تعيش "
إسرائيل" حالة قلق شديد، في أعقاب قرار الحكومة الأسبانية منح أحفاد
اليهود الذين غادروا أسبانيا قبل 500 عام
الجنسية الأسبانية.
وتخشى النخب الإسرائيلية الحاكمة والمرجعيات الدينية في تل أبيب، أن يفضي القرار الأسباني إلى هجرة عكسية واسعة النطاق، على اعتبار أن اليهود الذين غادروا أسبانيا هم آباء اليهود الشرقيين، الذين يشكلون حوالي 40% من اليهود في إسرائيل.
ونقل موقع "عروتس شيفع" الناطق بلسان المستوطنين أمس السبت، جملة من الفتاوى التي صدرت عن عدد من كبار الحاخامات، "تحرم" الحصول على جواز السفر الأسباني؛ في حملة استباقية لتقليص تأثير القرار الأسباني على اليهود الشرقيين.
فقد اعتبر الحاخاخام شلومو أفنير، مدير مدرسة "عطيرات كوهنيم"، أهم المدراس الدينية في "إسرائيل" ومن أبرز مرجعيات التيار الديني الصهيوني، أن القرار الأسباني يمثل "رشوة لإغراء اليهود الشرقيين لترك إسرائيل، والتوجه لأسبانيا للإسهام في إعفاء اقتصادها المنهار".
وفي فتوى صادرة عنه، ذكر الحاخام أفنير اليهود الشرقيين، بأن الأسبان هم الذين قاموا بطرد اليهود "وبالتالي يتوجب عدم الغفران لهم على ذلك"، مشدداً على "حرمة" استخراج جواز سفر أجنبي.
وأضاف أفنير: "جواز السفر الإسرائيلي يسوى أكثر بكثير من جواز السفر الأسباني، أنهم يحاولون استمالتنا إليهم لكي ننقذ اقتصادهم، أنهم يصورون الأمر وكأنهم يسدون لنا معروفاً، لكننا لسنا بحاجة إلى هذا المعروف".
وأردف قائلاً: "لقد حبانا الرب دولة خاصة بنا، ويتوجب علينا أن نشعر بالسعادة لأننا مواطنون في هذه الدولة، دولتنا أقوى من دولتهم واقتصادنا أقوى من اقتصادهم، علاوة على أنهم لم يقدموا على فعل أي شيء للتكفير عن قيامهم بطرد آبائنا".
واعتبر أفنير أن الخطوة التي يتوجب على أسبانيا القيام بها، في حال أرادت التكفير عن "خطاياها" تجاه اليهود، هو أن تدعم سياسياً "إسرائيل" وتتصدى للهجمات التي تتعرض لها.
وانضم الحاخام حاييم دروكمان، مدير مدرسة " أور تسيون"، أحد أبرز المرجعيات الدينية في التيار الديني الصهيوني، للمحذرين من التأثر بالقرار الأسباني، مشدداً على أن اليهود لا يحتاجون "منة" من أسبانيا، لأنهم لا يحتاجون الجنسية وجواز السفر الأسباني.
من ناحيته، أفتى رئيس المحكمة التوراتية في القدس المحتلة الحاخام إلياهو أبرجيل، بـ "حرمة" الحصول على الجواز السفر الأسباني، مشيراً إلى أن المراجع الدينية اليهودية السالفة أفتت بعدم جواز الرجوع لأسبانيا.
يذكر أن قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، قد كشفت النقاب في أيلول الماضي النقاب عن إن 16 ألفا إسرائيلياً، يغادرون إسرائيل سنوياً للغرب، بحثاً عن ظروف حياة اقتصادية أفضل.
وحسب نتائج استطلاع للرأي نظمته القناة في أوساط الإسرائيليين، تبين أن 56% منهم يفكر في الهجرة من إسرائيل، بفعل ما يوصف بالضائقة الاقتصادية.
وعلى الرغم من أن معدل الدخل السنوي للفرد في إسرائيل، يبلغ حوالي 21 ألف دولار، تبين أن العامل الاقتصادي هو الدافع الرئيس للهجرة العكسية.
وذكرت صحيفة "معاريف" بتاريخ 12-11-2013، أن المشاكل الاقتصادية الرئيسة التي تدفع للهجرة للولايات المتحدة وأوروبا، هو ارتفاع أسعار الشقق السكنية والطعام والوقود، علاوة على الفرق الكبير في الأجور بين إسرائيل والغرب، منوهة إلى أن متوسط الأجور في إسرائيل أقل من مستواها في كل الدول الغربية.