رحبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في
بريطانيا بقرار المحكمة
الجنائية الدولية الذي طال انتظاره بالمصادقة على مذكرتي
القبض بحق نتنياهو وغالانت.
واعتبرت المنظمة، في
بيان لها اليوم السبت
أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أن القرار الذي صدر بإجماع قضاة الغرفة
التمهيدية الأولى خطوة أولى على طريق القضاء على وباء الإفلات من العقاب الذي تمتع
به ساسة وقادة عسكريون في دولة
الاحتلال لعقود طويلة بفعل الدعم غير المحدود من
الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى.
وأوضحت المنظمة أن القرار حطم رواية قادة
وساسة وإعلام حول العالم انبروا للدفاع عن إسرائيل وتقديم الدعم الكامل لها
باعتبار أنها تمارس حق الدفاع عن النفس واليوم أغلب هؤلاء أعلنوا أنهم سيمتثلون
لقرار المحكمة باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية وهي ليست عضوا في المحكمة
الجنائية الدولية، التي وقفت ضده باعتباره شائنا!
وبينت المنظمة أن الطريق أمام مكتب المدعي
العام بات مفتوحا ليتعامل بشكل أسرع مع الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال في
قطاع
غزة، فقائمة العسكريين على الأقل من قادة وضباط وجنود يشاركون في حرب الإبادة
في قطاع غزة طويلة.
وأضافت المنظمة أن هناك أيضا ملفات عديده
أمام مكتب المدعي توجب التعامل معها منذ أن خضعت
فلسطين لولاية المحكمة في
يونيو/حزيران 2014، فقائمة الساسة والقادة العسكريين الذين ارتكبوا جرائم تدخل في
اختصاص المحكمة لا حصر لها يتوجب معها ملاحقتهم على وجه السرعة أسوة بقضايا أخرى
تعامل معها مكتب المدعي العام.
وبينت المنظمة أن أحد هذه الملفات الظاهرة
والواضحة هو ملف الاستيطان المتواصل في عموم الأراضي المحتلة الذي بات يهدد الوجود
الفلسطيني بعد إعلان سموتريتش أنه يعد العدة لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة
الغربية.
وشددت المنظمة على أن بطء الإجراءات والتردد
الذي شاب التعامل مع الملفات المعروضة على مكتب المدعي منذ يونيو/حزيران 2014 شجع
قادة إسرائيل على ارتكاب أخطر الجرائم حيث شعروا بأنهم بمنأى عن أي ملاحقة، وما
يؤمل اليوم بعد صدور المذكرتيْن أننا أمام حقبة جديدة يسرع فيها إصدار مزيد من
مذكرات القبض لتعظيم الجهود الرامية لردع قادة الاحتلال ووقف جرائمهم وفي مقدمتها
جريمة الإبادة المستمرة في قطاع غزة.
ودعت المنظمة مدعي عام المحكمة الجنائية
الدولية إلى الطلب من منظمة الشرطة الدولية "الإنتربول" بموجب المادة
الرابعة من الاتفاقية الموقعة مع مكتب المدعي العام عام 2004 تعميم نشرات حمراء
بأسماء المطلوبين مما يلزم 195 دولة هم أعضاء في الإنتربول باعتقال المطلوبين في
حال وصلوا إلى هذه الدول.
كما دعت المنظمة كافة الدول التي قدمت دعما للاحتلال ومنها أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية طوال أكثر من عام من عمر
الإبادة في قطاع غزة أن توقف هذا الدعم بكافة أشكاله وتكرس جهودها لوقف حرب
الإبادة بإجراءات عملية وحاسمة.
وشددت المنظمة على ضرورة تقديم الدعم المادي
للمحكمة حتى تتمكن من توفير الكوادر البشرية للتعامل مع الملفات المتراكمة، كما
يتوجب دعم موظفي المحكمة وتوفير الحماية لهم في ظل التهديدات غير المسبوقة التي
يتعرضون لها والوقوف في وجه البلطجة الأمريكية التي ترمي إلى تقويض عمل المحكمة
واستخدامها كأداة تخدم أجنداتها السياسية.
وأول أمس الخميس، أصدرت المحكمة الجنائية
الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب
جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال حرب الإبادة المتواصلة على غزة.
وقالت المحكمة، في بيان عبر حسابها على منصة
إكس، إن "الغرفة التمهيدية الأولى (بها) رفضت الطعون التي تقدمت بها إسرائيل
بشأن الاختصاص القضائي، وأصدرت مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت".
وفي 20 مايو/ أيار الماضي، طلب المدعي العام
للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها الجيش
الإسرائيلي بغزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
كما طلب خان مرة أخرى في أغسطس/ آب الماضي،
من المحكمة سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر
2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم
أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات
الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس
الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال
الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
إقرأ أيضا: تعرف على "الجنائية الدولية" بعد مذكرة اعتقال نتنياهو.. ما أقسى عقوبة؟