ذكرت صحيفة "ديلي تليغراف" الخميس، أن تنظيم "القاعدة" يقوم بحملة لاستمالة الناس وكسب القلوب والعقول بشمال سوريا وتلقين المدنيين أيديولوجيتهم، فيما اعتبرته الخطوة الأولى في طموحه لبناء دولة
الخلافة الإسلامية.
وقالت الصحيفة إن تنظيم "القاعدة" يعمل بهدوء لفرض أيديولوجيته ويرسل الأئمة إلى المساجد ويعمل على منع التدخين ومطالبة الرجال بتشذيب لحاهم والنساء بارتداء النقاب، كل هذا بعيداً عن خطوط القتال وفي المدن والقرى الخاضعة لسيطرة المتمردين في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقابلات أجرتها مع أعضاء من "القاعدة" ومدنيين يعيشون في البلدان والقرى
السورية الخاضعة لحكم التنظيم ومع مقاتلين آخرين في المعارضة المسلحة في هذه المناطق، كشفت عن وجود استراتيجية متطورة يستخدمها "الجهاديون" في مساعيهم الرامية إلى تغيير طبيعة المجتمع السوري.
ونسبت إلى "أبو عبد الله"، وهو أردني عضو في تنظيم "
الدولة الإسلامية في العراق والشام"، قوله إنه "جاء إلى سوريا لتطبيق الشريعة الإسلامية ومن الجذور إلى القمة، ومن خلال العملية التعليمية وكتابة مناهج جديدة للأطفال في المدارس وتعاليم في المساجد خلال صلاة الجمعة، ويعمل مع جماعته لإعادة السوريين إلى المسار الصحيح للإسلام".
كما نقلت عن أحمد، المقيم في مدينة الرقة، أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام يفرض المزيد من القواعد الجديدة في المدينة كل يوم، ووضع الأسبوع الماضي لافتات تأمر جميع النساء بتغطية جمالهن، بما في ذلك ارتداء غطاء الرأس، وأعطوهن مهلة مدتها 4 أيام، فيما يقوم جهاديون بتوزيع الحجاب على المارة في أسواق المدينة".
وقالت الصحيفة إن "التنظيم" طلب من النساء في مدينة الرقة عدم التردد على عيادات الأطباء الذكور والتحدث إلى الرجال خارج نطاق الأسرة أو حتى الخروج من البيت من دون مرافقة رجل من أفراد أسرهن، كما يعمل على اغلاق المدارس المختلطة، وفقاً لسكان محليين.
واضافت أنها التقت عضواً آخر في التظيم المذكور يُدعى، أبو محمد، في فندق بمدينة صغيرة في تركيا أكد بأنه انضم إليه بعد دخوله إلى سوريا "لأنه يتفق مع طموحاته لبناء الخلافة الإسلامية". واضاف "أبو محمد" أنه "واثق من انتصار الدولة الإسلامية في العراق والشام بالمعركة في سوريا، لأننا كنا عبيداً للنظام منذ 40 عاماً، وحين نعلّم الإسلام نشاهد الرجال والنساء يتقاطرون على الصفوف مع الأطفال لأنهم يريدون أن يتنفسوا القرآن بعد أن حُرموا من ذلك لمدة 4 عقود".