التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الروسية
موسكو، رئيس الاستخبارات
السعودية الأمير
بندر بن سلطان، الاربعاء وذلك بعد ساعات من محادثات بين الأمير بندر والرئيس الروسي فلاديمير
بوتين وصفتها بعض وسائل الإعلام الروسية بـ"السرية".
وتعد هذه هي الزيارة الثانية لرئيس الاستخبارات السعودي إلى موسكو خلال أربعة أشهر، بعد زيارة سابقة في 31 تموز/ يوليو الماضي أجرى خلالها محادثات مع بوتين وُصِفت بـ"السرية" أيضاً.
ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن بيان لوزارة الخارجية الروسية، أصدرته الأربعاء، أن لقاء لافروف والأمير بندر بن سلطان، رئيس مجلس الأمن الوطني السعودي، الثلاثاء، تناول مناقشة "المسائل المحورية الخاصة بتطور الوضع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها البرنامج النووي الإيراني، وتسوية النزاع السوري قبيل انعقاد مؤتمر "جنيف 2" الدولي الخاص بسوريا، مع التركيز على ضرورة حل القضايا الإقليمية الحادة وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
وجرى خلال اللقاء -بحسب البيان- بحث العلاقات الروسية السعودية القائمة ومستقبلها، وأشير إلى أهمية مواصلة الحوار السياسي الثنائي على مختلف المستويات.
وجاء لقاء لافروف والأمير بندر عقب مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تناولت "قضايا إقليمية حساسة"، وبالأخص القضية السورية، كما أعلن المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، في محادثات وُصفت بـ"السرية"، بحسب "نوفوستي" ومصادر إعلامية روسية.
وذكر الناطق باسم الرئاسة الروسية أنه أشير خلال اللقاء الذي تم في مقر إقامة الرئيس الروسي في موسكو، إلى الديناميكية الإيجابية التي اكتسبتها الجهود الدولية الرامية إلى تسوية مشكلة الملف النووي الإيراني.
وصرح المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، بأن لقاء الرئيس بوتين والأمير بندر بن سلطان شهد تبادلاً تفصيلياً للآراء بشأن الوضع حول سوريا في ضوء التحضير لمؤتمر "جنيف2".
وسبق أن التقى الأمير بندر بن سلطان الرئيس الروسي، خلال زيارة قام بها إلى موسكو في 31 تموز/ يوليو الماضي، دون أن يتم الكشف عن تفاصيل ما دار في اللقاء، وقيل حينئذ إن الرياض عرضت على موسكو مبلغ 15 مليار دولار، بالإضافة إلى التخلي عن منافسة
روسيا في تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي، مقابل أن تتخلى روسيا عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد.
ونفى مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، صحة أنباء من هذا القبيل، قائلا إن لقاء بوتين وبندر الذي شهد "مباحثات مستفيضة وشيقة ترتدي الطابع الفلسفي"، لم يتناول مناقشة أي صفقة، لافتا إلى أن اللقاء أظهر قلق موسكو والرياض إزاء الوضع القائم في المنطقة وتطوراته.
وتعد السعودية من مجموعة "أصدقاء سوريا" الداعمة للمعارضة السورية، فيما تعد موسكو حليفا رئيسا لنظام الرئيس بشار الأسد.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد أعلنت في 10 تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس فلاديمير بوتين جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين ومجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية في 21 تشرين ثاني/ نوفمبر تصريحا منسوبا لمساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، حول المكالمة الهاتفية التي جرت بين العاهل السعودي والرئيس الروسي في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال فيه إن الملك السعودي، أعرب خلال الاتصال الهاتفي عن استعداده للمساعدة على عقد مؤتمر جنيف 2 حول سوريا، وهو ما نفته السعودية في اليوم التالي، مؤكدة أن المملكة مستمرة في موقفها الثابت من الأزمة السورية"، في إشارة إلى تمسكها بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.