تروج إسرائيل لخطة لنقل نحو 40 ألف من البدو العرب من قراهم إلى بلدات رغم المعارضة من جانب ناشطين ومسؤولين كبار في الحكومة والتي تهدد بإفشال الخطة.
ويقول مؤيدو الحكومة إن إعادة توطين البدو ستشجع التنمية لكن هذا قوبل بتحد مرات عديدة من سكان القرى في صحراء النقب بجنوب اسرائيل.
وقالت هدى أبو عبيد وهي طالبة بجامعة محلية فاجأت منظمين حكوميين لجولة للصحفيين بترديد شعارات وتوزيع منشورات "إنها خطة سيئة ولم يسأل أحد هنا بشأنها. إنها عنصرية وتعني طرد الناس من منازلهم دون أن يكون هناك بديل."
وقالت للصحفيين الذين كانوا يزورون موقع المنازل التي تحيط بها أكوام النفايات وحظائر الحيوانات "نحن نرى أحوال البلدات. إنها ضعيفة وفقيرة."
ويجيز مشروع قانون إجتاز القراءة الاولى في البرلمان نقل نحو 40 ألف بدوي عربي من عشرات القرى "غير المعترف بها" من جانب الدولة الاسرائيلية قسرا إلى سبع بلدات.
لكن عضو الكنيست ياريف ليفن رئيس الائتلاف الحاكم قال هذا الأسبوع أنه لا توجد "فرصة في القراءة الثانية والثالثة لإقرار مشروع القانون بشكله الحالي" مشيرا إلى أن الذين أعدوه "لم يحصلوا على تأييد (البدو)" وفق ما نقلته عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
ويعترض اليمين المتطرف في إسرائيل على الخطة أيضا قائلا إن تصورها دفع تعويضات لكثير من البدو تشمل أراضي وأموالا يبرر ما يعتبره وضع يد على الأراضي.
وكتب وزير الخارجية افيجدور ليبرمان على صفحته في فيسبوك "البدو مهتمون بالحصول ليس فقط على الجزرة .. التعويض وأراض أخرى ... وانما ايضا يعارضون العصا .. واجبهم إخلاء كل الأراضي التي يقيمون فيها بطريقة غير مشروعة."
وأضاف "لذلك يجب إعادة بحث الخطة ودراسة خطة أوسع نطاقا تلغي المزايا التي كان البدو سيحصلون عليها."
لكن دورون الموج المسؤول الذي يتولى ملف
بدو النقب بمكتب رئيس الوزراء نفى أنه سيعاد صياغة الخطة وقال "الخطة مثيرة للجدل وهذا صحيح".
وقال لرويترز "يمكنك أن ترى سبب ضرورة التوصل لحل وسط. يوجد ناس هنا يعيشون في جنوب اسرائيل.. انظر إلى المعاناة وإلى الفقر. إنها (الخطة) من أجل الناس .. وهم هنا البدو."
وتحولت احتجاجات شوارع نادرة في أنحاء إسرائيل والأراضي
الفلسطينية المحتلة بشأن هذه القضية في الشهر الماضي إلى إشتباكات بين القوات الإسرائيلية والشبان ومن بينهم كثير من عرب إسرائيل يتعاطفون مع القضية الفلسطينية.
ويقول ناشطون إن الخطة تهدف إلى تغيير الطابع السكاني لجنوب إسرائيل ومنح اليهود الأولوية في تخطيط وبناء المنازل وهي سياسات يربطون بينها وبين القيود على الإسكان وحرية التنقل في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وتوجد في صحراء النقب العديد من القواعد العسكرية ويستخدم بعضها كميادين للتدريب العسكري ومناطق للرماية بالذخيرة الحية. وتحلق الطائرات بشكل متكرر فوق مناطق البدو.