لا تزال الأضواء الإسرائيلية ساطعة على القائد العام
لكتائب الشهيد عز الدين
القسام محمد الضيف، والذي تعرض لمحاولات اغتيال عديدة،
آخرها بحسب مزاعم
الاحتلال في منطقة "مواصي" خانيونس، والتي تزامنت مع
ارتكاب جيش الاحتلال مجزرة بشعة بحق النازحين يوم السبت الماضي.
ويصف جيش الاحتلال الإسرائيلي محمد الضيف بأنه
"شبح"، وذلك بسبب تخفيه الشديد وحفاظه على السرية التامة في جميع
أنشطته، ومحدودية المعلومات والبيانات المتوفرة عنه، بحسب ما أوردته صحيفة
"
يديعوت أحرونوت" في تقرير أعده عيناف حلبي ويوآف زيتون.
وذكر التقرير الذي ترجمته "
عربي21" أن "القائد
العسكري الغامض لحركة
حماس ومؤسس جناحها العسكري نجا من 7 محاولات اغتيال سابقة،
ويعتقد مسؤولون في الجيش الإسرائيلي أنه لقي حتفه أخيرا في هجوم خانيونس"، وقال: "تعتقد المخابرات العسكرية والقوات الجوية أنه أصيب بجروح خطيرة،
لكن لا يوجد تأكيد نهائي لوفاته".
اعتقال الضيف
ولفت إلى أن الضيف من أوائل المجندين في "حماس"،
واعتقلته قوات الاحتلال عام 1989، وأمضى 16 شهرا في الاعتقال الإداري بتهمة
المشاركة في الأنشطة العسكرية للحركة، وعمل خلال فترة اعتقاله على تأسيس كتائب
القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وأوضح التقرير أن الضيف منذ البداية وضع على سلم
أولوياته مسألة "اختطاف جنود إسرائيليين"، إلى جانب التنسيق في بناء
أنفاق هجومية لحركة حماس، وتطوير استراتيجية إطلاق الصواريخ من قطاع
غزة.
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "على مر السنين ظل الضيف مطلوبا ونادرا
ما يظهر علنا، ودائما تحت إجراءات أمنية مشددة وبروتوكولات سرية (..)، وحتى عندما
كان ينتقل بين مكاتبه سواء فوق الأرض أو تحتها، كان يستخدم مصعدا وسلالم مخصصة
لذوي الاحتياجات الخاصة تتناسب مع إعاقته، وأحيانا يستخدم كرسيا متحركا".
ولفت تقرير "يديعوت" إلى أنه في عام 2002
نجا الضيف من محاولة اغتيال خطيرة، ويعتقد أنه فقد فيها إحدى عينيه وساقه وذراعه،
مضيفا أن "آخر محاولات اغتياله كانت عام 2014، عندما قُتلت زوجته وابنه في
غارة على منزل بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة".
توجيه العمليات القتالية
ونوه إلى أن الضيف قام بتوجيه العمليات القتالية
الفلسطينية في حرب 2014، وعقب محاولة اغتياله ردت حركة حماس بوابل هائل وغير
مسبوق من عشرات الصواريخ التي استهدفت وسط وجنوب "إسرائيل" خلال فترة
قصيرة نسبيا.
وأشار إلى أنه في ديسمبر الماضي، أي بعد حوالي شهرين
من بدء الحرب، أفادت تقارير استخباراتية بأن الضيف كان في حالة أفضل مما كان يعتقد
سابقا، وذلك بناء على معلومات حصل عليها الجيش الإسرائيلي أثناء القتال في غزة،
ومن بينها صورة تلقتها المؤسسة الأمنية، وتبين أنه يستطيع المشي على ساقيه
واستخدام يديه.
وبحسب التقرير، فإن العلامات التي عثر عليها جنود
الجيش الإسرائيلي في منزله ومنشآته في قطاع غزة تشير إلى أنه على الرغم من أن
الضيف يستخدم كرسيا متحركا في بعض الأحيان، إلا أنه يستطيع المشي بشكل مستقل في
بعض الأحيان، وإن كان مع بعض الإعاقة الجسدية، نتيجة لمحاولات اغتيال سابقة.
وذكر أن الضيف ظل نشطا بل إنه خطط للقتال من مكتبه
السري، إلى جانب كبار مسؤولي حركة حماس، الذين أرسلوا ألوية "القسام"
لشن هجمات ضد المستوطنات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي.