نشرت صحيفة "نيوز ري"
تقريرا عن انتخابات الرئاسة المرتقبة في
الولايات المتحدة، التي ستُجرى في الخامس من تشرين الأول/ نوفمبر الجاري، حيث يتنافس المرشحان الرئيسيان عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري، كامالا هاريس ودونالد ترامب، بالإضافة إلى قائمة واسعة من المرشحين الآخرين، بما في ذلك شخصيات غير تقليدية.
ونقلت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن الكاتبة أوليسيا كازاكوفا، قولها إن هذه القائمة تشمل مرشحين من خلفيات متنوعة، من بينهم مغني راب غير ثنائي الجنس يدعو لنشر الحب بدلًا من الحرب، وفنان يرتدي حذاءً على رأسه.
فيرمن سوبريم: مرشح بحذاء على رأسه
وأشارت الصحيفة إلى أن فيرمن سوبريم، البالغ من العمر 63 عامًا، يعد مثالًا للمرشح الدائم؛ فمنذ عام 1992، يحاول الترشح لرئاسة الولايات المتحدة، لكنه لم يُدرج رسميًا في قائمة المرشحين إلا في عام 2008. وعلى الرغم من هذا التاريخ الطويل، لا تزال شخصية سوبريم تثير العديد من التساؤلات لدى الناخبين.
وأضافت الصحيفة أن سوبريم، الذي وُلد في مدينة روكبورت بولاية ماساتشوستس في 3 يونيو 1961، بدأ نشاطه الاجتماعي في منتصف الثمانينات، حيث انضم إلى مسيرة تهدف إلى نزع السلاح النووي على المستوى العالمي. ابتداءً من عام 1987، بدأ الترشح لمناصب حكومية مختلفة. وفي التسعينات، اختار هذا الناشط والفنان، الذي يحمل اسمه الحقيقي "سكوت تايلور"، استخدام الاسم المستعار "فيرمن سوبريم".
وصنع سوبريم على مدار السنين شخصية مميزة له، كان أبرز ما يميزه هو الحذاء الذي يرتديه على رأسه. ووفقًا لتايلور، لم يكن اختيار هذا الحذاء عشوائيًا؛ إذ يرى أن "الحذاء يمثل كل ما هو جيد في أمريكا، مثل حرية ارتداء حذاء على رأسك إن أردت ذلك".
اظهار أخبار متعلقة
فيرمن سوبريم – برنامج انتخابي من أربع نقاط وحادثة مثيرة للجدل
وأضاف التقرير أن فيرمن سوبريم سبق له المشاركة في الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري، لكنه يخوض هذه الانتخابات كعضو في حزب القراصنة الأمريكي.
ويعتمد برنامجه الانتخابي على أربع نقاط رئيسية، إذ يعد، في حال فوزه، بتوفير مهر مجاني لكل أمريكي، والعودة بالزمن إلى الوراء لاغتيال أدولف هتلر، وتوقيع قانون يلزم الجميع بتنظيف أسنانهم، بالإضافة إلى تطوير نظام جديد لتوليد الطاقة باستخدام الزومبي، حيث يسيرون بشكل متواصل داخل عجلات ضخمة تشبه عجلات الهامستر.
وأشار التقرير إلى أن سوبريم، في يناير الماضي، أجرى "لقاءً مع الناخبين" انتهى بفضيحة، إذ اقتحم المسرح في أثناء تجمع للجمهوري رون ديسانتيس في ولاية نيوهامبشير، واستمر لبضع دقائق في حث الجمهور على دعمه قبل تدخل قوات الأمن لإخراجه من المكان.
كما أعلن سوبريم عن نيته إقامة مسابقة لاختيار نائب رئيس لإدارته المستقبلية، ولم يستبعد إمكانية التعاون مع مرشح آخر، وهو مغني الراب بابربوي لوف برنس.
