لا يكاد يمر يوم في
مصر حاليا دون أن يطالع المرء دعوات "مكارثية" تطالب بـ"إبادة" مؤيدي الشرعية ومعارضي الانقلاب، وخصوصا جماعة "
الإخوان المسلمين" التي أصبح أعضاؤها بين قتيل ومعتقل وغير آمن على نفسه، والتهمة جاهزة: الانتماء إلى "تنظيم إرهابي"، وأحكام القضاء المشددة في الانتظار!
ويبدو أن الدوائر الخاصة بقضايا "الإرهاب" التي قال الرئيس المؤقت عدلي منصور إنه خاطب النائب العام من أجل تفعيلها؛ لم تكن لتكفي في "التوجه الديمقراطي" الذي أصبحت مصر تتشح به في ظل الانقلاب لملاحقة المعارضين السلميين والمطالبين بالحفاظ على المسار الديمقراطي. فكما يبدو أن الوسائل كافة التي اتبعتها سلطات الانقلاب بحق جماعة الإخوان المسلمين ومؤيديها وأنصارها والمتعاطفين معها لم تعد تجدي.. لذا أصبحنا نطالع دعوات جديدة تدعو لإبادتهم جميعا.
وأحدث تلك الدعوات ما أبرزته صحف الاثنين (27 /1/2014) من مطالبة رئيس نادي القضاء المستشار أحمد
الزند بتكوين مجلس حرب برئاسة وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي لملاحقة الإخوان داخل مصر، ودعوة الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر - في حواره مع جريدة "الوفد" - إلى تطبيق "حد الحرابة" بحق "الإخوان الإرهابيين"، كما ذكرت الصحيفة.
مجلس حرب لمواجهة الإخوان
فقد نقلت جريدة "الدستور" الاثنين عن الزند مطالبته بضرورة "تأسيس مجلس حرب برئاسة السيسى لمواجهة تنظيم الإخوان مواجهة حاسمة، وصد جميع العمليات الإرهابية التى يقوم بها لزعزعة أمن واستقرار الدولة المصرية، وخلق الفوضى بها بعد فشلة السياسي فى حكم البلاد" حسب قوله.
وقال الزند: "إن فترة حكم الإخوان لمصر كانت عقوبة من الله، وإن الإخوان كانوا يريدون العودة بالبلاد إلى عهد الجاهلية، واعتبروا كل من عارضهم عدوا لهم" وفق تعبيره.
وتابع الزند خلال لقائه على قناة "صدى البلد" أن خصومته للإخوان "شرف" له، متهما إياهم بمحاولة اغتياله بسبب معارضته لهم، واعتبر أن نجاته من محاولة الاغتيال كانت "رصاصة في قلب الاخوان".
"حد الحرابة"
على صعيد متصل، نقلت جريدة "الوفد" عن سعد الدين الهلالي، وهو أحد ممثلي لجنة الخمسين المعينة لتعديل الدستور، قوله: "أطالب بتطبيق "حد الحرابة بحق الإخوان الإرهابيين".
وقال الهلالي: "المخربون والقاتلون الذين يلقون الرعب في قلوب الناس ليس لهم حكم إلا قول الله تعالى في سورة المائدة: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَ?لِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ".