ملفات وتقارير

ترشيح ترامب الصادم.. من هو بيت هيغسيث المرشح الجديد لوزارة الدفاع الأمريكية؟

هيغسيث خدم في مناطق النزاع مثل غوانتانامو، العراق، وأفغانستان - حسابه على إكس
هيغسيث خدم في مناطق النزاع مثل غوانتانامو، العراق، وأفغانستان - حسابه على إكس
في مفاجأة لم يكن يتوقعها العديد من المراقبين، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن ترشيح المذيع التلفزيوني والعسكري السابق، بيت هيغسيث، لمنصب وزير الدفاع في إدارته.

لم يكن اسم هيغسيث من بين الأسماء المتداولة بشكل بارز ضمن الاختيارات المحتملة لهذا المنصب، ما جعل الإعلان عن ترشيحه يثير الدهشة في الأوساط السياسية.

منذ إعلان ترشيح بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع في إدارة ترامب، برزت موجة من الانتقادات التي تطال خلفيته ومواقفه السابقة، حيث تركز أولى الانتقادات على افتقار هيغسيث للخبرة الحكومية، فرغم تاريخه العسكري والإعلامي، إلا أنه لم يشغل مناصب إدارية في الحكومة من قبل.

ويثير هذا النقص تساؤلات حول مدى قدرته على إدارة وزارة الدفاع بفعالية، خاصة في بيئة تتطلب خبرة واسعة في التعامل مع البيروقراطية والعمليات المعقدة التي تميز الوزارة، هذه النقطة قد تُذكر بمواقف مشابهة في إدارة ترامب حين تم تعيين أفراد في مناصب حساسة دون خبرة كافية، ما تسبب في تحديات إدارية لاحقة.




اظهار أخبار متعلقة


من ناحية أخرى، تأتي مواقف هيغسيث المتشددة في السياسة الخارجية كمصدر للجدل، لا سيما تأييده المعلن لتدخلات عسكرية في الشرق الأوسط ودعمه اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي، وتصريحاته السابقة التي دعت إلى "تدمير غزة" تُثير القلق لدى السياسيين الداعين إلى حلول أكثر توازنًا، وتضع تساؤلات حول انعكاس تلك التوجهات على قرارات وزارة الدفاع حال توليه المنصب، كما أن موقفه الصارم تجاه إيران ودعمه لتصعيد العمليات العسكرية قد يؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة، ما يثير تحفظات داخل الكونغرس وخارجه.

جانب آخر من الانتقادات يتمثل في خبرته الإعلامية وخطاباته الحادة خلال عمله كمقدم في فوكس نيوز، تُطرح تساؤلات حول مدى استقلالية هيغسيث في اتخاذ القرارات إذا كان منصبه الجديد مبنيًا على تاريخه الإعلامي المنحاز أيديولوجيًا. هذا الانحياز قد يؤثر على تعاطيه مع السياسات الدفاعية ويزيد من الشكوك حول تنفيذه لأجندة سياسية تتماشى مع توجهات الحزب الجمهوري وإدارة ترامب.

الجميع مصدوم
أشار أحد مسؤولي الدفاع لشبكة CNN إلى أنه فوجئ بهذا الترشيح، قائلاً: "الجميع مصدومون ببساطة"، بينما قال مسؤول آخر كان يتابع اختيارات ترامب المحتملة: "لم أكن أعرف حتى في الساعات التي سبقت الإعلان عن الترشيح كيف أتصرف حيال ذلك".

ورغم أن هيغسيث قد لا يكون قد تم تداول اسمه في الأوساط السياسية بشكل كبير، إلا أن موقفه الواضح وموالاته لترامب قد يكونان عاملين حاسمين في هذا الاختيار.

ويعتبر بيت هيغسيث شخصية مثيرة للجدل في السياسة الأمريكية، حيث يعد من أبرز المؤيدين لسياسات ترامب المتشددة على جميع الأصعدة.. مواقفه العسكرية والإعلامية والمناهضة لبعض السياسات الديمقراطية تُظهر كيف يمكن لهيغسيث أن يلعب دورًا مهمًا في المستقبل السياسي لأمريكا.

اظهار أخبار متعلقة


أيدولوجية هيغسيث ودعمه لإسرائيل
ويعرف هيغسيث، بمواقفه القوية في السياسة الخارجية، خاصة دعمه اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي، أشار في وقت سابق إلى أن "إسرائيل يجب أن تدمر غزة".

في أكثر من مناسبة، عبر عن دعمه الثابت لإسرائيل واصفًا إياها بأنها حليف استراتيجي أساسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأثناء الأحداث المتعلقة بالحرب على غزة، كان له مواقف متشددة، حيث داعا مرارًا إلى دعم إسرائيل في اتخاذ الإجراءات العسكرية ضد حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.



