ضمت مدينة ليبية نازحين سودانيين بعدد يضاهي سكانها
الأصليين، وذلك في ظل استمرار عمليات
النزوح، بسبب
الحرب المستمرة في
السودان بين
الجيش وقوات الدعم السريع منذ عام 2023.
وذكر مسؤولون ليبيون أن عدد اللاجئين السودانيين
الذين نزحوا إلى مدينة
الكفرة الليبية بلغوا 65 ألفا منذ بداية الحرب السودانية،
وهو ما يضاهي عدد السكان الأصليين للمدينة.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن المفوضية السامية
للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقرير، وصول ما بين 300 و400 نازح جديد يوميًا
منذ بداية النزاع المسلحة في السودان، موضحة أن عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية
"في ازدياد مستمر".
يشار إلى أن الحرب اندلعت في السودان منتصف نيسان/
أبريل 2023، بسبب خلافات بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد القوات السريع
محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وخلّفت الحرب آثارا إنسانية كارثية، وتخللها سقوط
آلاف الضحايا المدنيين، وإجبار الملايين على النزوح داخليا وخارجيا، إلى جانب
انهيار الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، ونقص حاد في الغذاء
والمياه.
اظهار أخبار متعلقة
ويلجأ الكثير من السودانيين إلى مدينة الكفرة الواقعة
جنوب شرق
ليبيا، باعتبارها المدينة الأقرب للحدود، وتبعد 350 كيلومترا عن أقرب
نقطة حدودية سودانية.
ويبلغ عدد سكان الكفرة 65 ألفا، غير أن هذا العدد
تضاعف بسبب توافد آلاف اللاجئين السودانيين.
وفي هذا السياق، كشف مدير المكتب الإعلامي في بلدية
الكفرة، عبد الله سليمان، أن عدد السودانيين اللاجئين حاليا في الكفرة يعادل عدد
سكان المدينة الأصليين، مبرزا أنه يوجد بالمدينة أكثر من 40 تجمعا للاجئين
السودانيين.
ويطرح استقطاب المدينة لأعداد متلاحقة من اللاجئين
تحديات، وفق سليمان الذي أفاد لموقع "تواصل" الليبي بأن المؤسسات
بالمدينة "غير مهيأة لتقديم الخدمات، وهي بحاجة إلى المزيد من الدعم
والإمكانيات"، كاشفا أن "اللاجئين يقيمون في أوضاع مأساوية".
ووفقا لأرقام مفوضية اللاجئين الصادرة نهاية سبتمبر، فإنه وصل أكثر من 100 ألف سوداني إلى ليبيا.
وحذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،
فيليبو غراندي، في مقابلة سابقة مع فرانس برس، من تداعيات الأزمة الإنسانية
بالسودان، قائلا: "للأسف، بدأت هذه الأزمة تؤثّر على المنطقة بأكملها بطريقة
خطرة للغاية".