ملفات وتقارير

حماة في قبضة المعارضة السورية.. تعرف على تاريخ المدينة الحديث والمعاصر

تعتبر حماة رمزًا لمقاومة الأنظمة الاستبدادية وسعي الشعب السوري إلى الحرية والعدالة. (الأناضول)
تعتبر حماة رمزًا لمقاومة الأنظمة الاستبدادية وسعي الشعب السوري إلى الحرية والعدالة. (الأناضول)
سيطرت فصائل المعارضة اليوم الخميس على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، بعد أيام على سيطرتها على حلب في إطار هجوم مباغت، ما يضعف أكثر سلطة الرئيس بشار الأسد.

تعد حماة مدينة استراتيجية في عمق سوريا، على ضفاف نهر العاصي، تحمل أهمية بارزة في التاريخ السياسي السوري الحديث والمعاصر. لعبت المدينة دورًا سياسيًا واجتماعيًا مميزًا، سواء في مراحل الاستعمار الفرنسي أو في حقبة الاستقلال وما تلاها من تطورات.

فيما يلي أبرز المحطات التي مرت بها مدينة حماة في التاريخ السياسي الحديث:

1 ـ فترة الانتداب الفرنسي: 1920 ـ 1946

مركز للمقاومة الوطنية: كانت حماة معقلًا مهمًا للحراك الوطني ضد الاحتلال الفرنسي. شهدت المدينة احتجاجات ومظاهرات متكررة، حيث كان أهلها نشطين في مقاومة الاحتلال.

لعبت العائلات الحموية التقليدية، مثل آل العظم وآل الكيلاني، دورًا محوريًا في دعم الحركات الوطنية.

ثورة حماة 1925:

أثناء الثورة السورية الكبرى (1925-1927)، كانت حماة أحد مراكز المقاومة البارزة، مما أدى إلى قمع فرنسي عنيف شمل القصف والاعتقالات.

2 ـ فترة الاستقلال : 1946 ـ 1970

تحولات سياسية:

بعد الاستقلال، شهدت حماة نشاطًا سياسيًا ملحوظًا، حيث تنافست فيها القوى السياسية المختلفة، بما في ذلك الأحزاب الوطنية التقليدية مثل الكتلة الوطنية، وحزب الشعب.

برزت حماة كمعقل للمحافظين الإسلاميين، مما جعلها مركزًا مؤثرًا في تشكيل الحياة السياسية السورية.

انقلاب البعث 1963:

بعد وصول حزب البعث إلى السلطة، بدأت التوترات بين النظام الجديد والمجتمع الحموي المحافظ بالتصاعد، خاصة مع سياسات التأميم والإصلاح الزراعي.

3. فترة حكم البعث: 1970 ـ 1980

الصراع مع الإسلاميين:

في سبعينيات القرن العشرين، شهدت المدينة تزايد النفوذ الإسلامي، خاصة عبر جماعة الإخوان المسلمين.

تفاقمت التوترات مع النظام البعثي، بقيادة الرئيس حافظ الأسد، بسبب الاختلافات الأيديولوجية والقمع السياسي.

أحداث العنف (1980):

تصاعدت أعمال العنف مع حملة النظام ضد الإخوان المسلمين. في عام 1980، وقعت اشتباكات عنيفة داخل المدينة، حيث أصبحت حماة رمزًا للصراع بين الإسلاميين والنظام.

4 ـ أحداث حماة 1982:

المجزرة:

تعد مجزرة حماة في فبراير 1982 واحدة من أبرز الأحداث الدامية في تاريخ سوريا الحديث. قام النظام بقمع انتفاضة قادتها جماعة الإخوان المسلمين في المدينة.

أسفرت المجزرة عن مقتل الآلاف من المدنيين، وتدمير واسع للأحياء التاريخية. استخدم الجيش القوة المفرطة بما في ذلك القصف المدفعي.

التأثير السياسي:

ساهمت المجزرة في ترسيخ سيطرة النظام، لكنها تركت جرحًا عميقًا في تاريخ المدينة وعلاقاتها مع السلطة.

5 ـ حماة في الثورة السورية 2011 وما بعدها:

الثورة السورية:

في بداية الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد، كانت حماة مركزًا رئيسيًا للمظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والإصلاح.

شهدت المدينة احتجاجات ضخمة، عُرفت بسلميتها في البداية، قبل أن تواجه قمعًا أمنيًا شديدًا.

القمع العسكري:

كغيرها من المدن السورية، تعرضت حماة لحصار وقصف، مما تسبب في معاناة كبيرة لسكانها.

الأهمية السياسية والاجتماعية:

تعتبر حماة رمزًا لمقاومة الأنظمة الاستبدادية وسعي الشعب السوري إلى الحرية والعدالة.

مثّلت المدينة نقطة صدام رئيسية بين القوى المحافظة الإسلامية والأنظمة ذات الطابع العلماني، مما جعلها مركزًا للصراع السياسي.

الهوية الثقافية والاجتماعية:

إلى جانب دورها السياسي، تتميز حماة بتراثها الثقافي العريق، حيث تشتهر بالنواعير على نهر العاصي وبالطابع الإسلامي المحافظ الذي طبع الحياة الاجتماعية والسياسية فيها.

إقرأ أيضا: المعارضة تدخل حماة وجيش النظام يغادرها.. ماذا عن "إدلب قبل حلب"؟ (شاهد)
التعليقات (0)