ترصد المحافل العسكرية
الإسرائيلية الحراك الجاري على قدم وساق لتثبيت وقف إطلاق النار مع حزب الله في
لبنان، لكنها في الوقت ذاته تبدي قناعتها بأن المخاطر الأمنية في الجبهات الأخرى تتزايد فقط، سواء في داخل الأراضي المحتلة، أو من جهة
الحوثيين في اليمن، والجهات المسلحة في العراق، وصولا إلى إيران التي لم تتراجع عن مشروعها النووي.
وقال المراسل العسكري لموقع "
واللا" أمير بوخبوط، إنه "رغم اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، فإن الحرب لن تذهب لأي مكان بعد، في ضوء استمرار المخاوف من الجبهات المتبقية"، مشيرا إلى "ما يمكن وصفها بخارطة التهديدات العسكرية، وما زال لبنان في ذروتها، ولعله يتصدرها، حيث وضع الجيش الإسرائيلي عددا من الخطط العملياتية لمجموعة متنوعة من السيناريوهات في لبنان بشكل عام، وفي جنوبه، وعلى طول الحدود بشكل خاص".
وأضاف بوخبوط في تقرير ترجمته "عربي21" أن "استعداد الجيش لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، يقابله استعداد لسيناريو يحاول فيه حزب الله تحدي
الاحتلال بشكل مفرط، لذلك سيُطلب من الجيش القيام برد قوي قد يصل بأيام واحدة من المعركة إلى نقطة التصعيد واسع النطاق، وفي مثل هذا الوضع المتوتر الذي تتشكل فيه المنطقة، لا يمكن استبعاد احتمال حدوث خطأ في الحسابات بين الطرفين".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "التهديد الثاني قادم من إيران التي تقع على رأس قائمة أولويات المؤسسة الأمنية رغم الاهتمام الذي تحظى به أرض الأرز هذه الأيام، حيث ينقسم تهديدها لثلاثة محاور: في الجانب المباشر تهديد الإيرانيين بالانتقام من الهجوم الإسرائيلي على أراضيهم، حيث لا تزال قوات الدفاع الجوي الأمريكي تعمل في إسرائيل، رغم تقديرات مسؤوليها العسكريين بأن احتمالية العمل ضدها انخفضت بشكل كبير بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا قادمًا للولايات المتحدة".
وأوضح أن "التهديد الثالث يتمثل في قطاع غزة، حيث يقاتل آلاف جنود الفرقة 162 شمال القطاع مع التركيز على بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، بهدف تدمير البنية التحتية لحماس، وقتل عناصرها، مع العلم أن القطار المتجه من عسقلان إلى سديروت لم يعد لعمله الطبيعي بسبب التهديد المضاد للدبابات من شمال القطاع".
وأضاف أن "الفرقة 99 تقوم بتأمين ممر نيتساريم، ويشمل الطريق المعبد الجديد الذي يقسم القطاع إلى جزأين، فيما تقاتل فرقة غزة في رفح لتأمين محور فيلادلفيا وخط غزة الحدودي، وتهدف الضغوط العسكرية الإجمالية لتدمير البنية التحتية لحماس، ولكن أيضا لممارسة الضغط عليها لتعزيز المفاوضات من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى".
وأشار إلى أن "التهديد الرابع موجود في الضفة الغربية وغور الأردن، حيث يتواصل نشاط الجيش ضد المقاومة الفلسطينية، ويشمل اعتقال المشتبه بهم في عملياتها، وتدمير بنيتها التحتية، فيما تعمل قيادة حماس في الخارج على مدار الساعة لشن هجمات من الضفة ضد جنود الجيش والمستوطنين، ويكافح الجيش لنشر قواته بانتظام واحتياط على خلفية التحذيرات الساخنة، فيما تبذل جهود كبيرة جداً لإحباط تهريب الأسلحة من الأردن إلى الأراضي الفلسطينية".
وأكد أن "التهديد الخامس يتمثل في الحدود الأردنية، فبالإضافة لطرق تهريب الأسلحة والمخدرات من الأردن إلى إسرائيل، فقد تزايدت في 2023 التحذيرات بشأن تسلل المقاتلين من سوريا عبر الأردن، وإضافة لذلك، فقد أصبحت حوادث تسلل المسلحين الفلسطينيين من الأراضي الأردنية باتجاه إسرائيل أكثر شيوعاً، وقد حدث ذلك قبل شهر ونصف مع تسلل مسلحين ببنادق إلى غور الأردن".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "التهديد السادس يكمن في سوريا التي باتت ممراً لمحاور تهريب الأسلحة والوسائل القتالية التي تبدأ من إيران، مرورا عبر العراق، وصولا إلى سوريا، وانتهاء في أيدي حزب الله، ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تهديد الرئيس السوري بشار الأسد بزعم أنه "يلعب بالنار" من خلال مساعدة الحزب، واستضافة الحرس الثوري الإيراني، وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه إذا ساعدت سوريا في إعادة بناء الحزب، فستكون أثمانه باهظة".
وأشار إلى أن "التهديد السابع يتمثل في الحوثيين في اليمن، حيث سبق لإسرائيل أن هاجمتهم مرتين، وعقب تحول اليمن إلى جبهة قتالية جديدة فقد عكف الجيش بشكل مباشر على جمع معلومات استخباراتية عنهم من أجل إنشاء بنك أهداف عالي الجودة، وتحسين القدرات لشن هجمات عليهم، خاصة بعد أن تحولوا إلى تهديد ملموس، وقد يتزايد إذا سارع الإيرانيون لتسليحهم من جديد، ودعمهم اقتصاديا".
وأكد أن "التهديد الثامن يتمثل في العراق، الذي بات بؤرة المحور الإقليمي لتهريب الأسلحة من إيران إلى سوريا ثم لبنان، بجانب انتشار المليشيات الشيعية الموالية لإيران التي أطلقت طائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل، التي حذرت الحكومة العراقية من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، ما يتطلب النشاط وقيام الجيش بتحسين قدراته في جمع المعلومات تحضيرا لتنفيذ أي هجوم محتمل".