نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" 15 صورة للمصور السوري الشاب
ملهم بركات الذي نشرت صوره عدة وكالات أنباء عالمية، خاصة رويترز، وقتل أثناء
تصويره المعارك حول مستشفى الكندي في
حلب.
وقتل بركات خلال تغطيته معركة بين المقاتلين والنظام للسيطرة على مستشفى الكندي في حلب يوم الجمعة الماضي، وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره.
ووثقت صوره الدمار الذي أصاب مدينته؛ كما نشر آخر صورة لمقاتل من "لواء السلطان مراد" يجلس إلى جانب شعارات وكتابات قرآنية ولوحات معلقة على جدار قديم لحلب، ويبرز المقاتل الذي يحمل في حضنه بندقيته وظهره لمرآة تعكس كل الدمار الذي أصاب الحي. والتقط كذلك بركات صورا للمقاتلين في كتيبة التوحيد في أثناء راحتهم او يستحمون في الشارع بعد يوم من المعارك، وأخرى لاحق فيها ملهم بركات المقاتلين في الأزقة. والتقط المصور الشاب صورا للأطفال وهم يلعبون على طاولة بلياردو.
وبدأ بركات بإرسال صوره لوكالة "رويترز" منذ أيار/ مايو الماضي، حيث نُشرت في العديد من الصحف والمجلات العالمية نظرا لبعدها الإنساني، ولأنها تعبر عن توثيق يومي للحرب. فمن الصور التي التقطها ووزعت بشكل كبير صورة أطفال ثلاثة وهم يستخدمون غسالة قديمة كمدفأة حيث يدفئون أيديهم من اللهب المنبعث منها.
وأثنت منظمات حقوقية وصحفية على شجاعة ملهم، لكن الأسئلة ظلت تدور حول الكيفية التي قتل فيها وكيف وصل للمكان الذي قتل فيه.
ونقلت صحيفة "ديلي تلغراف" عن حنة لوسيندا سميث، وهي صحفية بريطانية، قولها إن "ملهم كان صديقي، وأول شخص قابلته في حلب. مراهق في عمر السابعة عشرة راقبته يتغير من شاب سعيد إلى مضطرب، وقد فكرة مرة بالانضمام للقاعدة". وفي النهاية "لم ينتسب للقاعدة، وبدأ العمل كمصور وأراد أن يقلد بعض المصورين الذين كان يلتقيهم".
وتقول: "سأل أكثر من مرة إن كان باستطاعته العمل معي، ورفضت لأنني لم أكن اريد أن أكون مسؤولة عن مراهق في السابعة عشرة، وبدون خبرة تدريب للعمل بمحاور الحرب، وبعد ذلك اكتشفت أنه بدأ يرسل صوره لرويترز، وآمل ان تكون الوكالة قد اعتنت به بطريقة لم أكن قادرة على القيام بها".
وأضافت: "ما يمكننا القول عن مراهق في السابعة عشرة من عمره ومات في هذه المدينة؟ وكل ما يمكننا قوله هو الآتي: كان من المفترض أن يعيش حياته وأن يكون بعيدا عن جبهات القتال".