وقعت ميليشيات "
أنت بالاكا" الثلاثاء، تعهدا كتابيا بوقف
الاعتداء على مسلمي بلدة "
بودا" الواقعة على بعد 200 كلم من العاصمة بانغي.
وعلى الرغم من كون
التعهد يأتي كخطوة أخرى نحو عملية المصالحة، إلا أن المسلمين استقبلوه بحذر.
وقد وقّعت الميليشيات المسيحية الثلاثاء برعاية مستشار الشؤون الأمنية "جواكيم كوكاتي" تعهداً بوقف الانتهاكات ضد مسلمي "بودا".
وينص التعهد على وقف استعمال الأسلحة، وعلى التعاون مع القوات الفرنسية، فضلاً على الامتناع عن الاعتداء على مسلمي بودا.
من ناحيته، أشاد نائب رئيس جمعية الإطارات المسلمين "عبد العزيز ميريغا" بمبادرة الوزارة الأولى قائلا "نحن نريد السلام" .
وأضاف "هي خطوة نحو المصالحة رغم أن الجالية المسلمة تطلب أكثر من ذلك، أي تشاوراً مباشراً مع الأنتي بالاكا ومع السلطات الإدارية والمحلية ومع جميع أهالي ودا".
من جهته، أكد راعي المبادرة "جواكيم كوكاتي" أن الأمر يتعلق بـ :"تعهد من "الأنت بالاكا" تجاه الدولة وشعب إفريقيا الوسطى في اتجاه المصالحة الوطنية"، فيما لم يشر إلى من قام بتمثيل ميليشيا "أنت بلاكا" في التوقيع على التعهد.
ودعا "كوكاتي" إلى تجنب أي خلط في الأمور ما بين مدنيين مسلمين وميليشيات الـ "سيليكا" ذات الأغلبية المسلمة من جهة، وما بين ميليشيات الأنت بالاكا ومدنيين مسيحيين من جهة أخرى.
وفى أبريل/ نيسان الماضي، أعلن المجلس الوطني الانتقالي في أفريقيا الوسطى، اختيار دجوتوديا، رئيسًا مؤقتًا للبلاد، وأعلن الأخير أنه سيسلم السلطة عام 2016، أي بعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات.
وجاء اختيار دجوتوديا بعد شهر واحد من إطاحة مسلحي مليشيا "سيليكا" المسلمة بالرئيس السابق فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003.
وبعد تنصيب زعيم ميليشيات "سيليكا"، دجوتوديا، رئيسا للبلاد، واصلت فلول مليشيا "سيليكا" شن غاراتها على أجزاء واسعة من البلاد، في ظل ارتكاب جرائم قتل ونهب بحق ذوي الأغلبية المسيحية، الذين لجأوا بدورهم إلى العنف، ما أفضى إلى تصاعد التوترات الطائفية.
وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين مسلمين ومسيحيين، شارك فيها مسلحو "سيليكا" و"أنت بالاكا" المسيحية، وأسفرت عن مقتل المئات، وفقا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتشكل المجلس الوطني الانتقالي من 135 عضوا، عينهم رئيس أفريقيا الوسطى الانتقالي، ميشيل دجوتوديا، في أبريل / نيسان الماضي، بعد شهر واحد من الإطاحة بسلفه فرانسوا بوزيزي، في محاولة لإضفاء الشرعية على قيادته للبلاد.
وتشكل المجلس من أعضاء مثلوا مختلف الأحزاب السياسية في البلاد، وكذلك الأديان والمؤسسات التقليدية والثقافية، وائتلاف "سيليكا".
ويعتبر التعهد خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ أن بلغ الصراع ذروته في ديسمبر/ كانون الثاني 2013.
يشار إلى أن "جواكيم كوكاتي" كان قائداً في جيش إفريقيا السطى ورئيساُ سابقا لضباط إفريقيا الوسطى الأحرار، "حركة مسلحة معارضة لنظام فرانسوا بوزيزي"، ووزيراً سابق للشركات الصغرى والمتوسطة تحت حكم "بوزيزي" في إطار حكومة الوحدة الوطنية.
وقد انضم "كوكاتي" إلى "الأنت بالاكا" وشغل ضمنها خطة منسق قبل أن يقع تعيينه في منصب مستشارا أمنيا بدرجة وزير في الحكومة بإسم هذه الحركة.
ويتمتع المجلس بكافة الصلاحيات البرلمانية والتشريعية، باستثناء الحق في سحب الثقة من الحكومة، وانتخب لاحقا دجوتوديا رئيسا مؤقتا للبلاد لمدة 18 شهرا، يقوم خلالها بالتحضير للانتخابات العامة، وكان جوتوديا قد أعلن نفسه رئيساً بعد أن أطاح بالرئيس السابق فرانسوا بوزيزي، قبل أن يتم انتخابه من قبل المجلس.