نقلت مجلة "ايكونوميست" البريطانية عن مسؤولين غربيين، قولهم أن تقديم
تعويضات للأردن تقدر حاليا بمليارات الدولارات يمكن أن تقنع الأردنيين لمساعدة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في إيجاد حل للصراع "الفلسطيني- الإسرائيلي" وتوطين 4.5 مليون فلسطيني يقيمون في الأردن بما فيهم 3.5 مليون يحملون
الجنسية الأردنية، "السؤال هل سيفعلون ذلك".
وتضيف المجلة أن سكان شرق الأردن الأصليون من البدو والقرويين الذين يصل عددهم إلى 3 مليون يخشون من أن الخطة الأمريكية لإقناع القيادة الفلسطينية بالتنازل عن حق العودة سيحولهم إلى أقلية للأبد.
وتتابع أن شيوخ القبائل الأردنية يحتجون بأن اللاجئين الممنوعين من العودة سيسعون للحصول على حقوقهم الكاملة في الأردن، وهو ما شأنه أن يحول المملكة إلى دولة فلسطينية ثانية. وسيخسر البدو المعاملة التفضيلية في الوظائف الحكومية. وسيخسرون نظاما انتخابيا متحيزا لهم، ضمن لهم حتى الآن السيطرة على البرلمان، بحسب المجلة.
يقول محلل أردني: "كيري يدمر بلادنا". "إنه يحاول حل صراع بخلق آخر".ويقول أعضاء البرلمان الأردنيون، الذين يريدون تعطيل
خطة كيري، إنه يجب على الفلسطينيين التمسك بحق العودة، وفق المجلة.
وتقول المجلة إنه يتهم بالعمالة لأمريكا أولئك الناشطون الذين يطالبون بالجنسية الأردنية لمليون فلسطيني لا يعتبرون مواطنين أردنيين، وعندما طالب عضو البرلمان الأردني مصطفى حمارنة، بمنح أبناء اللاجئين الفلسطينيين حق التعلم في المدارس الحكومية والصحة ورخصة السياقة أعتبر عميلا للصهاينة.
وتتابع أنه خوفا من أن يتهموا بالعمالة لإسرائيل يعارض الكثير من فلسطينيي الأردن كيري على حد زعم تقرير المجلة.
وتقول المجلة أيضا، أنه وبعد أربعة أجيال في الأردن معظمهم ليس لديه الإستعداد للذهاب إلى أي مكان آخر ولكنهم لا يعترفون بذلك.
والكثير أيضا خائفون من استيلاء الحكومة الأردنية على التعويضات التي يفترض أن تدفع للفلسطينيين مقابل تخليهم عن العودة إلى بيوتهم في فلسطين، تقول المجلة، وتضيف أن أن مسؤولين أردنيين يقترحون أن يدفع للأردن 500 مليون دولار عن كل عام استضافت فيه الأردن اللاجئين الفلسطينيين، بينما يقترح الفلسطينيون هناك أنه يجب تعويض الفلسطينيين عن ممتلكاتهم التي أخذتها إسرائيل بعد عام 1948.
وتتابع أن الفلسطينيين في الأردن يقولون أنهم لم يشكلوا عبئا على الأردن بل كانوا هم الذين بنوا اقتصاد البلاد.
وترى المجلة أن
ملك الأردن ربما يكون له الحق أن يتردد تجاه خطط كيري. فليست المسألة أن دولة فلسطينية ستأخذ بعض المساعدات التي تذهب للأردن في الوقت الحالي، ولكن يخشى أن تسرق (الدولة الفلسطينية) الدور الذي تؤكد عليه الأردن بكونها حاجزا بين إسرائيل والعالم العربي المضطرب.
فإن قامت دولة فلسطينية مع وجود قوات مدعومة أمريكيا بين إسرائيل ونهر الأردن لا يمكنها إدعاء هذا الدور. والأردنيون لا يريدون خسارته، بحسب المجلة.