سيناء، في تشييد
سور حول مدينة
العريش لعزلها عن بقية مدن المحافظة، وعدم السماح بدخول
المصريين، وخروجهم منها إلا بتصاريح مسبقة، بهدف تأمينها ضد هجمات ما يطلقون عليها "المجموعات الإرهابية"، وبتكلفة تُقدر بملايين الجنيهات، حسبما ذكرت صحيفة "المصري اليوم" في عددها الأربعاء.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن السور يطوق مدينة العريش من جميع الجوانب، ولا يسمح بالدخول إليها إلا عبر عشرة مداخل رئيسية، مشيرة إلى أن الهدف من بنائه ضبط أي متفجرات أو سيارات مفخخة قبل دخول المدينة، وأنه سيتم تزويد البوابات بكاميرات مراقبة وأجهزة إلكترونية للكشف عن المتفجرات.
وقدرت مصادر بالمحافظة
تكلفة بناء السور بعشرات الملايين من الجنيهات، إذ يتم بناؤه من الأحجار بارتفاع يصل إلى أكثر من ثلاثة أمتار، ويعلوه سلك شائك بارتفاع مترين، مشيرة إلى أن إنجازه لن يستغرق أكثر من أربعة أشهر، وسيعزل المدينة عن بقية مدن المحافظة.
ورصدت الصحيفة امتداد السور لأكثر من 30 كيلومترا، وبدايته من شرق ميناء العريش البحري، مرورا بمبنى المحافظة في اتجاه الجنوب، وامتداده على طول الطريق الدائري القديم لمدينة العريش، ليصل إلى ساحل البحر غرب المدينة الرياضية قاطعا الطريق الدولي (العريش- القنطرة).
لكن عددا من قيادات القبائل وأهالي المدينة والمستثمرين انتقدوا بناء السور، وطالبوا الحكومة ببذل جهودها لتنمية المحافظة، والنظر إلى احتياجات المصري "السيناوي" بدلا من الاكتفاء بالحلول الأمنية لمعالجة الأزمة، وحذروا من تأثير السور على حركة الاقتصاد، والأعمال بالمدينة.
وقالت الصحيفة إن مجلس المدينة وجه خطابات للمواطنين تطالبهم بتطهير أراضيهم من أشجار الزيتون لمسافة الـ 50 مترا الملاصقة للطريق الدائري لمدينة العريش، حتى يتم استكمال بناء السور، وأنه حذر المواطنين من البناء بالقرب من الطريق الدائري.
وفي سياق متصل، أتمت محافظة شمال سيناء بناء سور يصل ارتفاعه لأكثر من ثلاثة أمتار حول منطقة المزارع بجنوب مدينة العريش، يحيط قرية السلام، ومئات من مزارع الزيتون المملوكة للمواطنين، بالإضافة إلى مطار العريش الدولي، ويصل طوله إلى أكثر من عشرة كيلومترات، وتم تخصيص عدد من البوابات لدخول المواطنين إلى مزارعهم، ومساكنهم.
ويُذكر أن سلطات الانقلاب أنشأت أكثر من سور في مواجهة مظاهرات الرافضين للانقلاب ومؤيدي الشرعية، فأقامت سورا كلف ملايين الجنيهات، يفصل بين جامعة الأزهر والمدينة الجامعية، للتحكم في تظاهرات الطلاب، كما أقامت بوابات حديدية تمنع الدخول إلى ميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة، من ناحية شارع القصر العيني.