يعكف الباحثون على دراسة تفاصيل كراس رسومات يعود لما يقارب عام 1530 يحتوي على رسومات لقطط وحمائم مربوط عليها ما يشبه الجرة التي يخرج منها النار. ويراها الباحثون وثيقة تؤرخ للحروب وإن كان البعض يشكك في أن مثل هذا الأسلوب تم استخدامه.
وبحسب صحيفة "اندبندنت" فإن الرسومات الموضحة بنصوص باللغة الألمانية، ترشد قواد الجيش لاستخدام الأسلوب "لحرق قلاع أو مدن العدو التي لا تستطيع الوصول إليها".
وتبين الصورالقطط والحمائم وكأنها تدفع بقوة نفاثة باتجاه الهدف، في
مخطوطة حيرت الخبراء العسكريين.
والمخطوطة من إنتاج ضابط المدفعية فرانز هيلم من كولون الذي يعتقد بأنه خاض بعض الاشتباكات مع الأتراك العثمانيين في وسط جنوب أوروبا، في وقت دخل فيه ملحُ البارود الحروبَ وغير أساليب القتال.
ويبدو أن الكتاب وزع على قيادات الجيش بشكل واسع حيث كان هناك رسوم توضيحية من أكثر من رسام لكتاب التعليمات هذا، وكان مليئا بالرسوم الغريبة من قنابل معبئة بالشظايا إلى عبوات ناسفة يخرج من غلافها ما يشبه المسامير.
ويقول المؤرخ والخبير في العلوم الإنسانية في مكتبة جامعة بنسلفانيا ميتش فراس "يبدو في الصور أن لهبا ينبثق من الأجهزة المربوطة على جسد تلك الحيوانات".
وبحسب ترجمة الخبير فإن هيلم، مؤلف الكتاب، يوضح أن هذه الحيوانات يمكن استخدامها لحمل قنابل حارقة ويقول "إن كنت تريد أن تعاقب بلدة ما أو قلعة فعليك أن تحصل على قطة من ذلك المكان.. واربط كيسا لظهر القطة وأشعله حتى يبدأ في التوهج ثم أطلقها تجاه البلدة أو القلعة حيث أنها ستحاول أن تختبي في مخزن قش أو تبن لخوفها من النار فتشعل المخزن".
وأضاف الخبير أنه لم يجد أي أدلة على استخدام
القطط أو الطيور كوسيلة لإيصال القنبلة الحارقة بحسب وصفة هيلم، ويعلق على الفكرة قائلا إنها فكرة طائشة حيث أنه ليس من المتوقع أن تعدو القطة إلى بلدتها وغالبا ما تتسبب بحريق في مخيم الجيش الذي يفخخها.
والوسائل الغريبة في الحرب ليست أمرا حديثا، ففي عام 184 قبل الميلاد في معركة بين الملك ايومينس الثاني ملك بيرغامون والملك براسياس الأول ملك بيثينيا قام هنبعل، الذي شغل منصب قائد الأسطول البيثيني، بقذف قدور ملأى بالأفاعي السامة من المنجنيق في سفن العدو مما جعلهم يهربون وكسب المعركة.