بين الخيام المنصوبة لجمع التبرعات لمخيم اليرموك المحاصر، يطل طفل صغير قائلاً: "أريد أن أتبرّع بعلبة غذاء صغيرة." لتنظر بعينيك وترى الطفل وقد جمع مبلغاً بسيطاً من ماله ودفعه لشراء ما يمكن أن يتبرّع به.
تنطلق في جميع محافظات الضفة الغربية حملات شبابية وإعلامية لجمع التبرعات ووقف الكارثة الإنسانية التي يعانيها اللاجئون الفلسطينيون في
مخيم اليرموك المحاصر بسوريا منذ أكثر من 183 يوما، وقضى فيه أكثر من 50 لاجئًا فلسطينيًا جوعًا؛ حيث قامت الإذاعات الفلسطينية بتشكيل بث إذاعي موحد لما يقارب 60 محطة إذاعية لبث حملة تضامنية واسعة .
عبد الله السيد مدير دائرة البرامج في إذاعة جفرا الفلسطينية يقول لـ "عربي21": "الحملة كانت بمبادرة من الأخوة في إذاعة راية اف ام لدعم الأهل في مخيم اليرموك نتيجة الحصار الذي يحدث، بدأت هذه المبادرة ليتم جمع التبرعات بكافة أنواعها ويتم إرسالها للوفود الفلسطينية، الذين يحاولون أن يدخلوا هذه التبرعات للأهل في مخيم اليرموك."
ويستكمل حديثه "هذه الحملة شاركت فيها 60 إذاعة فلسطينية وقنوات فضائية وكانت موجة مفتوحة وموحّدة في جميع أنحاء فلسطين في الضفة وغزّة في اتصالات ومشاركات قيادات منظمة التحرير في لبنان وسوريا وكافة الدول العربية، وكذلك أبناء المخيمات الأخرى مثل مخيمات الأردن ولبنان وحتى في مخيم اليرموك أيضاً."
وعن سبب مشاركة الإذاعات جميعها قال السيد: "القضية الفلسطينية قضية عربية تخص العالم العربي بشكل عام وفلسطين هي البوصلة، نحن لاجئون فلسطينيون تهجرنا من أرضنا لعدة دول ومررنا بالكثير من المآسي."
ولم يتوقف الأمر على الإعلام فحسب بل كان للشباب دورهم في حملات التضامن وجمع التبرعات التي انطلقت بكافة المدن الفلسطينية.
مريم داغر الطالبة في جامعة بير زيت والمنسقة الرسمية لحملة دعم مخيم اليرموك -شريان الحياة- قالت لـ "عربي21": "حملة التضامن وجمع التبرعات التي نقوم بها بدأت في مدينة بيت لحم ومن ثم إلى رام الله وجنين وبقية المدن والقائمون عليها ثلاثة طلبة من جامعات مختلفة وليست تابعة لأي فصيل سياسي, وهدف الحملة هو جمع اكبر قدر ممكن من المساعدات لمخيم اليرموك إن كانت مواد غذائية أو ملابس أو حتى تبرعات نقدية."
وتكمل "نحن نعمل بكافة الأصعدة ابتداء من الإعلام ونشر الفكرة أكثر بين الناس, ونعمل على تصميم البوسترات ونحاول أن نتوصل مع المدارس والجامعات من اجل نشر كوبونات تبرع بمعايير نقدية مختلفة, وفي رام الله يفترض أن تبدأ الحملة أمس كونها بدأت في بيت لحم إلا انه لم يتوفر لنا مكان بوسط رام الله لجمع التبرعات إلا أننا نعمل على بدء ذلك ونتلقى اتصالات كثيرة من الناس اللذين لديهم الرغبة بالتبرع ومن كافة الأماكن الفلسطينية تصلنا اتصالات."
وعن توفر الفكرة لديهم قالت داغر: "الفكرة بدأت بيننا بعدما رأينا المعاناة والحصار القائم على مخيم اليرموك, علمنا أن هناك حملة في بيت لحم, فتواصلنا معهم وطلبنا انه نكون فرع لمجموعة شريان الحياة في رام الله حتى تكون الجهود موحدة".
أما الطالب الجامعي أحمد أبو الشيخ فيقول لـ"عربي21": "الحملة قام بها مجموعه من الناشطين من كافة أنحاء الوطن والـ48 تحت شعار -من الوطن إلى الشتات- هدفها جمع التبرعات لأهلنا في مخيم اليرموك ولنشعر بمأساتهم والعمل بدأ من مدينة بيت لحم باعتصام كان الأحد الماضي أمام ساحة المهد وجمعوا بعض التبرعات والعمل مستمر برام الله حتى انتهاء الأزمة."
وكذلك الأمر بالنسبة لحملة تطوع التي انطلقت في جميع مدن الضفة الغربية, أكرم قعدان منسق العمل التطوعي الميداني – طولكرم تحدث لـ"عربي21" قائلاً: "نقوم بحملة تطوع لإغاثة الأخوة في مخيم اليرموك اللذين يعانون من أحوال قاسية من البرد والجوع, والحملة منسقة على أعلى المستويات وجميع المحافظات, ونحن انطلقنا منذ أمس السبت وستستمر لمدة خمسة أيام, وهناك إقبال كبير من الناس والحملة أشعرتنا كثيراً بمدى إحساس المواطن الفلسطيني بشقيقه الفلسطيني في الشتات, فبعض الأطفال تراه ذاهبا صباحاً إلى المدرسة ويقوم بالتبرع بما يستطيع حتى أن بعض الأطفال قاموا بشراء علب شيبس للتبرع بها من مصروف يومهم."
وفي وقت سابق من صباح اليوم، أغلق نشطاء شباب مقر منظمة التحرير في مدينة البيرة، ومنعوا العاملين في المنظمة من الدخول لمكاتبهم، وذلك احتجاجا على ما وصفوه بتقاعسها عن إغاثة اللاجئين في مخيم اليرموك.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حذرت مؤخرا من خطورة الوضع الإنساني المتردّي في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق حيث لا يزال محاصرا منذ أكثر من 183 يوماً.