أكد السفير
اللبناني في المملكة المتحدة،
رامي مرتضى، أن لبنان في موقف قانوني وأخلاقي سليم، وهي تدافع عن نفسها في مواجهة
عدوان إسرائيلي مخالف لكل القوانين الدولية.
جاء ذلك في كلمة له اليوم الإثنين في مكتبه
بمقر السفارة اللبنانية في العاصمة البريطانية لندن، أثناء استقباله لوفد من ممثلي
الجالية العربية في المملكة المتحدة جاء للتضامن مع لبنان في مواجهته للعدوان
الإسرائيلي.
ويضم الوفد ممثلين عن ملتقى ومنصة العرب في
بريطانيا، المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، العاملون في قطاع الصحة البريطانية لأجل فلسطين، وعددا من الشخصيات المستقلة والإعلاميين.
وقدم السفير اللبناني للوفد الزائد صورة
متكاملة عن الجهود الديبلوماسية التي تقوم بها لبنان في مواجهة العدوان، فضلا عن
جهود السفارة اللبنانية في لندن.
وقال مرتضى: "موقفنا قوي، أول شيء أخلاقيا لأننا مقتنعون
بعدالة قضيتنا ومقتنعون بأننا ندافع عن أنفسنا، وحين يقال في بعض الأوساط إن لإسرائيل
الحق في الدفاع عن نفسها فإن هذا المنطق يضحك ويبكي فعلا، لأن حق الدفاع عن النفس
منصوص عليه بشكل دقيق جدا في القانون الدولي، فكيف لمحتل أن يدعي الدفاع عن النفس؟ وثانيا الدفاع
عن النفس له أصول وقواعد في مقدمتها حماية المدنيين والتركيز حصرًا على الأهداف العسكرية، وكلنا يعرف الحجم
الهائل من الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل سواء في غزة والأراضي الفلسطينية والآن في
لبنان".
وأضاف: "ما أستطيع أن أقوله لكم أن
معنويات الشعب اللبناني عالية على الرغم من المآسي وما تسمعونه عن الوضع الإنساني
الصعب، ولكن لأننا مدركون أن القضية ليست قضية
تدمير، وإنما قضية وعي الشعب مستقبلا وربما لأجيال قادمة، لذلك من المهم أن
نحتفظ بمعنوياتنا.. ومن المهم أن
ندافع عن أنفسنا.. لأجل ذلك قلت بأن موقفنا القانوني والأخلاقي سليم مئة بالمئة، فنحن
في حالة دفاع عن النفس، والدفاع عن النفس يستلزم كل طاقات المجتمع".
وأكد مرتضى أن المطلوب
ديبلوماسيا التمسك بالدعوة لوقف إطلاق نار فوري لأن أي تلكؤ أو تأجيل بطلب وقف
إطلاق النار هو إجازة لنفس السيناريو الذي حصل بغزة، أي إعطاء إسرائيل الوقت لإنجاز
ما تريد إنجازه، وحين اتضح أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط في عمليات
القتل والتهديم للبنى التحتية حينئذ بدأ
العالم يدعو لوقف إطلاق النار".
وأضاف: "الآن في لبنان نفس السيناريو،
علما أنه صدر بيان مهم وقعت عليه أكثر من 15 دولة بدءا بالولايات المتحدة والمملكة
المتحدة وفرنسا ودول أخرى بنيويورك الأسبوع الماضي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار
لمدة 21 يومًا على أن يتم ترتيب تفاوض معين طبعا غير مباشر حول الوضع في جنوب
لبنان".
وأكد الديبلوماسي اللبناني، أن بلاده وقعت
تحت الاحتلال لمدة 22 عاما ولا تزال بعض أجزاء لبنان تحت الاحتلال، وقال:
"منذ العام 2006 إلى 8 تشرين الأول / أكتوبر 2023، تعرضت بلادنا إلى أكثر من 5036
ألف خرق جوي لأجوائنا.. نحن البلد المعتدى عليه ومن المضحك المبكي أن
يصبح الجلاد هو الضحية".
