حقوق وحريات

الحبس الاحتياطي بمصر يهدر حياة المعتقلين السياسيين.. ماذا قالت ابنة صحفي معتقل؟

استعادت المحامية الشابة ذكرى لقائها الأول مع والدها في المحكمة بعد أكثر من عام لم تره- فيسبوك
استعادت المحامية الشابة ذكرى لقائها الأول مع والدها في المحكمة بعد أكثر من عام لم تره- فيسبوك
كانت ميرنا مختار طالبة في الثانوية العامة عندما اعتقل النظام المصري والدها، المصور الصحفي حمدي مختار، الشهير بحمدي الزعيم٬ أما اليوم فتقف في قاعة المحكمة بزي المحاماة الأسود لتدافع عن أبيها.

تتحدث ميرنا بنبرة حزينة قائلة: "لم يحضر حفل تخرجي"، نتيجة وجوده رهن الحبس الاحتياطي دون محاكمة لعدة سنوات.

وأضافت أنها ترى والدها في المحكمة عند انعقاد جلسات تجديد الحبس كل 45 يوماً. وقالت: "بصفتي محاميته، ومع إحالته للمحاكمة، سترافقني هيئة دفاع في الجلسات".


واستعادت المحامية الشابة ذكرى لقائها الأول مع والدها في المحكمة بعد أكثر من عام لم تره فيه، وقالت: "قابلته لأول مرة بعد القبض عليه عام 2021، خلال إحدى جلسات المحكمة لتجديد الحبس، بعدما أنهيت دراسة الحقوق في الجامعة، ووقفت أمامه لأول مرة بزي المحاماة الأسود".

اظهار أخبار متعلقة


وأردفت ميرنا قائلة: "لقد كانت تلك المرة الأولى التي يراني فيها مرتدية زي المحاماة، فعبّر عن فرحه الشديد، وأكد لي أنه فخور بي، وأنه يقف إلى جانبي بقلبه، حتى وإن كان جسده بعيدًا".

وتابعت حديثها عن شوق أفراد الأسرة إلى الأب الغائب: "الوضع ليس سهلًا، فقد تحملت والدتي كل هذه الظروف وتربية الأطفال في غيابه٬ كان من المفترض أن يشاركنا المناسبات، من أعياد وشهر رمضان، وحفل تخرجي ولحظة مناقشة رسالة الماجستير".


في السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر 2016، علمت طالبة الثانوية العامة بنبأ اعتقال والدها المعروف بـ"الزعيم".

وفي الخامس من كانون الثاني/ يناير الجاري، أُحيل الزعيم إلى المحاكمة، وانبرت ابنته المحامية في الدفاع عنه. وتقول: "ننتظر تحديد موعد أول جلسة".

في 4 كانون الثاني/يناير 2021، ألقت قوة من "الأمن الوطني" القبض على المصور الصحفي حمدي مختار، بعد اقتحام منزله.

اظهار أخبار متعلقة


ولم يتم عرضه على نيابة أمن الدولة إلا في 16 من نفس الشهر، حيث وُجهت إليه اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية، نشر أخبار كاذبة، واستخدام حساب على شبكة المعلومات الدولية لنشر الأخبار الكاذبة، وذلك في إطار القضية رقم 955 لسنة 2020 حصر نيابة أمن الدولة العليا.

وبعد يومين من القبض عليه، في 6 كانون الثاني/ يناير 2021، نُقل مختار إلى إحدى مستشفيات العزل في العباسية بعد ظهور أعراض إصابته بفيروس كوفيد-19. أجريت له مسحة وأظهرت نتيجتها سلبية العينة وعدم إصابته بالفيروس.

في 8 كانون الثاني/ يناير 2021، أحيلت أوراق الزعيم إلى نيابة أمن الدولة للتحقيق معه، إلا أن حالته الصحية حالت دون نقله.

جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال المصور الصحفي، حيث ألقي القبض عليه في أيلول/ سبتمبر 2016 أثناء قيامه بتصوير تقرير صحفي أمام نقابة الصحفيين، وظل قيد الحبس الاحتياطي لأكثر من عام ونصف قبل أن تستبدل حبسه بتدابير احترازية في أبريل 2018.

اظهار أخبار متعلقة


وبحسب نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي٬ فإن الزعيم هو أحد الصحفيين المعتقلين في مصر دون محاكمة٬ وأشار إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الصحفيين الذين قضوا فترات حبس تجاوزت الخمس سنوات، مؤكدًا أنهم يستحقون الإفراج الفوري وعدم إحالتهم إلى المحاكمة وهم في الحبس الاحتياطي، نظرًا لتجاوزهم الفترات القانونية المسموح بها.

 وأضاف البلشي، الذي كان رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين حينما ألقي القبض على "الزعيم" أمام النقابة في عام 2016، أن حمدي مختار كان يمارس عمله وقت القبض عليه ولم يكن قد نشر شيئًا.
التعليقات (0)