مغني الراب غير الثنائي بابربوي لوف برنسة مرشح استثنائي في سباق الرئاسة
وأشار التقرير إلى أن بابربوي لوف برنس، نائب الرئيس المحتمل ضمن فريق فيرمن سوبريم، بدأ حملته الانتخابية كمنافس على منصب الرئيس، إلا أنه انسحب من السباق خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. ومع ذلك، لفت الأنظار بأسلوبه الانتخابي الجريء وشخصيته غير التقليدية.
وأضاف التقرير أن بابربوي، وهو فنان وموسيقي وناشط "غير ثنائي"، قدم طلب الترشح في تشرين الأول/ نوفمبر 2023، وظهر في حفل إعلان ترشحه مرتديًا سترة ضخمة من الديباج وسروالًا ذهبيًا وأحذية حمراء كبيرة من تصميم "مشيف" مستوحاة من أسلوب "سوبر ماريو".
وصرح قائلاً: "الأشخاص في السلطة يشغلون مناصبهم لفترات أطول من بعض الملوك، ولم يعودوا يعرفون ما يعنيه أن تكون أمريكياً بسيطاً. هدفي هو إظهار هذا، دون أن أتحول إلى واحد منهم".
وأوضح التقرير أن الاسم الحقيقي والعمر لهذا المغني غير معروفين، إذ يذكر بابربوي أنه وُلد على "الجانب الأفريقي من القمر"، وعمل في صغره بائع صحف، وهو ما يفسر لقبه "بابربوي".
كما يدير برنس مركزًا اجتماعيًا يُدعى "معرض الحب" في شارع ميرتل أفينيو في بروكلين، حيث يبيع المنتجات ويوزع الطعام والملابس والكتب للمحتاجين، ويبث أنشطته مباشرة على منصة تويتش.
مغني الراب بابربوي لوف برنس وحملته السابقة لرئاسة بلدية نيويورك
وذكر التقرير أن مغني الراب بابربوي لوف برنس خطط في عام 2021 للترشح لمنصب عمدة مدينة نيويورك عن الحزب الديمقراطي، ووصل إلى مرحلة الانتخابات التمهيدية.
وكان مدير حملته آنذاك مراهقًا يبلغ من العمر 13 عامًا يُدعى ثيو ديميل، الذي صرح في عدة مقابلات بأن الواجبات المنزلية في المدارس تتعارض مع الدستور. وقد وعد برنس خلال حملته الانتخابية بمكافحة الفقر و"نشر الحب".
وأضاف التقرير أن برنس كان يعتزم خوض انتخابات الرئاسة لعام 2024 بالبرنامج الانتخابي ذاته تقريبًا، إلا أنه انسحب في النهاية، مفسحًا المجال لنائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس.
اظهار أخبار متعلقة
"المرشح الأبدي" راندال تيري
وأشار التقرير إلى أن راندال تيري، عضو حزب الدستور الأمريكي، ليس غريبًا عن سباق الرئاسة، فقد ترشح عدة مرات من قبل، واشتهر بمواقفه الحازمة ضد الإجهاض. تيري هو أيضًا منتج ومقدم برنامج تلفزيوني يُدعى "راندال تيري: صوت المقاومة".
وأضاف التقرير أن تيري تعرض للاعتقال أكثر من 40 مرة؛ بسبب مخالفات متنوعة ومشاركته في احتجاجات غير مرخصة. وكان أول ظهور له في السجلات الشرطية في منتصف الثمانينات عندما قيد نفسه بالسلاسل إلى مغسلة في عيادة تجري عمليات إجهاض.
وفي عام 2009، اعتُقل لمحاولته اقتحام جامعة نوتردام في ولاية إنديانا في أثناء زيارة الرئيس باراك أوباما، معترضًا على موقف أوباما الداعم لحق المرأة في الإجهاض.
وأوضحت الصحيفة أن تيري أدلى بتصريح مثير للجدل حول مقتل الطبيب النسائي جورج تيلر من ولاية كانساس، حيث أصدر فيديو وصف فيه الطبيب بأنه "قاتل جماعي".