وأضاف: "مع ذلك قلنا وما زلنا نقول إننا
نفضل ونرغب بالحل الدبلوماسي، والحل الدبلوماسي موجود في قرار الأمم
المتحدة رقم 1701 ويحتوي كل العناصر التي يمكن من خلالها وضع آلية معينة تتعامل مع
كل الهواجس، ولكن لا يمكن التعامل مع هاجس طرف دون
الاستماع إلى هاجس الطرف الآخر وهذا ما شددنا عليه".
وحول موقف لبنان من مطلب وقف إطلاق النار،
قال مرتضى: "بالنسبة لموقفنا وقف إطلاق نار فوري
فنحن جاهزون للتعاطي معه ضمن آليات الأمم
المتحدة مع القرار 1701 الذي ما انفكت إسرائيل تنتهكه منذ العام 2006".
وأضاف: "أعتقد بالنهاية أن الأهم هو
الصمود على الأرض، أعني الصمود المعنوي والمادي، أي أن تبقى الرؤوس مرفوعة، هذا
الصمود هو الذي يفرض المعادلات السياسية، لأن المجتمع
الدولي يتعاطى مع المجريات على الأرض، ولذلك المهم هو الصمود على الأرض بمختلف
السبل".
وانتقد السفير اللبناني الصمت الدولي على
ما تقترفه إسرائيل من قتل وانتهاكات لكل القوانين الدولية، وأكد أن الموضوع يتخطى
فلسطين ويتخطى لبنان وحتى يتخطى الشرق الأوسط إذ الموضوع له
علاقة بمنظومة الأمن العالمية.
كما انتقد ما وصفه بالمواقف المزدوجة للتعامل مع
القوانين الدولية، وذكر الحضور بالموقفين المصري والأردني الرافضين لتهجير
الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية..
وأكد أن لبنان والعرب هم في موقف قانوني وأخلاقي
سليم، وأنهم دعاة سلام منذ أن قدموا المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت العربية
عام 2002،.
وأشاد السفير اللبناني بدور الجالية العربية في بريطانيا، وقال: "نحن نعيش في هذا
البلد ومن المهم دائما أن نبقى على علاقة جيدة مع المجتمع المضيف، وجالياتنا هي
قيمة مضافة وتعكس القيم العربية الحقيقية في الانفتاح وفي احترام القانون وفي
الحرص على أمن وسلام هذا المجتمع، هذا أمر ضروري".
وأعقبت كلمة السفير مداخلات من عدد من أعضاء
الوفد العربي، ومنهم عدنان حميدان مسؤول منصة العرب في بريطانيا وغادة الكرمي الكاتبة
والناشطة الفلسطينية وفراس أبو هلال رئيس تحرير صحيفة
"عربي21"، ومينا
حربلو مراسلة قناة الجزيرة في لندن، والكاتب والباحث التونسي جلال الورغي، ورغد
التكريتي القيادية في الرابطة الإسلامية في بريطانيا والدكتور حافظ الكرمي الرئيس
السابق للمنتدى الفلسطيني في بريطانيا وموسى سرور مراسل قناة الميادين في لندن.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسّعت
إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة، لتشمل معظم مناطق لبنان، بما
فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية، كما بدأت توغلا بريا
في جنوبه، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ووفق الأرقام الرسمية، قتلت إسرائيل 2044
شخصا وأصابت 9678 منذ بداية القصف المتبادل مع "حزب الله" في 8 أكتوبر
2023، بينهم 1212 قتيلا و3427 جريحا، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من
1.2 مليون نازح، منذ أن بدأت إسرائيل شن حرب واسعة على لبنان في 23 سبتمبر وحتى
مساء الأحد.
وتحل الاثنين الذكرى الأولى لبدء إسرائيل،
بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية في غزة، أسفرت، حتى اليوم، عن أكثر من 139 ألف قتيل
وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات
الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب حرب الإبادة متجاهلة قرار
مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع
أعمال "الإبادة الجماعية" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
إقرأ أيضا: مسيرات جديدة في بريطانيا تضامنا مع غزة.. أكبرها في لندن (شاهد)