طرحت المبادرة الجديدة التي قدمها الجنرال الليبي، خليفة
حفتر، حول
المصالحة والتوافق الوطني بعض التساؤلات حول أهداف الخطوة، وسر لغة اللين التي بدا عليها حفتر، وما إذا كان يتعرض لضغوط خارجية، خاصة بعدما حدث في سوريا.
وقدم "حفتر" مبادرة جديدة تهدف إلى ضمان نجاح المصالحة الوطنية الشاملة في
ليبيا، وضرورة توافق الجميع من أجل بناء مستقبل مستقر وآمن للبلاد، وذلك خلال لقائه رئيس الكونغو برازافيل رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بشأن ليبيا، دينيس ساسو نغيسو الذي يزور ليبيا حاليا.
"توافق وطني"
وأكد حفتر خلال عرضه للمبادرة الجديدة ضرورة مشاركة كافة الأطراف الليبية في تعزيز جهود المصالحة الوطنية، ودفع هذا المشروع قدمًا، لتحقيق الاستقرار والتوافق بين الجميع.
ورأى مراقبون، أن "لغة اللين والتصالح التي بدا عليها حفتر مؤخرا تؤكد خشيته من ملاقاة مصير حلفائه في المنطقة وآخرهم الرئيس السوري الهارب، بشار الأسد، وأن تراجع الجنرال الليبي عن لغة التهديد والعنف والتصعيدات العسكرية يؤكد أنه يتعرض لضغوط خارجية للقيام بذلك.
اظهار أخبار متعلقة
صمت رئاسي وحكومي
ولم يصدر أي رد فعل رسمي من قبل المجلس الرئاسي الليبي الذي يعتبر نفسه المسؤول الأول عن ملف المصالحة الوطنية، بحسب اتفاق جنيف، الذي أوكل للمجلس ملف المصالحة واعتبرها من صلاحياته ومهامه.
في حين حاول رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، السيطرة على ملف المصالحة الوطنية بعدما قرر طرح مسودة قانون يخص المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية في البلاد، وهو ما رفضه الرئاسي الليبي.
كما لم يصدر أي رد فعل من قبل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة في
طرابلس، والتي سعت أيضا لمحاولة السيطرة على ملف المصالحة الوطنية عبر لقاء عدة شيوخ للقبائل وطرح الملف للمناقشة، وسط تخوفات من تحول الملف الاجتماعي لورقة ابتزاز سياسي.
فما وراء لجوء حفتر لملف المصالحة الوطنية؟ وهل هذا اللين وراءه ضغوطات دولية وإقليمية خاصة مع الأحداث المتسارعة في المنطقة؟
على خطى بشار الأسد
من جهته، قال الأكاديمي والإعلامي من شرق ليبيا، عاطف الأطرش، إنه "بالرغم من التهليل الإعلامي والبروباغاندا المصاحبة لهذه المبادرة فإنها قوبلت بالتجاهل التام من الطرف المقابل كرد فعل لخطوات مماثلة قام بها ذلك الطرف، فالمنطق يقول إن مثل هذه المبادرات تأتي من خلال وسيط ثالث يدرس ملفات كل الأطراف ويضع نقاط الاتفاق فيها وتفكيك نقاط الاختلاف بينها".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "قيام طرف ليبي وحيد بفرض رؤاه لمصالحة وطنية بعيد عن المنطق، وفيما يبدو أن سقوط بشار الأسد في سوريا الذي يعد حليفا للمشير "حفتر" دق ناقوس الخطر في شرق ليبيا، حيث أيقظ شعور الكثيرين بأن رياح التغيير قد تصل إليهم"، وفق تقديره.
وأضاف: "الأمر أشبه بمرحلة فرض المصالحة التي وضعها القذافي في برنامج "ليبيا الغد" بعد مشهدية سقوط نظام صدام حسين وإعدامه في العراق، والأولى الآن أن تبدأ القيادة العامة برأب الصدع بينها وبين القبائل هناك والكشف عن ملفات الاختفاء القسري والاغتيالات التي وقعت في مناطق نفوذها"، كما قال.
اظهار أخبار متعلقة
استهداف سيف القذافي
في حين قال الناشط والصحفي الليبي المتابع لملف المصالحة، محمد الصريط، إن "هناك متابعة وإدراك من قبل المستشارين السياسيين لحفتر، والذين يبدو أنهم اقترحوا عليه هذه المبادرة وأن يقدمها في وجود رئيس الكونغو لتكون خطوة استباقية وبديلا عن المبادرة التي يسعى لتقديمها "سيف الإسلام القذافي بخصوص المصالحة الوطنية".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "مبادرة المشير حفتر لو تمت بشكل عميق ومدروس وتناولت الجميع يمكن أن تكون نتائجها إيجابية، خاصة أن خصوم حفتر هم بعض المؤدلجين والخصوم الآخرين سياسيين كنفس الحالة في المنظومة السابقة، وهنا يجب أن تتضمن المبادرة أيضا كافة النزاعات التي وقعت في ليبيا في شرقها وغربها دون استثناء"، بحسب رأيه.