«العوامّ هم قوتُ المستبد وقوّتُه، بهم عليهم يصول وبهم على غيرهم يطول، يأسرهم فيتهللون لشوكته ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقاء الحياة، ويهينهم فيُثنون على رفعته، ويُغرى بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف بأموالهم يقولون عنه أنه كريم، وإذا قتل ولم يُمثِّل يعتبرونه رحيما، ويسوقهم إلى خطر الموت فيطيعونه حذر التأديب، وإن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلوهم كأنهم بُغاة، والحاصل أن العوام يذبحون أنفسهم بأيديهم بسبب الخوف الناشئ عن الجهل فإذا ارتفع الجهل زال الخوف.
ولا شك أن خوف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفهم بأسه، لأن خوفه ينشأ عن علم، وخوفهم ناشئ عن جهل، وخوفه من انتقام بحق، وخوفهم عن توهُّم التخاذل، وخوفه على فقد حياته وسلطانه، وخوفهم على لقيمات من النبات، وعلى وطن يألفون غيره فى أيام، وكلما زاد المستبد ظلما واعتسافا زاد خوفه من رعيته ومن حاشيته وحتى من هواجسه وخيالاته وكثيرا ما تختم حياة المستبدين الضعيفى القلوب بالجنون».
المفكر العربى عبدالرحمن الكواكبى من كتابه الصالح لكل زمان ومكان فى بلاد العرب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»
• «من اليسير دائما على المثقف ومما يساعده على تحقيق شعبيته، أن يستسلم لطُرُق التبرير التى تجعله يحس بأنه على حق، تلك الطرق التى تُعمى البصر عن إدراك الشرور التى تُرتكب باسم مجتمعه العرقى أو القومى، ويصدق هذا بصفة خاصة فى فترات الطوارئ والأزمات، ففى غضون حشد المشاعر القومية لدعم حرب جزر الفوكلاند أو حرب فيتنام، على سبيل المثال، كان التساؤل عن عدالة أى حرب يُفسّر بأنه معادل للخيانة، ولن يجد المثقف سبيلا أقدر من هذا إلى فقدان قلوب الجماهير، لكن عليه بالرغم من ذلك أن يرفع صوته مُنددا بهذا الضرب من ضروب القبلية دون حساب لما قد يكلفه ذلك على المستوى الشخصى»
المفكر الفلسطينى
إدوارد سعيد من كتابه (المثقف والسلطة)
• «عندما بدأت تراودنى هذه الأفكار، أخذ كل شىء يبدو مختلفا لدى، وبدأ هذا النظام الذى أرصده، وتلك المحاكمات نفسها تأخذ شكل كائن خاص وغريب أمام عينى، كأخطبوط، أخطبوط عملاق يعيش فى أعماق المحيط السحيقة، ويمتلك قوة حياة هائلة للغاية، وعددا من الأرجل الطويلة المتعرجة، ويتجه صوب وجهة ما ويمخر ظلام المحيط، إننى أجلس هناك أستمع لتلك المحاكمات، إلا أن كل ما يتراءى لى هو ذلك الكائن، إنه يأخذ أشكالا مختلفة، فأحيانا هو الدولة وأحيانا هو القانون، وأحيانا يأخذ أشكالا أشد صعوبة وأخطر من ذلك، قد تستطيع بتر أرجله، لكنها لا تلبث أن تنمو مرة ثانية، وليس باستطاعة أحد أن يقتله، إنه يمتلك قوة هائلة ويعيش فى أعمق أعماق المحيط، ولا أحد يعرف أين يوجد قلبه، لقد انتابنى عندئذ فزع هائل وبعض اليأس، وشعرت بأننى لن أفلت من هذا الشىء مهما ذهبت بعيدا، وهذا الكائن، وهذا الشىء لا يعبأ بأننى أنا أو أنك أنت، ففى ظل وجوده، يفقد البشر جميعا أسماءهم ووجوههم، ونتحول جميعا إلى علامات وأرقام».
الكاتب اليابانى هاروكى موراكامى من رواية (ما بعد الظلام)
• «الكاتب هو الشخص الذى يولى العالم انتباهه»
سوزان سونتاج
• «ما نفع الجذور إذا لم يكن بإمكانك اقتلاعها معك إلى حيث تكون»
جرتورد شتاين
• «إذن، لم أعد إلى البشر أتوجه، بل إليك يارب جميع الكائنات والأزمان، فإن جاز لمخلوقات ضعيفة، تائهة فى فضاء العالم اللا محدود، وغير منظورة من قِبل بقية الكون، أن تتجرأ فتطلب منك شيئا، أنت يا من رسم كل شىء ويا من قضاؤك ثابت وسرمدى، فهو أن تتلطف وتنظر بعين الرحمة والشفقة إلى الأخطاء والضلالات المترتبة على طبيعتنا، ولا تسمح بأن تكون هذه الأخطاء والضلالات سبب هلاكنا.
أنت لم تمنحنا قلبا كى نبغض بعضنا بعضا، ولا أيادى كى نذبح بعضنا بعضا، اجعلنا نتآزر لنحمل عبء حياة صعبة وعابرة، ولا تسمح بأن تغدو الفوارق الطفيفة بين الملابس التى تغطى أجسادنا الواهنة، أو بين لغاتنا التى هى سواء فى عدم اكتمالها، أو بين عاداتنا السخيفة، أو بين قوانيننا التى تشكو من ألف علّة وعلّة، أو بين آرائنا المغلوطة، أو بين شروط حياتنا الشديدة التفاوت فى نظرنا والمتساوية تماما فى نظرك، لا تسمح بأن تغدو كل هذه الفوارق الطفيفة، التى هى من السمات المميزة لتلك الذرّات المسماة بشرا علامات حقد واضطهاد».
من (صلاة إلى الله) جعلها المفكر الفرنسى الشهير فولتير ختاما لكتابه (رسالة فى التسامح).
• «سأخبركم بما سوف أفعله وما سأحجم عن فعله، لن أعبد ما لا أؤمن به، سواء أطلق على نفسه اسما منزلى أو وطنى أو كنيستى، وسوف أحاول التعبير عن نفسى بأسلوب ما من أساليب الحياة أو الفن، وبأقصى ما أستطيع من حرية ومن استغراق كامل، ولن أدافع عن نفسى إلا بالأسلحة الوحيدة التى أسمح لنفسى باستخدامها، ألا وهى الصمت والمنفى والدهاء»
جيمس جويس من روايته (صورة الفنان فى شبابه)
• «فى عالم الاطفال الصغير ليس هناك ما هو أصفى ولا أوضح من إدراك الظلم والشعور به»
تشارلز ديكنز
• «لا أمل، التاريخ يقول فى هذا الجانب من القبر، ولكن عندها، مرة فى العمر، يعلو مد العدل المأمول، وتسقط لا من لا أمل».
الشاعر الأيرلندى الحاصل على نوبل شيموس هينى
(الشروق)