طالب رئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين
نتنياهو، الوزراء في حكومته ونواب الكنيست من كتلة "الليكود – إسرائيل بيتنا" التي يتزعمها بعدم إطلاق تصريحات ضد
الفلسطينيين وأن تبدي إسرائيل توجهاً إيجابياً حيال
المفاوضات لكي يظهر الفلسطينيون أمام الرأي العام الدولي كرافضي سلام.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأربعاء، عن نتنياهو، قوله خلال اجتماع كتلة "الليكود – إسرائيل بيتنا" في الكنيست أمس، إنه "واضح للجميع من هو الرافض فيما يتعلق بالمفاوضات، وفي هذه الأثناء يتضح أن الفلسطينيين هم الذين يرفضون" تمديد فترة المفاوضات إلى ما بعد فترة التسعة شهور التي تنتهي في 29 نيسان/أبريل المقبل.
وقال نتنياهو لنواب حزبه في الكنيست، إنه "بدلا من الرفض يتعين علينا إظهار استعداد، وأقترح الآن أن نسمح للجميع بالتوصل إلى تفهم حول الجهة الرافضة وغرس ذلك في الرأي العام الدولي" وأنه "ليس مجديا أن نقول أمورا تعكر الفهم الدولي بأن الفلسطينيين هم الرافضون".
ويسعى نتنياهو بذلك إلى كبح ضغوط دولية على إسرائيل بعد طرح الفلسطينيين موضوع إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى التي من المقرر تنفيذها في 29 آذار/مارس الجاري.
ومارس الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ضغوطاً على نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، خلال لقائه معهما من أجل أن يوافقا على وثيقة "
اتفاق الإطار" التي أعدها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لتشكل إطاراً للمفاوضات وتمديدها حتى نهاية العام الحالي.
ويرفض معظم وزراء أحزاب الليكود و"إسرائيل بيتنا" و"البيت اليهودي" إطلاق الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى القدامى خاصة وأنها تشمل 14 أسيرا من عرب الـ48 وهم مواطنون إسرائيليون.
وكانت وزارة الأسرى الفلسطينية نشرت أمس أسماء الأسرى الذين سيطلق سراحهم ضمن الدفعة الرابعة في نهاية الشهر الحالي، لكن وزيرة العدل الإسرائيلية ورئيس طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين، تسيبي ليفني، قالت للإذاعة العامة الإسرائيلية إنه في حال رفض الفلسطينيون تمديد المفاوضات فإن إسرائيل ستعيد النظر في إطلاق سراح هؤلاء الأسرى.
وقالت ليفني إن "مفاتيح السجن موجودة بأيدي أبو مازن" وأنه "في هذه الأيام سيتم الحسم ما إذا كان هناك أساسا لمواصلة المفاوضات، ويجب أن تكون مفاوضات جدية وتستند إلى تفاهمات أساسية وواسعة حول جوهر حل قضايا الحل الدائم، وإسرائيل لا تريد مفاوضات عاقرة غايتها كسب الوقت والامتناع عن اتخاذ قرارات".
وأشار موظف إسرائيلي كبير إلى أن اللقاء بين الرئيس الأمريكي براك أوباما والرئيس الفلسطيني عباس في البيت الأبيض أول أمس كان صعبا وقاسيا. فقد ضغط أوباما على عباس لقبول صيغة اتفاق الاطار واقترح عليه أن يتقدم بالتحفظات في المواضيع الهامة له. وتقدم عباس بمواقف متصلبة للغاية، ولكنه لم يرفض رفضا باتا اتفاق الاطار وترك مجالا لمواصلة المفاوضات في الموضوع في الأيام العشرة المتبقية حتى موعد تحرير السجناء، في 28 آذار.
وصرح رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، الذي شارك في اللقاء بين عباس وأوباما، في محاضرة في مركز ولسون في واشنطن فقال إن اللقاء كان "طويلا، صادقا وصعبا". وعلى حد قوله، فان الفلسطينيين لن يوافقوا على تمديد المفاوضات دون اتفاق اطار يلبي مطالبهم. وأشار إلى أن "هذا هو الوقت لاتخاذ القرارات وليس لمواصلة المفاوضات". وأضاف بأن الفلسطينيين لن يوافقوا على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. "أن تطلبوا مني عمل ذلك، هو أن تطلبوا مني التخلي عن روايتي. موضوع اللاجئين هو موضوع للمفاوضات وليس للتصريحات العلنية التي غايتها محاولة الفوز بالنقاط في الرأي العام".