الموقف من إيران: في عام 2020، دعم هيغسيث عملية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائلاً إنها كانت خطوة ضرورية لحماية الأمن الأمريكي والإسرائيلي. كما أنه دعا إلى مزيد من التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، وتحديدًا ضد إيران، مشددًا على ضرورة قصف المنشآت الإيرانية كرد فعل مباشر على تهديداتها للأمن الأمريكي.

تصريحاته حول سوريا: خلال فترة إدارة ترامب، كان هيغسيث من المنتقدين لقرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا الذي أعلنه ترامب في عام 2019، واعتبره خطوة غير حكيمة تهدد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.

آراء عن سياسة الدفاع
التوجهات الحربية: يُصنف هيغسيث كأحد "صقور الحرب"، حيث يُؤمن بأن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة دائمًا لاستخدام القوة العسكرية ضد أعدائها. دعمه المتواصل للتدخلات العسكرية في الشرق الأوسط يعكس توجهه العام نحو سياسة خارجية حازمة.

اظهار أخبار متعلقة


الخبرة العسكرية
تخرج هيغسيث من جامعتي هارفارد وبرينستون، وعُرف كمحارب قديم، وخدم في الجيش الأمريكي كضابط في القوات البرية، وبدأ خدمته في عام 2003. وكانت خدمته في مناطق النزاع مثل غوانتانامو، والعراق، وأفغانستان. وكان جزءًا من الفرقة 82 المحمولة جواً في الجيش الأمريكي.

ومن خلال عمله الإعلامي وتواجده في الصحافة، كان يدعو هيغسيث إلى مزيد من الدعم المالي للقوات المسلحة الأمريكية، ويشدد على ضرورة تحديث الأسلحة والأنظمة العسكرية.

الأوسمة: حصل هيغسيث على عدة أوسمة وجوائز خلال خدمته العسكرية، بما في ذلك وسام الاستحقاق العسكري وجائزة الخدمة المتميزة.


الخبرة الإعلامية
عمل كمقدم برامج في فوكس نيوز بعد خدمته العسكرية، وبدأ هيغسيث مسيرته الإعلامية كمقدم برامج في قناة فوكس نيوز، حيث أصبح أحد أبرز المذيعين الذين يعبرون عن آراء سياسية محافظة، ليكون بذلك أحد أبرز الوجوه الإعلامية الموالية للحزب الجمهوري، حيث تمنحه تجربته العسكرية والإعلامية خلفية مميزة في ميدان السياسة الدفاعية.

البرامج التي قدمها: من بين أبرز برامجه التي قدمها على قناة فوكس نيوز هو برنامج "Fox & Friends Weekend"، حيث كان يشارك في مناقشات حول قضايا سياسية وأمنية داخلية ودولية.

اظهار أخبار متعلقة


تعزيز الأمن الأمريكي في عهد هيغسيث
في بيانه عن ترشيحه لهيغسيث، قال ترامب: "يشرفني أن أعلن أنني أرشح بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع.. بيت شخص صارم وذكي ويؤمن بوضع أمريكا في المقام الأول. مع بيت، سيعرف أعداء أمريكا أن قواتنا ستكون عظيمة مرة أخرى". هذه الكلمات تعكس صورة هيغسيث كرمز للقوة والتشدد في السياسة الدفاعية الأمريكية.

 الكتب والمؤلفات:
كتاب "American Crusade": في عام 2020، نشر هيغسيث كتابًا بعنوان "American Crusade: Our Fight to Stay Free"، الذي يتناول فيه رؤيته حول دور الولايات المتحدة في العالم، وكيفية مواجهة التهديدات الخارجية مثل إيران والصين، بالإضافة إلى التحديات الداخلية التي تواجه الأمة الأمريكية مثل الانقسامات السياسية والاجتماعية.
 حياته الاجتماعية
هيغسيث متزوج ولديه عدة أطفال، وهو معروف بتصريحاته العائلية التي يظهر فيها بشكل قوي دفاعًا عن القيم الأسرية التقليدية.

اظهار أخبار متعلقة


خلافات سابقة في إدارة ترامب

لا يمكن إغفال أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت في عهد ترامب مسرحاً لعدة خلافات، بدءاً من استقالة وزير الدفاع الأول، جيمس ماتيس، احتجاجاً على قرار ترامب المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من سوريا.

كما أظهر مارك إسبر، وزير الدفاع الأسبق، تحذيرات علنية بشأن سياسة إدارة ترامب، ما يطرح تساؤلات حول مدى التوافق الذي سيجمع هيغسيث مع بقية أعضاء الإدارة في المستقبل.
التعليقات (0)