وقد انتمى تيري إلى الحزب الجمهوري حتى عام 2011، ثم انتقل إلى الحزب الديمقراطي، حيث تحدى أوباما بترشحه لانتخابات الرئاسة في 2012، لكنه لم يحقق تقدمًا كبيرًا في الانتخابات التمهيدية، وحصل على تأييد 0.3 بالمئة فقط من المندوبين.
وفي انتخابات 2024، انضم تيري إلى حزب الدستور الذي اختاره مرشحًا له. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في آب/ أغسطس أن بعض داعمي ومسؤولي الحزب الديمقراطي ساهموا في الترويج لحملته بين معارضي الإجهاض، حيث تشير بعض المصادر إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى سحب أصوات بعض الناخبين من دونالد ترامب لصالح كامالا هاريس.
"المثلي المسلح" تشيز أوليفر
وأشارت الصحيفة إلى أن تشيز أوليفر، عضو الحزب الليبرتاري وأحد ممثلي مجتمع المثليين في سباق الرئاسة الأمريكية، يبلغ من العمر 39 عامًا، ومن مواليد ولاية جورجيا، ويصف نفسه بـ"المثلي المسلح".
في عام 2022، ترشح لمجلس الشيوخ عن ولايته، حيث دعا علنًا إلى حرية حمل السلاح، وإصلاح الشرطة، وتقنين الماريغوانا، وإلغاء تجريم جميع المخدرات، ودعم حقوق الأقليات الجنسية.
وأوضحت الصحيفة أن أوليفر يجمع بين نشاطه السياسي ووظيفتين، حيث يعمل مدير مبيعات في شركة مالية محلية، وأيضًا في قسم الموارد البشرية في وكالة متخصصة بالأوراق المالية. وعلق على ذلك في مقابلة مع صحيفة الغارديان قائلاً: "عليّ أن أدفع الإيجار والفواتير".
ولفتت الصحيفة إلى أن أصوات المرشحين الليبرتاريين تاريخيًا تنجذب للجمهوريين، إلا أن هذا العام قد يشهد تحولًا في المعادلة؛ فقد أعلنت رئيسة الحزب الليبرتاري، أنجيلا ماكاردل، دعمها لترشيح أوليفر، مُعلنة أن تأييده هو رسالة دعم لترامب، حيث صرحت: "قال ترامب إنه سيمنح الليبرتاريين منصبًا في مجلس الوزراء.
لقد تواصل معنا ودعمنا فعليًا. لذلك، قررت دعم تشيز أوليفر كأفضل وسيلة لهزيمة الديمقراطيين".
ومع ذلك، أعربت فروع الحزب في أربع ولايات - مونتانا، كولورادو، نيوهامبشير، وأيداهو - عن رفضها لترشيح أوليفر علنًا. من جانبه، دعا أوليفر إلى عدم اعتباره "مفسدًا"، وأعرب عن أمله في تجاوز الانقسام داخل صفوف الليبرتاريين.
اظهار أخبار متعلقة
"حرفيًا أي شخص آخر" - المرشح البديل
وتختتم الصحيفة التقرير بالإشارة إلى أن داستن إيبي، معلم الرياضيات من تكساس والمحارب السابق في الجيش الأمريكي، قد غيّر اسمه في ربيع العام الماضي إلى "حرفيًا أي شخص آخر" بهدف الترشح لرئاسة الولايات المتحدة، كبديل لأولئك غير الراضين عن النظام الثنائي الحزبي والمرشحين الحاليين.
وأوضح إيبي أن هدفه كان منح فرصة جديدة للناخبين الذين يشعرون بعدم الرضا عن الوضع الحالي، قائلاً: "آراؤنا متباعدة، وفي شخصيتي يمكن لكل فرد أن يجد شيئًا يشبهه، وآمل أن نتمكن من إحداث تغيير".
ورغم جهوده، لم يتمكن "حرفيًا أي شخص آخر" من جمع التوقيعات اللازمة لإدراج اسمه على بطاقات الاقتراع حتى على مستوى الولاية، ما أدى إلى خروجه من
السباق الرئاسي.