قال وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري إن بلاده لن تسمح للبرنامج النووي
الإيراني بأن يصبح برنامجا لصنع الأسلحة النووية، موضحا أنه عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أفكارا تتعلق بدعم أمن إسرائيل.
وأضاف كيري، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نتنياهو في القدس المحتلة الخميس، "أشدد مرة أخرى على أن أمن إسرائيل هو على قائمة أولوياتنا، وسنبذل كل جهودنا حتى لا نسمح للبرنامج الإيراني النووي بأن يصبح برنامجا لصنع الأسلحة النووية".
ومضى قائلا "نأمل في التوصل إلى اتفاق شامل يثبت أن البرنامج النووي الإيراني سلمي".
وعن العقوبات المفروضة على إيران، قال وزير الخارجية الأميركي، إن "نظام العقوبات الأساسي على قطاعي النفط والبنوك لا يزال قائما بالقطع، لم يتغير، وسنكثف جهود تطبيقه من خلال وزارة الخزانة الأميركية وعبر الهيئات المعنية في الولايات المتحدة".
وشدد كيري على أنه لن يتم تخفيف العقوبات على إيران إذا لم تلتزم بالاتفاق الذي توصلت إليه في جنيف مؤخرا مع مجموعة (5+1)، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن أمريكا وروسيا وانجلترا وفرنسا والصين بالإضافة إلى ألمانيا.
مخاوف إسرائيلية من النووي الإيراني
والشهر الماضي، توصلت طهران ومجموعة (5+1) في مدينة جنيف السويسرية، إلى اتفاق مرحلي يقضي بفتح الأولى منشآتها النووية أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "على نحو أفضل"، ووقف بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران في المرحلة الأولى التي تستمر ستة أشهر.
وقال كيري إنه "في الأيام المقبلة سنتواصل دائما مع أصدقائنا الإسرائيليين حتى نتوصل إلى اتفاق شامل يرضى الجميع، بشأن برنامج نووي إيراني سلمي".
وتابع رئيس الدبلوماسية الأمريكية مضيفا "سنبقي على اتصال مع أصدقائنا في إسرائيل والمنطقة لحين انعقاد
المفاوضات مع إيران، ونحن نسعى إلى تطبيق آليات الاتفاق الذي عقدناه في جنيف".
وأضاف "سنكون حذرين، وقلنا لكل الدول إن العقوبات على إيران لن تخفف إذا لم ينفذ النظام الإيراني المبادئ الأساسية للاتفاق".
من جانبه، قال نتنياهو في المؤتمر الصحفي "عرضت مخاوف إسرائيل من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني".
وأبدى نتنياهو معارضة إسرائيل لتخفيف العقوبات على إيران بعد اتفاق جنيف.
وقال "نأمل أن يؤدي الاتفاق النهائي الذي سيحدث بين إيران والقوى الكبرى إلى وقف البرنامج النووي لطهران".
المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
وحول المفاوضات بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني أعلن كيري، في المؤتمر تقدما واضحا، وأضاف "عرفنا دائما أن هذا مسار معقد، وأنا مؤمن أنه حققنا تقدما والجانبين ملتزمين بالعملية التفاوضية".
وأردف كيري "نحن ملتزمون بأمن إسرائيل، وقد التقيت أنا والجنرال ألين مع نتنياهو وقادة الجيش الإسرائيلي، وطرحنا مقترحات في الموضوع الأمني وسنستمر في هذه المحادثات صباح الجمعة، وليس لدينا خلافات في الموضوع الأمني والسلام الدائم في المنطقة، والعلاقة بين دولة إسرائيل والولايات المتحدة غير قابلة للكسر".
من جانبه قال نتنياهو إن "إسرائيل مستعدة لسلام تاريخي مع
الفلسطينيين يستند إلى حل الدولتين للشعبين، وثمة حاجة إلى مفاوضات حقيقية وليس بتوجيه أصابع اتهام وافتعال أزمات، وفي أي اتفاق ستضطر إسرائيل إلى الحفاظ على قدرتها للدفاع عن نفسها وبقواها الذاتية" في إشارة إلى رفضه لتواجد قوات دولية في الضفة الغربية بدلا من قوات
الكيان الإسرائيلي.
تعثر المفاوضات
وتشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن المفاوضات متعثرة بسبب مطلب إسرائيل بالسيطرة على غور الأردن وأجواء الضفة الغربية، بعد قيام دولة فلسطينية فيما يرفض الفلسطينيون ذلك ويعتبرون أن إجراءات أمنية كهذه تنتقص من السيادة الفلسطينية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الثلاثاء عن مصادر ضالعة في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قولها إن القائد السابق للقوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال جون ألين، وضع خطة أمنية من خلال محادثات أجراها مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين، بينهم وزير الدفاع موشيه يعلون، ورئيس الدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد، ورئيس شعبة التخطيط في جيش الكيان الإسرائيلي اللواء نمرود شيفر، ورئيس دائرة التخطيط الإستراتيجي في الجيش العميد أساف أوريون.
وطالب الجانب الإسرائيلي في المحادثات مع ألين ببقاء قوات جيش الكيان الإسرائيلي على طول نهر الأردن بعد قيام دولة فلسطينية، واستمرار السيطرة الإسرائيلية على المجال الجوي في الضفة الغربية، ووجود محطات إنذار إسرائيلية في عدة نقاط إستراتيجية في الضفة ومطالب أمنية كثيرة أخرى.
وقال مصدر مطلع على المحادثات مع ألين للصحيفة إن خطة ألين ستشمل استجابة مفصلة للاحتياجات الأمنية التي طرحها الكيان الإسرائيلي، وحلول أميركية بينها ضمانات أمنية ومقترحات لمساعدات عسكرية تقدمها الولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي في المستقبل.
أميركا والمحادثات بين الجانبين
وقال كيري الخميس إنه تم إحراز بعض التقدم في المحادثات بين الفلسطينيين ووالكيان الإسرائيلي وإنه طرح على إسرائيل أفكارا لتحسين أمنها في إطار اي اتفاق مستقبلي.
وقال كيري للصحفيين في القدس بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "عرفنا دائما أن هذا طريق صعب ومعقد، أعتقد أننا نحرز بعض التقدم".
وفي اعتراف بمخاوف إسرائيل من أن تسليمها جزءا من الأراضي المحتلة للفلسطينيين لإقامة دولتهم يمكن أن يجعلها عرضة للهجمات طرح كيري على نتنياهو "بعض الأفكار عن هذا التحدي الأمني تحديدا."