سياسة عربية

شهادة من الداخل.. كيف كانت تتعامل الإمارات مع الحكومة المصرية بعد الثورة؟

شغل محسوب منصب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية بعد الثورة المصرية- إكس
شغل محسوب منصب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية بعد الثورة المصرية- إكس
قال وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية بعد الثورة المصرية, محمد محسوب، إنه خلال مشاركته في مؤتمر مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة, الذي عُقد في الدوحة عام 2012، تفادى وزير العدل الإماراتي والوفد المرافق له لقاءه، ما دفعه لزيارتهم في مقر إقامتهم, الساعة السابعة والنصف صباحًا.

وأضاف محسوب أنه استعرض خلال اللقاء كيف أنّ: "أحياءً في مصر تحمل اسم الشيخ زايد -رحمه الله- تكريمًا له، مما جعله جزءًا من الذاكرة والضمير المصري، وكأنه أحد أعلام التاريخ المصري العظام".


وأكد الوزير أن روابط الأخوة بين مصر والإمارات لا يمكن أن تزول، مشيرًا إلى أن: "ثورة مصر تهدف إلى إعادة البلاد إلى مسارها الصحيح، لتكون داعمة لإخوتها في المنطقة وليس عبئًا عليهم".

وتابع محسوب في منشور على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "ثم جاءت الأحداث التي شهدت دعمًا للانقلاب على ثورتنا، بل وملاحقة لأبنائها، حيث تم توقيفي في إيطاليا عام 2018، ومحاولة اختطافي، وهي محاولة كانت بتدخل إماراتي، إلا أنني آثرت عدم الإفصاح عن ذلك في حينه، حرصًا على الحفاظ على العلاقات بين البلدين".

وأضاف أن: "القيادة الحالية للإمارات الشقيقة لا تزال تتبنى سياسة غير حكيمة في تعاملها مع ثورات الربيع العربي، التي لو تم التعامل معها بعقلانية وحكمة، لكانت بمثابة طوق نجاة للمنطقة من الأزمات التي تعصف بها".

كذلك، أكد وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، أن اختطاف عبد الرحمن يوسف، يمثّل إضافة جديدة لسلسلة من السياسات الخاطئة، التي أوحت للكثيرين بأن هناك من لا يتمنى لمصر إلا أن تبقى دولة ضعيفة، لتمكينهم من السيطرة على مرافقها وقطاعاتها الاقتصادية بأسعار زهيدة.

وأضاف محسوب: "هؤلاء لا يدركون أن قيمتهم ستعلو واستثماراتهم ستزدهر إذا ما كانت مصر قوية، حرة، ديمقراطية، تسود فيها الحقوق، ويتراجع الفساد، ولا تمد يدها إلا بالخير".

اظهار أخبار متعلقة


وتابع "مصر العظيمة هي التي تعمل في إطار تكامل اقتصادي مع أشقائها، دون تجاوز حقوق الآخرين أو فرض سياساتها عليهم، مؤكدًا أن النجاح دائمًا ما يكون رفيقًا للرضا والتوافق".

إلى ذلك، أكد محسوب، أنّ: "السياسة الحالية لقيادة دولة الإمارات الشقيقة لا تنبع من رؤية حكيمة، بل تستند إلى مخاوف وهمية حول تصدير الثورات، دون فهم لاختلاف الظروف والبيئات بين الدول". مشيرا إلى أن "هذه السياسة تنطلق من أحلام التوسع والنفوذ والهيمنة، دون مراعاة للنتائج والمآلات التي قد تترتب عليها".

وأعرب محسوب عن تمنياته بعودة "روح العقل" التي عُرفت عن الشيخ زايد -رحمه الله-، والتي كانت تقوم على عدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين، وتقديم الأخوة على المصالح الوقتية.

اظهار أخبار متعلقة


أيضا، عبّر عن أمله في أن يصحو الجميع على خبر إطلاق سراح عبد الرحمن يوسف، كإشارة إلى أن العقل يجب أن يتفوق على رغبة التشفّي، وأن الإخوة يجب أن تسبق الغضب، ليكون ذلك بداية لمرحلة جديدة تتوقف فيها سلسلة الأخطاء.

وأكد محسوب أن: "المستقبل بيد الله، لكن الآيات واضحة للعيان وللبصائر، ولن يتمكن أحد من إيقاف التغيير الذي سيصبح سفينة نجاة للمنطقة المهددة بالغرق بسبب حجم الظلم الذي يثقل كاهلها". فيما ختم بالقول: "قد أفلح من كف عن الظلم وتوقف عن دعمه".
التعليقات (0)

خبر عاجل