قتلت
طفلة الأسبوع الماضي، وقضمت أجزاء من جسد رضيعة العام الماضي، تركض على بعض أرصفة الشوارع، تضيئ عيونها مثل المصابيح، من يسمع هذا الكلام يعتقد للوهلة الأولى أن من ينطق به ربما يتحدث عن مجموعة من الحيوانات المفترسة، أو حتى الكلاب المصابة بمرض السعار.
ولكن الحقيقة غير ذلك، فالحديث هنا عن الفئران الضخمة، التي تثير ذعر سكان بلدة ألكسندرا الواقعة، في شمال العاصمة الجنوب أفريقية جوهانسبرغ؛ بحسب رواية بعض المواطنين الذين يصفونها بأنها كبيرة مثل "الكلاب".
مارجريت باليسا، إحدى قاطنات البلدة، سردت تفاصيل حكايتها مع الفئران لـ"الأناضول"، وهي تمشي إلى تلك البقعة حيث تختبأ الفئران وراء منزلها، وقالت: "أنا لم أر مثل هذه الفئران الضخمة قط، إنها خطيرة للغاية، دخلت ذات مرة إلى منزلي، وكادت تلتهم إصبع قدمي في الليل، بينما كنت نائمة".
باليسا التي نادرا ما تنام جيدا في الليل، لأن الفئران تواصل أكل ألواح الحديد في بيتها الذي تقطنه مع طفليها، أعربت عن مخاوفها؛ قائلة: "أنا أعيش في خوف تام بسبب هذه الفئران الخطيرة، وأخشى أن هذه القوارض ربما تلتهم أطفالي يوما ما".
وفي بلدة دايبسلووت قرب جوهانسبرغ، أبلغت أم لطفلة عمرها 6 أشهر الشرطة الأسبوع الماضي، بأن
الجرذان قتلت طفلتها بعد أن تركتها بمفردها في المنزل؛ وقال أحد السكان المحليين الذين رأوا الجثمان إن "جسد الطفلة قد تشوه بشدة".
وقال تسيكيسو موفوكنغ، الناطق باسم الشرطة في جوهانسبرغ، في تصريحات صحفية مؤخرا، إن تقرير الطبيب الشرعي أشار إلى أن الطفلة توفيت من جراء هجوم الفئران.
والعام الماضي، قضمت فئران ضخمة أجزاء من جسد رضيعة عمرها شهرين، مما أدى إلى مقتلها في شقة والديها في هيلبرو، بجوهانسبرغ، وأظهرت الصور التي نشرتها صحف محلية، أن القوارض قد إلتهمت أجزاء كبيرة من وجه الطفلة.
وعندما تحدث والدا الطفلة لوسائل الإعلام المحلية آنذاك، قالا إنهما كانا ينامان مع طفلتيهما، واستيقظا في الساعة الرابعة، بعدما شعرا بسائل على وجهها، وعندما أضاءا الأنوار وجداها قتيلة بعضات الفئران.
ونقلت إحدى الصحف المحلية، العام الماضي عن الأم، قولها: "لم أستطع تصديق أن طفلتي قد قتلها الجرذان، إنه أمر مؤلم للغاية"، مضيفة أن "هناك العديد من الفئران في شقتنا المستأجرة بعضها ضخم إلى حد كبير، والبعض الآخر صغير، وكانت تتسلق أحيانا فوق سريرنا".
تلك الفئران الضخمة التي وصفها بعض السكان بأنها كبيرة مثل "القطط"، لا تثير ذعر سكان البلدة فحسب، فغالبا ما يرونها تركض على بعض أرصفة الشوارع بـ"حي الأعمال المركزي" في جوهانسبرغ، وفي بعض الضواحي مثل مايفير، وفرودسبرغ وروسيتينفيل.
وقال عبد الله محمد الذي يعيش في مايفير منذ خمس سنوات: "لم يعد الأمر صادما بالنسبة لنا، أن نرى الفئران الضخمة تركض في ضاحيتنا".
وألقى عبد الله باللوم في زيادة أعداد الفئران على السكان الذين يخالفون القواعد الصحية، ويتخلصون من المواد الغذائية المتعفنة والقمامة على الأرصفة والشوارع، بدلا من إلقائها في صناديق القمامة التي يوفرها مجلس المدينة.
وتابع، بمرارة: "هذه الفئران الخبيثة تسللت إلى صوان ملابسي، ودمرت ثيابي الجميلة، والتهمت أيضا مواد البقالة في المطبخ".
من جانبه، أقر المتحدث باسم مدينة جوهانسبرغ، نثاتيسي مودينجوني، بأن "الفئران تمثل مشكلة في المدينة التي بدأت حملة تنظيف، لضمان أن السكان لا يلقون القمامة في الشوارع؛ مما يجعلها أرضا خصبة للقوارض".
وأوضح أن "صناديق القمامة تنتشر في جميع أنحاء جوهانسبرغ، ونحن نشجع السكان على التخلص من نفاياتهم في هذه الصناديق المخصصة لذلك فقط، وليس في الشوارع"، مشيرا إلى أن "المدينة ستواصل العمل مع المجتمع لضمان القضاء على الممارسات غير الصحية، من أجل ضمان مجتمع خال من القوارض".
يشار إلى أنه في آذار/ مارس من العام الماضي، بدأت مدينة جوهانسبرغ حملة للقضاء على القوارض؛ حيث عرضت جائزة عبارة عن هاتف خلوي لكل فرد من السكان ينجح في اصطياد حوالي 60 فأرا، كما وزعت أيضا أكثر من 100 قفص على منازل ألكسندرا للمساعدة في إبادة القوارض.