صحافة دولية

WP: هل سينجح بايدن في وقف الحرب بغزة قبل مغادرته البيت الأبيض؟

اتهامات لنتنياهو بعرقلة صفقة التبادل والوصول لوقف إطلاق النار في غزة- جيتي
اتهامات لنتنياهو بعرقلة صفقة التبادل والوصول لوقف إطلاق النار في غزة- جيتي
تناول تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أعدته ياسمين أبو طالب، جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف الحرب في غزة قبيل انتهاء ولايته.

وقالت الصحيفة؛ إن جهود الرئيس جو بايدن لتحقيق وقف إطلاق نار في غزة قبل مغادرته الرئاسة تتضاءل من جديد، ففي الأيام الأخيرة انقلبت جهوده الرامية لهدنة توقف القتال في غزة والإفراج عن الأسرى لدى حماس رأسا على عقب، ووضعت العملية كافة في  غرفة العناية المكثفة.

وأضافت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن إدارة بايدن، تقوم بإعادة تقييم الخطة التي أطلقت عليها "خذ أو اترك" ودراسة الخيارات المقبلة، حسب مسؤول أمريكي.

وتقول الصحيفة؛ إن العقبة الأخيرة جاءت من مطلب حماس بشأن من يطلق سراحهم من السجناء الفلسطينيين، وهو ما يؤكد العملية المؤلمة والمحبطة التي شغلت الإدارة الأمريكية وبايدن على مدى الأشهر الـ 11 الأخيرة.

وفي مراحل أخيرة، اعتقدت الولايات المتحدة، إلى جانب قطر ومصر، أن الاتفاق أصبح في متناول اليد، فقط لكي تعرقل إسرائيل أو حماس المحادثات بمطالب جديدة أعادت المفاوضين إلى الوراء أسابيع أو أشهرا.

إظهار أخبار متعلقة



وتبدو فرص بايدن، وبشكل عام، في إنهاء الحرب وتحرير الأسرى قبل مغادرته منصبه، بعيدة، وهو ما يزيد من احتمال إنهاء رئاسته دون التوسط لإنهاء الصراع الذي هيمن على عامه الأخير في منصبه، ويهدد بتشويه إرثه السياسي، بحسب الصحيفة.

ويخشى المفاوضون بشكل متزايد ألا يكون لدى إسرائيل ولا حماس دافع حقيقي للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب المستمرة منذ 11 شهرا.

ويقول مسؤولون في البيت الأبيض ومشرعون ودبلوماسيون؛ إن وقف إطلاق النار هو المفتاح، ليس فقط لمعالجة الوضع الإنساني المأساوي في غزة وإطلاق سراح الأسرى المتبقين، بل ولتجنب حرب إقليمية واسعة.

ونقلت الصحيفة عن السناتور الديمقراطي عن ولاية كونيكتيكت والعضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ: "في معظم الأيام، من الواضح أن الأمريكيين يعملون بجدية أكبر بكثير من الحكومة الإسرائيلية. أعتقد أن [وقف إطلاق النار] لم يكن نتيجة محتملة للغاية، بسبب الحسابات السياسية التي يقوم بها كل من [رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحماس. وأمنح الكثير من الفضل لفريق بايدن لمثابرته ومحاولة إعادة تنشيط هذه المحادثات، حتى مع العقبات الكبيرة التي يبدو أن الجانبين يقومان برميها".

وبينت الصحيفة، أن المفاوضين الأمريكيين والقطريين والمصريين، كانوا يعملون في بداية الأسبوع الماضي على التفاصيل النهائية لمقترح "جسر الهوة"، الذي يهدف لحل الخلافات المتبقية بين الطرفين، وقدمت حماس مطلبا جديدا، جعل الاتفاق حتى الآن بعيدا عن متناول اليد، بحسب مسؤول بارز في الإدارة.

وكانت المفاوضات قد تعثرت بالفعل  بسبب المطالب التي قدمها نتنياهو قبل عدة أسابيع. وكان الجانبان قد اتفقا مبدئيا على أنه في مرحلة معينة، ستفرج إسرائيل عن فلسطينيين يقضون عقوبة السجن مدى الحياة، في مقابل إطلاق حماس سراح جنود إسرائيليين.

ولكن هذا الأسبوع، قالت حماس؛ إن الأسرى المدنيين يجب مبادلتهم بهؤلاء السجناء القدامى، وهي الفكرة التي وصفها المسؤول بأنها "برشامة سامة".

كما أن السؤال الأكبر والأكثر إزعاجا الذي يخيم على المحادثات، هو عدد الأسرى البالغ عددهم نحو 100 في غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم العثور على جثث ست رهائن، مما أثار مظاهرات حاشدة في إسرائيل ضد نتنياهو، الذي يعتقد العديد من الإسرائيليين أنه لا يبذل جهدا كافيا للتوصل إلى اتفاق.

