سياسة عربية

هنية ومرج الزهور.. من مبعد إلى شهيد (شاهد)

في 1992 قام الاحتلال الإسرائيلي بإبعاد 416 من قيادات حماس والجهاد إلى مرج الزهور جنوب لبنان - إكس
في 1992 قام الاحتلال الإسرائيلي بإبعاد 416 من قيادات حماس والجهاد إلى مرج الزهور جنوب لبنان - إكس
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق الشهيد إسماعيل هنية٬ وهو عائد إلى قطاع غزة بعد إبعاد الاحتلال الإسرائيلي له إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة.


مبعدو مرج الزهور
في 17 كانون الأول/ ديسمبر 1992٬ قام الاحتلال الإسرائيلي بإبعاد 416 من قيادات حركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي٬ إلى منطقة مرج الزهور جنوب لبنان.

وجاء الإبعاد ردا على اختطاف جندي إسرائيلي، حيث شن الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية وغزة وأبعد المعتقلين.

واجتمع رأي المبعدين على رفض القرار وأصروا على العودة إلى ديارهم، ولما كان جيش الاحتلال يواجههم بالرصاص كلما حزموا حقائبهم واقتربوا عائدين إلى الحدود، قرروا البقاء في العراء في ظروف جوية قاسية قبل أن يأتيهم المدد من خيام وطعام وشراب.  



كانت تجربة مرج الزهور حدثًا بارزًا في مسيرة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، حيث أصبح مخيمهم في جنوب لبنان محور اهتمام وسائل الإعلام العالمية. إضافة إلى ذلك، فقد شكّل المخيم فرصة لتعزيز العلاقات وتعبئة الجهود ضد الاحتلال.

وأثناء إقامتهم في جنوب لبنان، قام المبعدون بتنظيم أنفسهم عبر تشكيل لجان متنوعة تشمل مجالات السياسة والفكر والتعليم، وكلفوا الشهيد عبد العزيز الرنتيسي ليكون المتحدث الرسمي باسمهم.

بسبب الضغط الدولي، أصدر مجلس الأمن القرار رقم 977 في 19 فبراير/ شباط 1993، الذي دعا إلى عودتهم الفورية إلى ديارهم. وقد عاد معظم المبعدين خلال العام، بينما اختار قلة منهم البقاء خارج البلاد.

وفي 12 أيلول/ سبتمبر 2020 زار رئيس الوزراء الراحل هنية منطقة مرج الزهور جنوب لبنان.

وقالت الحركة في بيان إن زيارة هنية لمرج الزهور تأتي بعد 27 عاما من إبعاده إلى تلك المنطقة ذاتها، برفقة قادة وكوادر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

واعتبر هنية خلال الزيارة أن الإبعاد "مرحلة فارقة جسدت تحولا استراتيجيا في مسيرة حركة حماس والشعب الفلسطيني"، ووضعت الأسس للعلاقة مع "محور المقاومة" وعدد من دول المنطقة.
التعليقات (0)