امتدحت صحيفة "معاريف"
الإسرائيلية كثيراً شخصية وسلوك
فتح الله غولن، خصم رئيس الوزراء التركي طيب رجب
أردوغان، مشيدة برفضه تنظيم " أسطول الحرية " وانفتاحه على الإسرائيليين.
وفي تحقيق (بروفايل) حول شخصية غولن نشره مساء السبت، أشار موقع الصحيفة إلى أن الصراع بين أردوغان و حركة "حزمت" (اي الخدمة بالتركية) التي يقودها غولن بدأ بسبب الانتقادات التي وجهها الأخير لقرار حكومة أردوغان منح مظلة لأسطول الحرية، الذي توجه لفك الحصار عن غزة أواخر مايو 2010.
ويذكر أن ستة من المواطنين الأتراك قد قتلوا عندما هاجمت وحدة عسكرية إسرائيلية خاصة سفينة مرمرة.
ونقلت "معاريف" عن الصحافي التركي كريم بلتسي، الذي يعمل محرراً في إحدى الصحف التابعة لجماعة غولن قوله أن "حزمت" عارضت تسيير أسطول الحرية لأن "قيمها ترفض العنف وتؤيد أنشطة معتدلة تضمن استقرار البيئة الإقليمية".
وأضاف بلستي قائلاً أن غولن انتقد بشدة سلوك حكومة أردوغان لأنها لم تحل دون تنظيم "أسطول الحرية"، مشيراً إلى أن غولن كان يرى ضرورة أن يتم نقل المساعدات لغزة عبر إسرائيل، مشيراً إلى أن ما حدث يبرز الفرق بين "حزمت" وأردوغان.
ونوه بليستي إلى أن “حزمت” عارضت سلوك أردوغان تجاه البرنامج النووي الإيراني وعدم اتخاذه موقفاً صارماً ضدها، مشيراً إلى أنه كان يتوجب عليه اتخاذ موقف ضد التوسع الإيراني.
ولم يفت بلستي الإشارة إلى أن البرنامج النووي الإيراني لا يشكل خطراً على
تركيا والسعودية ومصر والأردن" بل أيضاً على إسرائيل.
ولفتت "معاريف" الأنظار إلى أن غولن، وهو شاعر قصائد عاطفية، لم يتردد في الموافقة على أن يقوم الملحن الإسرائيلي كوبي فرحي بتلحين إحدى قصائده، مشيرة إلى أن هذه القصيدة وردت في ديوان نشر تحت عنوان " ألون السلام "، منوهة إلى أن الملحن فرحي ينتمي إلى فرقة "Orphaned Land" الإسرائيلية.
ولم تستبعد "معاريف" أن ينجح غولن في الدفع نحو إسدال الستار على حقبة أردوغان في السياسة الشرق الأوسطية، مشيرة إلى أن دعم جماعة غولن كان حاسماً في تحقيق أردوغان لانتصاراته الانتخابية.
وأشارت "معاريف" إلى أن أهمية غولن تكمن في حقيقة تزعمه حركة “حزمت”، التي يصل عدد أعضائها إلى أربعة ملايين شخص، علاوة على إدارتها شبكة من المدارس والكليات وجامعة وصحف وقنوات تلفزة، إضافة إلى أنها تضم عددا كبيرا من رجال الأعمال المهمين.
وتوقعت الصحيفة أن يوجه الشباب المنتمين لـ “حزمت”، والذين استوعبهم أردوغان في سلك القضاء والشرطة والمخابرات صفعة قوية له، مشيرة إلى اتهام أردوغان لهم بالتواطؤ ضده في تفجير قضية الفساد الأخيرة.
وأشارت معاريف إلى أن أعضاء من حركة “حزمت” زاروا إسرائيل وتلقوا تعليماً في مؤسساتها.
وذكرت الصحيفة أن جماعة غولن طلبت في السابق من إسرائيل السماح لها بافتتاح ثلاث مدارس في مناطق السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أنه بعد البحث عن طابع المدارس التي يديرها غولن تبين أنها ذات تعليم علماني، حيث يتم التركيز على تعليم اللغات الأجنبية والعلوم.
وأكدت الصحيفة أن غولن سبق له أن التقى بالحاخام الأكبر لإسرائيل باكشي درورون والبابا السابق يوحنا بولوس، مشيرة إلى أنه في شبكة المدارس التي أقامتها الجماعة في ولاية تكساس يتم رفع صور كبار موظفي الإدارة الأمريكية السابقين، وضمنهم وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت وسلفها جيمس بيكر.
وأكدت الصحيفة أن القيادة الإسرائيلية تحاول التزام الصمت وعدم التعبير عن مواقف إزاء الأزمة الداخلية في تركية "خشية أن يستغلها أردوغان للتدليل على صدقية مزاعمه بأن إسرائيل تقف وراء ما يجري في بلاده".