ويتوقع المسؤولون الأمريكيون أن الأسرى الأمريكيين السبعة في غزة لا يزالون على قيد الحياة، ويمكن أن يفرج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة المكونة من ثلاث مراحل، إلى جانب عدد مهم من الأسرى الأحياء بحسب الصحيفة.

 ورغم موقفهم من العرض النهائي "خذ أو اترك"، إلا أن المسؤولين في إدارة بايدن يرون أنهم سيواصلون العمل لتحقيق صفقة، حتى ولو كانت هناك فرصة صغيرة.

وذكر التقرير، أن بعض المسؤولين من بايدن يريدون ممارسة مزيد من الضغط على نتنياهو، الذي اتهمه المسؤولون الإسرائيليون بتخريب المفاوضات. ودار نقاش في البيت الأبيض بشان تحميل نتنياهو مسؤولية عرقلة المفاوضات. لكن هذا الخيار أصبح أقل احتمالا بعد مقتل الأسرى الستة، حسب أشخاص على معرفة بالنقاش الداخلي في البيت الأبيض.

إظهار أخبار متعلقة



وقد خرب نتنياهو المفاوضات في تموز/ يوليو، بسبب إصراره على بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، الذي يبلغ طوله ثمانية أميال على طول الحدود بين غزة ومصر.

واتسم العام الأخير من حكم بايدن بمعارك سرية وعلنية مع نتنياهو، حيث اختلفا في  قضايا تتراوح من المساعدات الإنسانية إلى مقتل المدنيين.

وقال كريس فان هولين، السناتور الديمقراطي عن ميريلاند وعضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ؛ إن البيت الأبيض لم يمارس ضغوطا كافية على نتنياهو.

وعندما سئل هذا الأسبوع عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يبذل جهدا كافيا للتوصل إلى اتفاق، أجاب بايدن: "لا"، لكنه تجنب معاقبة نتنياهو، على سبيل المثال بفرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل.

وأضاف فان هولين: "من خلال عدم انتقاد تعنت رئيس الوزراء نتنياهو، فقد أعطوه غطاء سياسيا لمواصلة التعنت"، وقال؛ "إنه لغز بالنسبة لي لماذا لا تنتقده الإدارة بشكل أكثر وضوحا، عندما تعرف عائلات الأسرى نفسها بأنه العائق".

وبدأت النكسة الأخيرة للمفاوضات بعد الاتفاق على وقف للنار استمر أسبوعا، وأفرج فيه عن أكثر من مئة أسير، وكانت الإدارة  تريد مواصلة الجهود بهدنة أخرى تنهي الحرب في النهاية وفقا للتقرير.

ووصل انزعاج بايدن من نتنياهو ذروته في نيسان/أبريل، بشأن رفض إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في حين كان شمال غزة على شفا المجاعة.

وفي ذلك الشهر، قتلت غارة جوية إسرائيلية سبعة عمال إغاثة من المطبخ المركزي العالمي. وقد توصلت إدارة بايدن إلى ان إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية عمال الإغاثة في غزة، أو تساعد على تخفيف المعاناة، حسب عدة أشخاص على معرفة  بتفكير الرئيس.

وفي مكالمة هاتفية هدد بايدن نتنياهو بأنه سيقوم بإعادة النظر في عمليات الدعم، لو لم تقم إسرائيل بفتح معابر جديدة وتوفير المساعدات الإنسانية.

إظهار أخبار متعلقة



وتابعت الصحيفة، "أحدثت إسرائيل بعض التغيرات التي طلبها الرئيس، لكنها ضربت في الوقت نفسه السفارة الإيرانية في دمشق. ولم تخبر إسرائيل المسؤولين الأمريكيين بالضربة. وكل هذا حرف تركيز واشنطن باتجاه مواجهة عسكرية شاملة بين إسرائيل وإيران التي تعهدت بالرد".

وفي بداية أيار/مايو، بدت فرصة جديدة للتفاوض، حيث أعلن بايدن في نهاية هذا الشهر عن خطة جديدة، لكن نتنياهو تقدم في 27 تموز/يوليو بمجموعة من المطالب التي خربت المفاوضات، وأهم هذه المطالب هي البقاء في محور فيلادلفيا

وأردفت: "بعد أيام، اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وقبله بيوم القائد العسكري لحزب الله، فؤاد شكر. وكان ثمن التأخير في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار باهظا، فإلى جانب مقتل 6 أسرى، سقط 4,000 فلسطيني ضحية، منذ إعلان بايدن عن خطته الأخيرة".
التعليقات (0)