روىت الكاتبة
الإسرائيلية هداس هروش، ما حدث في مؤتمر الأمن الدولي، في ميونخ نهاية الأسبوع الماضي، بين رئيس مخابرات السعودية الأمير تركي
الفيصل ووزيرة عدل الكيان الإسرائيلي تسيبي
ليفني.
وبحسب الكاتبة، فقد تفاجأ الجمهور الذي شارك في النقاش حول موضوع السلام الإسرائيلي الفلسطيني عند سماع رئيس مخابرات السعودية، الأمير تركي الفيصل، يوجه الإطراءات بشكل واضح ومباشر إلى وزيرة العدل الإسرائيلية والمندوبة عن المفاوضات مع الفلسطينيين، تسيبي ليفني.
وتلفت هروش إلى أنه شارك في المؤتمر كل من ليفني، ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، صائب عريقات، والمبعوث الأمريكي للمحادثات، مارتين إنديك. ودار جدال بين ليفني وعريقات حول مسألة الاعتراف المتبادل بين إسرائيل والدولة الفلسطينية. وادعت ليفني أن "إنهاء النزاع سيكون فقط على أساس دولتَين لشعبَين - دولة الشعب اليهودي ودولة فلسطينية".
وقالت "إن الفلسطينيين قد اختلقوا شرعية لإقامة دولة لهم لأن الشعب اليهودي قد بنى إسرائيل، وسيكون انتهاء النزاع بتفاهم مشترك بأن كل واحدة من الدولتين تشكل حلا قوميًّا بالنسبة لأحد الشعبين"، بحسب ما أورد الكاتب.
ويقول إن ليفني أشارت أيضًا، إلى السعر الإقليمي الذي ستضطر إسرائيل أن تدفعه لقاء هذا الاعتراف، موضحة أهمية الترتيبات الأمنية، والحاجة إلى ضمان عدم تحوّل "الضفة الغربية إلى نسخة أمنية من غزة".
وهنا توجه إليها الأمير فيصل من بين الجمهور عندما أنهت حديثها، وقام بخطوة نادرة، عندما مدحها علنًا أمام جميع الحاضرين في المؤتمر على أقوالها الصريحة قائلا: "أنا أعلم السبب وراء كونك ممثلة إسرائيل للمفاوضات"، على حدّ تصوير الكاتب للموقف.
وبحسب هروش، كان رد ليفني على ذلك بالقول: "ليتك كنت قادرًا على الجلوس معي على المنصة والتحدث حول ذلك"، وبذلك نوهت إلى رغبة إسرائيل في تحويل التعاون السري الذي يتم مع دول
الخليج، حسب ما تأتي به وسائل الإعلام، إلى تعاون علني.
وتوضح الكاتبة في موقع "المصدر" الإسرائيلي أنه صحيح أن المسؤول السعودي لم يلب الدعوة، لكنه جلس خلال المؤتمر أحيانا بجانب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي سابقا، إيهود باراك، وتحدث معه.
يشار إلى أن باراك، الذي أشغل منصب وزير الدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو السابقة، كان من أبرز من دعوا إلى توطيد العلاقات مع دول الخليج.