ما زال مصير أبرز قادة الأجهزة الأمنية لنظام بشار الأسد غامضا، وسط تكهنات بمغادرتهم
سوريا، فيما راجت أخبار أخرى حول عودة بعضهم إلى بلداتهم ومسقط رأسهم.
وذكرت وكالة الأسوشيتد برس، نقلا عن مصادر أمنية لبنانية وقضائية، أن الآلاف من السوريين عبروا إلى لبنان، حيث وصل عددهم طبقاً للأرقام التي صرحت بها أجهزة الأمن اللبنانية، إلى 8 آلاف شخص، عبر معبر المصنع الحدودي.
وتشير الأرقام التي حصلت عليها الوكالة، إلى أن 5 آلاف مواطن سوري مروا عبر مطار بيروت الدولي، خلال الأيام القليلة التي تلت سقوط نظام الأسد.
اظهار أخبار متعلقة
وسبق أن نفى وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، دخول أي مسؤول سوري رفيع إلى أراضي بلاده، وتم تداول أخبار عن تلقي الضابط المسؤول عن معبر المصنع أمراً بالدخول في إجازة مفتوحة، بسبب الاشتباه بعلاقته الوثيقة بشقيق الأسد.
من جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن هناك مسؤولين سوريين رفيعي المستوى نجحوا بالفعل في دخول الأراضي اللبنانية، مستخدمين هويات مزورة.
وأضاف أن
ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق، قد وصل فعلاً إلى روسيا.
ويواجه ماهر الأسد تهماً تتعلق بالأوامر التي أصدرها بصفته قائداً لفرقة الرابعة المدرعة، التي ذاع صيتها خلال الحرب السورية.
تشمل تلك التهم التعذيب والقتل خارج إطار القانون، والابتزاز، وتصنيع المخدرات والاتجار بها على نطاق واسع.
ومنذ سنوات، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على ماهر الأسد وعدد من كبار الضباط السوريين، بسبب تهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، عقب الهجمات الكيميائية ضد المناطق المدنية عام 2013.
وتضم قائمة المطلوبين المستشار الأمني والعسكري للأسد، اللواء
علي مملوك. وهو مطلوب في كل من لبنان وفرنسا. إذ يتهم مملوك بالوقوف وراء التفجيرات التي شهدتها مدينة طرابلس شمال لبنان.
كما يواجه مملوك تهما جنائية في فرنسا بسبب تورطه في إيقاف وتعذيب مواطن فرنسي من أصول سورية صحبة ابنه، قتل كلاهما بسبب التعذيب الذي تعرضا له.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلا عن مصادر، قولها إن مملوك دخل إلى الأراضي اللبنانية، لكن لا يعرف بعد ما إذا كان ما زال يتمتع بحماية حزب الله، أم أنه غادر لبنان إلى وجهة أخرى.
ومن أبرز المسؤولين السابقين المطلوبين للعدالة، اللواء سهيل الحسن، الذي كان قائداً للفرقة 25 للقوات الخاصة في جيش نظام الأسد، والتي كانت تعرف بقوات النمر.
وبرز اللواء حسام لوقا، رئيس شعبة المخابرات السورية، بعدما عرف بقمعه الشديد لكل الحركات الاحتجاجية أو المعارضة السياسية طيلة مسيرته المهنية، التي تضمنت تعيينه في منصب رئيس فرع أمن الدولة في حلب، ثم رئيسا لفرع الأمن السياسي في حمص، عام 2004.
اظهار أخبار متعلقة
كما سلط الضوء على إدارة المخابرات الجوية، التي كان يقودها اللواء قحطان خليل، المسؤول عن الهجوم الدامي على منطقة داريا، الذي نتج عنه مقتل المئات من المدنيين، ما جعل المراقبين ينعتون خليل بأنه "جزار داريا"، الذي لا يعرف مكانه حتى الآن.
وما زال مصير القائد السابق للمخابرات الجوية، اللواء جميل الحسن، غامضا، حيث يواجه تهما جنائية في فرنسا في القضية ذاتها التي شملت المستشار الأمني والعسكري للأسد، اللواء علي مملوك.
وتوارى عن الأنظار أيضا وزير دفاع نظام الأسد، الفريق علي عباس، ومدير مكتب الرئيس السوري السابق، الفريق بسام الحسن، الذي خدعه بشار الأسد وغادر البلاد دون إعلامه، حسب الروايات التي تناقلتها وسائل الإعلام.