قال وزير الخارجية التركى، أحمد داود أوغلو الخميس، إن هناك شراكة بين النظام السوري و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" (
داعش)، مشيرا إلى أن بلاده لا تدعم الاصوليين.
وأوضح أوغلو في تصريحاته لوكالة "الأناضول"، أنه "في وقت تنامت فيه قوة المعارضة بشمال
سوريا، ظهر تنظيم داعش ... هناك شراكة بينهم وبين النظام" مشيرا إلى أن النظام "يستغل ممارسات العنف التي تقوم بها بعض التنظيمات المتشددة ليظهر نفسه على أنه أهون الأمرين".
وأضاف أوغلو أن "
تركيا تقف إلى جانب جميع فئات وأعراق الشعب السوري"، مضيفًا أن بلاده حذرت نظام الأسد منذ البداية من مغبة الحكم استناداً إلى أقلية طائفية، وأكدت على ضرورة اشراك جميع الفئات في الحكم.
وأفاد أن قوات الأمن والمخابرات السورية استمرت بإطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين طيلة 10 أشهر، إثر اندلاع المظاهرات في البلاد، موضحًا أن بلاده فتحت أبوابها أمام جميع اللاجئين السوريين، بغض النظر عن إثنيتهم أو انتمائهم الطائفي.
وأوضح الوزير التركي داود أوغلو أن الضباط السوريين الذين انشقوا عن النظام ليسوا ارهابيين، إنما رفضوا ممارسة الظلم على أبناء شعبهم، كالعميد "فاير عمرو" رئيس المجلس التركماني السوري، الذي رفض المشاركة بقتل أخوته السوريين وانشق عن النظام وقدم إلى تركيا.
وقال إن على جميع العناصرالأجنبية في سوريا الخروج منها، مؤكدًا أن تركيا لم تدعم التنظيمات الأصولية على الإطلاق.
وأردف: "بالنسبة لنا فإن العناصر التابعة للنظام السوري، وعناصر حزب الإتحاد الديمقراطي "الكردي السوري"، وعناصر القاعدة، جميعها عوامل تهدد الأمن"، مشددًا على أن تركيا تقف إلى جانب كل من يعمل من أجل المحافظة على وحدة سوريا وينبذ التطرف والإرهاب.
وأفاد أن من صنع المستنقع السوري، هو الظلم المتمادي الذي قام به نظام الأسد ضد أبناء شعبه، مضيفًا أن بعض التنظيمات الأصولية تتبع أساليب خاطئة إلى حد يظهر النظام السوري وكأنه "أحلى الأمرين".
وحول مسألة مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2، أفاد دواد أوغلو أن الموقف التركي واضح جداً، ويؤيد مشاركة المعارضة السورية في المؤتمر، معربًا عن ترحيبه بمشاركة إيران في المؤتمر ، ومؤكدًا على ضرورة تقبلها القرارات المنبثقة عن جنيف 1.
وانتقد داود أوغلو تعامل الأمم المتحدة مع الأزمة الإنسانية في سوريا، قائلًا إن المنظمة الدولية لم تتمكن من اتخاذ موقف حيال أكبر خسائر بشرية في القرن الحالي، وإن المنظمة، التي لا تملك القدرة على اتخاذ قرار ليس لديها القدرة على التنفيذ.
واستطرد:"إن كان هناك ما يسمى المجتمع الدولي، فإن سوريا هي المكان الذي فقد فيه هذا المجتمع الدليل على وجوده".
وحول البترول العراقي أفاد الوزير التركي أن مصلحة تركيا تصب في حل الخلاف بين الفرقاء العراقيين، ونقل موارد الطاقة من العراق عبر الأراضي التركية.
وأشار إلى أنه تم اتخاذ كافة التدابير اللازمة لكيلا لا تصاب الشركات التركية أو المواطنون الأتراك في العراق بأي أذى نتيجة الاشتباكات الدائرة فيه.
وعن زيارة رئيس الوزراء التركي، "رجب طيب أردوغان"، المزمعة إلى إيران في غضون الشهر الجاري أفاد داود أوغلو أن الزيارة ستتناول جميع القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية، إضافة إلى ملف الأزمة السورية، مضيفًا أن العلاقات التجارية التركية الإيرانية جيدة للغاية.